الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-مدنيون- في مدينة الصدر

سليم سوزه

2009 / 1 / 25
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


اعترف اني حاولت ايهام الوالد الشيوعي الاحمر حد النخاع وخداعه حول الرقم الصحيح لقائمة (مدنيون) الشيوعية، لا لشيء مُعيّن .. بل فقط لمعرفة فيما اذا كان الوالد مستمراً بلقائه رفقاء الدرب ام ان الامر انتهى مع انتهاء عمله في الشركة العامة للزيوت النباتية قبل اكثر من ثمانية عشر عاماً ...
مَن يعرف شركة الزيوت في تلك الفترة يعرف بأن لها جيلاً كبيراً من مُحبّي وروّاد الشيوعية الاوائل الذين مازالوا على ولائهم رغم كل المصائب والتحديات، والوالد كان واحداً من هؤلاء.

اليوم استوقفني منظر لم اكن اتوقعه بصراحة، وهو ان فرسان الشيوعية الاوائل واقصد بهم تحديداً ابناء شركة الزيوت النباتية مازالوا يجتمعون في ساحة سوق حي الاكراد في مدينة الصدر يتداولون الشأن العام ويتحدثون بصوت مرتفع عن دعمهم لقائمة (مدنيون) .. جُل هؤلاء الشيوخ هم من الاكراد الفيلية الذين ينحدرون من قطاعات الثورة (مدينة الصدر) الكردية، كقطاعات 13،14،18،56 وغيرها ... يمكن بسهولة تمييز ذلك من خلال (الجرّاويات) التي يغطون روؤسهم بها بطريقة مختلفة عن طريقة ابناء القبائل العربية.

عموماً لم استطع خداع الوالد وتبيّن بانه وعدداً غير قليل من ابناء حي الاكراد الذين يلتقي بهم بين الحين والآخر في ساحة سوق الحي الخضراء والصغيرة قد قطعوا امرهم بالتصويت لمدنيون (460) .. وقد عرف مع زملائه رقم تسلسل القائمة منذ فترة طويلة لكنه ابى ان يخبرني بذلك علناً حتى موعد قرب الانتخابات ...
لست متفاجئاً من اصراره ولا من اي شيء حتى الآن.
لكني تفاجئت من كلامه، حينما قال بأن عدداً كبيراً من (شيّاب) الكورد في قطاعات المدينة عازمون على انتخاب الشيوعيين، وهذا يعني بان هؤلاء (الشيّاب) لم يتأثروا بموجة الطائفية او القومية التي عصفت بالبلاد بعد سقوط الدكتاتورية رغم وجودهم في منطقة ذات صبغة دينية متشددة نوعا ما.

لا شك ان انتشار اللافتات الدعائية لقائمة الشيوعيين في مناطق شعبية مغلقة كمدينة الصدر لم يكن لولا مساحة الامن والاستقرار التي تحققت فيها، وهو بلاشك ما جعل من فرص الشيوعيين في الدعاية تتكافئ مع فرص غيرهم من المرشحين، وهو ما يعني ايضاً بان الانتخابات القادمة ستكون الفيصل الحقيقي في معرفة موازين القوى واحجام الكيانات المتنافسة على اعتبار ان الجميع قد اخذوا فرصهم بالتساوي في العملية الاعلانية والتي كانت تعاني خللاً في السابق نتيجة الوضع الامني المضطرب وبروز الخطاب الطائفي الفئوي آنذاك.

اما اليوم فخطاب الحزب الشيوعي وقائمته "مدنيون" استطاع اختراق ما كان يمثل اكثر المناطق خطراً في بغداد والمحافظات الاخرى .. فهل سيكون الحزب حاضراً بقوة في الانتخابات القادمة، ام ان الامر مجرد دعايات لا تسمن ولا تغن من جوع في وطن اختار طريق الطائفية والقومية بديلاً عن الديمقراطية السياسية.

على اية حال .. لا الوالد ولا رفاقه الشيوعيون المخضرمون يقتنعون بان المرحلة الحالية ليست مرحلة الشيوعيين ... ربما الايام القليلة القادمة ستصدمهم بحقيقتها .. فلننتظر ونرى.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لم لا يكون الابن على سر ابيه
حي الاكراد ( 2009 / 1 / 24 - 20:48 )
ارجو ان يكون الابن على سر ابيه ..وارجو ان تصدق ان مسيرة مدنيون قد طافت السبت احياء مدينة الصدر وكان لها صدى واسعا لدى الشبان والشياب ..فلا تتشاءم وكن كابيك الطيب


2 - المع ياذهب
قاسم الدرويش ( 2009 / 1 / 25 - 14:42 )
انه البريق الاصيل لمدينة الثورة الامينه للشهيد عبدالكريم بانيها وبفخر وعز ورعاها الراعين الخيرين لكم ياشيوعيين
فالاصل انتم ولكم الريادة والسبق فى الحق والاستحقاق وحتى لانعض الاصابع ولانندب الذى فات بلا رجعة توجهوا وقولوا كلمتكم فاليوم يومكم ودليل اصالتكم ايها الشرفاء الاغيار والاخيار


3 - انهم صانعي الفرحه والابتسامه
قاسم الجلبي ( 2009 / 1 / 25 - 15:16 )
على مرور اكثر من 74 سنه والشيوعيون العراقيون حاضرون في كل شىء ورغم العاتيات والمحن وقله الفرص في هذه الانتخابات فليكن ومن المحتمل ان يكون لهم دورا مميزا مستقبلا لانهم صانعي الحياه والابتسامه للاطفال والخبز للفقراء


4 - كان ماضي
خليفة جبر ( 2009 / 1 / 25 - 17:43 )
قد يكونون فعلا يتداولون ايام زمان ونضالهم وانا متاكد انهم نادمون غلى تلك الايام بسبب تحول حزبهم الى اللاشيء تاركا ماركس والماركسية خلف ظهره

اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء