الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيبة حنظلة مرميّة بين أشلاء القمر

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2009 / 1 / 25
الادب والفن


تحلم الجنيات ُ في النيران بطيران الأسماك،
لون الأكباد يخضب خطى الفراشات،
ويتلاشى في ندى البنفسجات.
حائط المبكى يعتصم في المسجد
كل الشعراء يحنون إلى خبز أمهاتهم ،
فاقرأوا في فنجان قهوة محمود درويش!
تروا القمر يسبح في بحيرة التوهان.
الفتيات يحلمن في شعر محمود بأيام
تغدو فيها الجدران أغلظ،
والمرايا ضبابا،
و يرمين عناقيد النار في البحر.

اوقظوا الأصابع الدامية
لتعزف على أوتار النظرات!!
غزة تقرأ في النيران قصائد الآلام،
دويُّ الديمقراطية والحرية
يسير ثقيلا على سطوح مدارس الأطفال،
ولم يبق من الزيتون
سوى ظل رمادي لجأ إلى البحر.
زلازل الدبابات تنشر الكلمات على الجدران،
وتخلق شتاء مشلولا من جسد الليل،
الأطفال يلعبون بالنحاس المذاب في عيون الشمس،
ولا تعرف الطير كيف تتلقط الرصاصات بدل نتف الخبز.


ظلَّ حنظلة يدير ظهره إلى البحر،
لم يقدر أن يكمل شرب آخر قطرة من قهوة أمه،
لم ينته من احتذاء حذائه الصغير،
لم يمهلوه لكي يضع دفاتره في حقيبته الخضراء،
لم يمهلوه أن يعود طفلا هذا الشتاء أيضا،
قطعوا عليه كل السبل
لكي يغدو فتى الأحلام.
فاجأنا البرق ،
أوقعنا الرعد في دهاليز الضياع،
أوقف البرق والرعد
نهر الأردن،
ولم يستطع حنظلة أن يسبح في مائه
مرة أخرى،
غادر يحيى ،
لم يعد ثمة يحيى
ليعمده مرة أخرى.

يحيى يرفع حذاء حنظلة في عتبة البيت،
يقرأ في فنجان حنظلة
الجروحَ في وجنات القمر،
أخذ يكمل واجبه البيتي،
ويضع دفاتره المدرسية
في حقيبته ،
غدا سوف يحل كلّ َ تمارين الرياضيات له،
ويرسم الطيور في دفتر الرسم .

لقد كانت الشمس قبل لحظات من السكوت الدامي
ترسم ضفائر خطى حنظلة
بين أشجار الزيتون على هذا الخراب.

لقد تعب حنظله في البحث عن الربيع
إلى أن حول الشتاء ُ العالم َ إلى جليد.

‏السبت‏، 24‏ كانون الثاني‏، 2009


حنظلة ... شخصية رمزية تحتل مساحة واضحة في كاريكاتير الفنان الشهيد ناجي العلي ، جاءت من الطفولة وبراءتها في أعوام عشرة فقط وستظل كذلك, ولد حنظلة في زمن الهزائم لم ترتد قدماه أي حذاء أو نعال هو طفل فقير وكادح ويمتلك القدرة على التحدي والاصرار والمقاومة, ولد ليكون فلسطينيا وعندما نما وعيه صار رمزا انسانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتحوّل الصفّ لمسرح والطلاب -لجمهور- أثناء التدريس مع أست


.. كوميدي إسرائيلي يتّصل بفندق لبناني للحجز... والموظف: -روحوا




.. الفنانة السودانية مفاز بشرى في ضيافة صباح العربية


.. أخبار الصباح | محاكمة -الصمت- لترمب تتحول إلى -فيلم بتذكرة-




.. ندوة الرواية والفنون: روايات واسيني الأعرج أنموذجا- الجلسة ا