الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتصار الكارثي !!!

محمد كليبي

2009 / 1 / 26
الارهاب, الحرب والسلام


اذا كان بقاء حركة حماس مسيطرة على " امارة حماسستان الاسلامية " هو بمثابة انتصار للحركة في حربها الاخيرة مع اسرائيل , فاننا نقر لها بالانتصار ؟

شنت حركة حماس الاسلامية الراديكالية حربا طويلة المدى ضد اسرائيل , بدأتها منذ سنوات , منذ ما قبل انسحاب اسرائيل من قطاع غزة عام 2005 , باطلاقها المتواصل للصواريخ المتنوعة , من حيث النوع والحجم والمدى , باتجاه المدن والقرى الاسرائيلية المحاذية للقطاع .وهي الحرب التي انعكست وبالا وخرابا على الحركة وعلى الامارة واهلها , حيث كان رد الفعل الاسرائيلي - على غير ما توقعه القادة الحمساويين - عنيفا وشاملا , برا وبحرا وجوا , نتج عنه آلاف القتلى والجرحى أغلبهم من مقاتلي كتائب القسام ( الاسم العسكري لحركة حماس ) , بالضافة الى الدمار الذي حل بمدن وقرى القطاع .

ومع ذلك , طالعنا اللواء خالد مشعل , من مكتبه البيضاوي في دمشق , بخطاب طويل عريض , خطاب اتسم - كما هو عهدنا بالخطابات الاسلاموية الراديكالية - بالحماسة والفخر والزهو بالانتصار المزعوم على الجيش الاسرائيلي . وحجته في ذلك الانتصار المهزوم أن الجيس الاسرائيلي , وبالتالي اسرائيل , لم يتمكن من القضاء على الحركة , ولم يتمكن من انهاء حكمها في الامارة . فهذه هي طريقته في حساب الربح والخسارة في تلك الحرب . طريقة لا يمكن وصفها الا بالانانية واللامبالاة بالضحايا البشرية والدمار المادي الذي حل بأهله في قطاع غزة , كنتيجة مباشرة لمغامرته المجنونة , وتورطه في خدمة الاجندة الايرانية السورية على حساب شعبه وامته الفلسطينية .
فأي انتصار هذا الذي خلف المئات من القتلى والآلاف من الجرحى في صفوف الشعب الفلسطيني ... ؟
وأي انتصار هذا الذي خلف الدمار والخراب للمدن والقرى والبلدات في عموم القطاع ... ؟
وأي انتصار هذا الذي جلب على الامارة حصارا دوليا , بدأ باتفاق اسرائيلي أميركي , ثم اتفاق اسرائيلي أوروبي , ثم اتفاق اسرائيلي مصري .
ومن بشائر ذلك الحصار الدولي المفروض على الامارة :
1 ) موافقة اسرائيل على زيادة عدد القوات المصرية المرابطة على حدود الامارة ( لان اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر واسرائيل تقنن الوجود العسكري المصري في شبه جزيرة سيناء ) .
2 ) ارسال فرنسا لحاملة طائرات / فرقاطة الى شواطيء الامارة , كبداية لتواجد عسكري أوروبي ودولي كامل ودائم , وخاصة لقوات حلف الناتو .
وكل ذلك بالطبع يهدف الى مراقبة حدود وشواطيء الامارة لمنع حركة حماس من تهريب السلاح الى أراضي الامارة . وهو السلاح الذي سيشكل , بكل تأكيد , تهديدا مباشرا لاسرائيل وللمنطقة بكل عام .

أعتقد أنه من السذاجة السياسية أن يظن البعض بان اسرائيل كانت تهدف من وراء العملية العسكرية التي شنتها على الامارة , الى القضاء على حركة حماس وانهاء سيطرتها على قطاع غزة . فهذا ليس من أهداف اسرائيل . بل ان هدفها الوحيد والمعلن كان وقف الاعتداءات الحمساوية على الشعب الاسرائيلي , ووقف اطلاق الصواريخ باتجاه المدن والقرى في الجنوب الاسرائيلي . وهذا ما تحقق بالفعل . على ان يتم تثبيت ذلك قانونيا , بعد تأكيده عسكريا , من خلال المفاوضات الجارية حاليا في القاهرة , والهادفة الى توقيع هدنة طويلة المدى .

اعمار القطاع :
وعد القادة العرب في قمة الكويت الفلسطينيين بتقديم دعم مالي مقداره ملياري دولار للماهمة في اعادة اعمار ما دمرته الحرب الاخيرة في قطاع غزة . كما ستساهم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والعالم في هذا المجهود الانساني كما وعوا بذلك .
والسؤال الذي يطرح نفسه : لمن سيتم تسليم تلك المساعدات المالية الدولية الهادفة الى اعادة التنمية في القطاع ؟ ومن هي الجهة المؤهلة للقيام بهذا الدور ؟
أعتقد أنه لا السلطة الوطنية الفلسطينية ولا حركة حماس مؤهلتين لتحمل هذه المسؤولية . لانه , وعلى الرغم من ان السلطة الوطنية في رام الله هي الجهة القانونية والشرعية لتمثيل الشعب الفلسطيني , الا انها غير متواجدة فعليا في القطاع . بينما على العكس من ذلك فان حركة حماس , واقعيا وفعليا , هي المسيطرة على القطاع وتحكمه بالحديد والنار , الا انها تعتبر منظمة ارهابية , وغير شرعية , وغير معترف بها دوليا .
لذلك , ان لم يكن بالامكان - نظرا لظروف وملابسات الحرب - تسليم تلك الاموال الى الحكومة الاسرائيلية باعتبارها الجهة المسؤولة عن القطاع أمام الشرعية الدولية حتى قيام الدولة الفلسطينية المرتقبة , ان كان مقدرا لها ان تكون , فانه ينبغي تسليم تلك الاموال الى الامم المتحدة لتقوم هي بعملية الاشراف والانفاق على اعادة بناء وتنمية قطاع غزة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ذكي حضرتك
سوري ( 2009 / 1 / 26 - 06:02 )
يعني الأموال لازم تذهب لطرف مجرم؟؟ حماس أوافقك الرأي، السلطة أوافقك ولكن بسبب فسادها الهائل قبل موضوع تواجدها، ولكن إسرائيل؟؟ يا سلام عالحل الذي يعطي الحق للقاتل أن يتحكم بضحيته!!! ألا توجد جهات أخرى دولية؟؟ طبعاً يجب عدم تسليم أي مبالغ لأية جهة عربية، ممانعة أو نفطية لأنهم كلهم في الفساد شرق

اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو