الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فواتير الحرب والسلام

طارق قديس

2009 / 1 / 27
القضية الفلسطينية


استطاع القادة العرب في قمة الكويت الاقتصادية التي اختتمت اعمالها يوم الثلاثاء الموافق 20-1-2009 أن يجتازوا فترة عصيبة من علاقاتهم المتوترة – بحسب ما تناقلته وسائل الأنباء العربية – واستطاعوا أن يعودوا إلى سابق عهدهم قبل الحرب على قطاع غزة ، وأن يتصالحوا بكل سهولة ، وكأن شيئاً لم يكن !

وكأن 1315 شخصاً لم يموتوا تحت وطأة العدوان الإسرائيلي على غزة بين طفل وامرأة وشابٍ وعجوز!

وكأن إسرائيل حتى لم تعلن الحرب على غزة ! ولم تدمرها إلى الحد الذي تحولت معه بعض المباني إلى حفر!

وكأن الحرب الإعلامية لم تُفتح على مصراعيها بين جبهتي ما يسمى بالممانعة والاعتدال في الوطن العربي الكبير!

فبعد سلسلة طويلة من التصريحات النارية ما بين الجهتين السابق ذكرهما ، حول موقفهما من غزة ، وامتناع حلف الاعتدال عن المشاركة في قمة غزة الطارئة المنعقدة في دولة قطر يوم الجمعة 16/01/2009 ، تمكن الرؤساء العرب من رأب الصدع العربي ، ولكن كيف ؟

بالاتفاق على تحميل إسرائيل مسؤولية الحرب على غزة ! والاتفاق على تعويض أهالي القطاع عما ألمَّ بهم من دمار ! وكأن تحميل إسرائيل مسؤولية الحرب على غزة والدمار الذي حلَّ بها هو أمر جديد، أو حتى بحاجة إلى اثنين للاختلاف عليه. فهل يا ترى كانت مسؤولية إسرائيل عن الحرب كانت محلَّ خلاف كبير بين العرب حتى يجتمعوا للاتفاق عليه في قمة خاصة؟

أما عن موضوعي المال والدعم اللذين اتفق قادة القمة على تقديمهما لأهالي القطاع ، فأهل غزة ما كانوا بالأصل بحاجة إليهما ، لأن ما كانوا بحاجة إليه حقاً هو دعمهم في الحرب قولاً وفعلاً ، وبكل الوسائل ، لا بعد الحرب، وبأسلوب يمكن أن يُفسَّر على أنه تعويضٌ أشبه بالصدقة.

ولعلنا إن شئنا أن نرى التعويضات المالية السخية التي قُدِّمت من بعض الدول العربية بعين فاحصة ناقدة ، والتي وصلت في بعضها إلى حدِّ المليار دولار ، فيمكن لكثير من الناقدين والمحللين أن يرى فيها – أي التعويضات - حافزاً لإسرائيل كي تواصل عدوانها على أي جزء من أجزاء فلسطين المحتلة بكل أريحية ما دام هناك من يدفع عنها ثمن أخطائها في الحرب.

إن الشيء الوحيد الذي ينبغي على حلف الاعتدال أن يعرفه مع نهاية الحرب ، وفيما هو يحسب حساباته للحلقة المقبلة من الصراع العربي الإسرائيلي هو أن فواتير الحرب – لو أردوا مواجهة العدو في ساحة المعركة – ستكون عليهم أقل بكثير من فواتير السلام!

واللبيب من الإشارة يفهم.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان