الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحل محفوظ...فمن يعتني بالبقية؟

علي الخياط

2009 / 1 / 26
سيرة ذاتية


رحل منذ بضعة ايام المؤرخ والمفكر الكبير المرحوم حسين علي محفوظ ...في داره المنزوية في زقاق من ازقة مدينة الكاظمية المقدسة والتي ترعرع في حاراتها حتى غدا واحدا من رموزها الفكرية وشاهدا على تحولاتها التاريخية والسياسية ،عن عمر قضى شطرا كبيرا منه في البحث والقراءة.. وذاكرة تزخر بالابداع والمثابرة والانجاز.
ألف العلامة وشارك في اكثر من 1000كتاب وبحث في مختلف مجالات المعرفة والعلم والترجمة والتحقيق والمعاجم والقواميس والانساب ،وحصل على الكثير من الاوسمة والشهادات التقديرية والعضوية للعشرات من المجاميع العلمية ومراكز البحوث العربية الاسلامية.
محفوظ يعد من العلامات الفارقة في الثقافة العراقية والعربية،تعرض خلال حكم النظام البائد للتهميش و الاقصاء لكن ذلك لم يمنعه عن الاستمرار في التأليف والبحث والكتابة في ذاكرة الوطن بصورة اكبر واشمل.
رحل العلامة (محفوظ)الا ان نتاجه العلمي والفكري مازال قائما في ارثه الفكري،وكم كنا نتمنى ان يكرم الشيخ محفوظ على عطاءه الثر طيلة سنوات حياته وتعويضه عن الحرمان الذي لاحقه طائفيا. ولد محفوظ في الثالث من أيار عام 1926 بمدينة الكاظمية في بغداد من اسرة عرفت بالعلم والادب والمعرفة. وتعود جذورها الى قبيلة بني اسد العربية،وامه علوية من ذرية الرسول (ص) وكان ينادى بالميرزا.درس وتخرج في دار المعلمين العالية (آداب 1948) ونال دكتوراه في الاداب الشرقية (الأدب المقارن) 1952. شارك ومثل العراق في عشرات المؤتمرات العالمية والاستشراقية والندوات والمجالس العلمية والحلقات الدراسية والمهرجانات الأدبية في العراق والبلاد العربية منذ سنة 1954.. وتقديرا لإبداعاته نال (وسام الثناء) في الثقافة 1957 و (وسام إقبال الذهبي) 1987 ، ورشحته جامعة بغداد لعدة جوائز علمية وعالمية، وهو الأستاذ الأول في كلية اللغات 1993، والأستاذ الأول في جامعة بغداد 1993 وأستاذ متمرس 1995، وقد تخرج عليه ثلاثون جيلا.. انجز د. محفوظ ما يزيد عن 1500 مؤلف وفي مختلف الاتجاهات ما بين كتاب ورسالة ودراسة وبحث، وشارك في العديد من المؤتمرات العربية والعالمية، ونال العديد من الالقاب، منها (أستاذ المستشرقين)، (الأستاذ الأقدم)، (شيخ العطارين والصيادلة)، (شيخ التراث)، (المصدر الكبير)وغيرها من الالقاب العلمية والادبية.. وكان لمحفوظ مجلس ادبي يعقده كل يوم ثلاثاء في مسكنه وهو من اهم المجالس الادبية في بغداد وتحضره العديد من النخب الثقافية والادبية والفنية،رحم الله العلامة الكبير وهذه دعوة مخلصة لكافة مؤسسات الدولة الثقافية منها خاصة لتعتني بالعلماء والمفكرين وعلى الاقل من بقى منهم وتكرمهم في حياتهم ،لابعد رحيلهم الى العالم الاخر لاننا امة تحب تكريم المبدعين ،الا بعد وفاتهم ولنا شواهد كثيرة على ذلك!فيا حبذا ان تأخذ وزارة الثقافة بيد المبدعين والمثقفين وترعاهم وتنصفهم في حياتهم قبل لحيلهم،ونحن لمن المنتظرين؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح