الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يحقق العلمانيون مفاجأة كبيرة في الانتخابات المحلية ؟

ثامر قلو

2009 / 1 / 26
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


حمى الانتخابات العراقية بلغت الذروة هذه الايام ، فصارت حديث الناس في الشارع وفي القنوات الاعلامية ، وانطلق السياسيون والمرشحون يجوبون المدن العراقية ويلتقون بجماهيرها لاقناعهم بالمشاريع المطروحة ، والامر بكل تبعاته يشكل حالة حضارية ونقلة نوعية في السلوك الديمقراطي العراقي ، فان يرى المرء رئيس الوزراء ، ورئيس الدولة والمسئولون الاخرون يتسابقون لعرض خدماتهم ومشاريهم وبرامجهم على المواطنين ، بغية اقنعاهم بوجهات نظرهم حول هذه المشاريع والبرامج بالطرق الحضارية شي مفرح ومبهج لكل العراقيين .
لكن التحول الحضاري الذي صار يتطبع به سلوك معظم المرشحين والسياسيين لا يعني باي حال من الاحوال ، أن هذا المرشح أو هذا السياسي ، بات مقتنعا بجني المكاسب بالطرق الحضارية بعد بلوغه مكان المسئولية في مجالس المحافظات ، ولايعني مطلقا المساهمة والاهتمام بجدية بتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين ، وانما يبقى الهدف عنده، هو التسابق لتنفيذ اجندة حزبه السياسية وخدمة مسؤوليه السياسيين ، وبعده جني المكاسب الشخصية والامتيازات ، وهي الامتيازات التي لا تتعارض عادة مع رؤى الحزب المعني ، فالحالة العراقية حبلى بالعشرات والالوف من الحالات التي حاول مسؤولوا الدولة والاحزاب المتنفذة تقديم الحماية لعناصرهم الفاسدة في العديد من مفاصل المسؤولية في مؤسسات الدولة ومنع تقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم العادل.

أمام هول الاحداث ، ما الذي نترقبه من المواطن البسيط ، والمعدم في حالة الانتخابات العراقية ، فقد فقد عن يقين سبل التغيير ، بعد أن لمس وعن قرب مآسي السنين العجاف بعد السقوط ، ورآى التجاهل من قبل المسؤولين لتوفير ابسط المقومات الضرورية للحياة وهي لا تتجاوز توفير الكهرباء والخدمات الصحية وتيسير سبل الحياة .
المواطن البسيط والفقير ، طالما فقد الثقة بمن يأتي ، فانه يتطلع هو الاخر لكسب بعض مما يحتاجه اطفاله ، فقد يقبل ويرضى ببعض الدولارات التي يوعد بها أو تمنح له بعد أن يرغم على اداء الحلف على مقدساته ، وبعضهم الاخر يوعد بالويل في الاخرة ، ان يحيد عن الخيار الذي يفرضونه عليه فيقبل على مضض ، او يقبل فرحا لخيارهم لانه يتصورأن فعلته تقربه للجنة الموعودة .

ليس خافيا ، ان ما يجري في الساحة السياسية العراقية ، ليس على مستوى النخبة فقط بل وصل الصراع للجماهير البسيطة ، حيث يعتبر صراعا بين مشروعين لبناء الدولة العراقية ، مشروع حضاري وطني علماني ، ومشروع ديني طائفي تقسيمي ، ويهمني ، التطرق في هذه المقالة للمشروع الوطني العلماني ، وما يمثله في الحالة العراقية الجديدة .
يطلق في الاخبار هذه الايام عن تقدم للقوى والاحزاب العلمانية في الانتخابات المحلية ، فصار لزاما أن يتساءل الناس ، ان كان هناك حقا تيار أو حزب علماني خالص في الساحة السياسية العراقية ،والجواب على التساءل المعني ، نعم هناك بوادرلبلورة تيار علماني حقيقي في العراق لا ينفصل عن التيار الوطني العراقي الذي يؤمن ببناء دولة القانون والمؤسسات بعيدا عن الطائفية والدين .
في هذه المرحلة ، هناك توافق بين العلمانية والوطنية فكل منهما يوفر للاخر ما ينقصه ، فهما يكملان بعضهما الاخر ، ويمكن اعتبار القائمة الوطنية العراقية نموذجا لهذا المثال ، حيث يؤمن ببرنامجها وطنيون وعلمانيون ويساريون .
لنعنتبر القائمة الوطنية العراقية ،هي الوجه العلماني للعراق ، واعتبار السيد أياد علاوي رمز للعلمانية في العراق ، باعتبار انه يدعوا دائما لنبذ الطائفية ويدعوا أيضا لفصل الدين عن الدولة ، وهذا الاخير هو من أهم العناصر المؤسسة للمشروع العلماني ، فهل ستكتسح القائمة العراقية الانتخابات المحلية المقبلة ؟
ستسجل القائمة العراقية بعض النجاحات في كل المناطق العراقية ، وهو سر قوتها وحضورها الاستراتيجي مستقبلا ، ويبقى نجاح القائمة العراقية مستقبلا مرهون بتحييد ارتباطها بحزب السيد أياد علاوي من جانب ، وقدرته على لملمة وجمع التيارات الوطنية والعلمانية حول مشروعه الوطني والعلماني .

المثقف بطبعه انتهازي ، فهو يبحث دائما اما عن الشهرة ، أو عن الجاه والمال ، فانظر عشرات القوائم والاحزاب التي شكلها المثقفون ، حيث يمكن اعتبار اغلب مؤازريهم من القوى التي تصوت للمشروع العلماني ، فهكذا تتشظى الاصوات العلمانية وتضيع هدرا لتتلقفها الاحزاب الكبيرة وهي أحزاب دينية حسب القانون الانتخابي الذي يقضي بتوزيع الاصوات الخاسرة على الاحزاب الفائزة .
لن يربح التيار العلماني اي انتخابات قبل أن يكون له برنامج واضح ومعلن للجماهير ، وقبل أن يقدم قادة الكتل العلمانية الصغيرة على الاندماج عند اجراء اي انتخابات بالتيار العلماني الاكبر مقدمين مصالح الجماهير على مصالحهم الشخصية الضيقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من قال لك هذا ؟
سعد السعيدي ( 2009 / 1 / 26 - 13:29 )
تقول

المثقف بطبعه انتهازي ، فهو يبحث دائما اما عن الشهرة ، أو عن الجاه والمال ، فانظر عشرات القوائم والاحزاب التي شكلها المثقفون ، حيث يمكن اعتبار اغلب مؤازريهم من القوى التي تصوت للمشروع العلماني ، فهكذا تتشظى الاصوات العلمانية وتضيع هدرا لتتلقفها الاحزاب الكبيرة وهي أحزاب دينية

من قال لك بان عشرات القوائم والاحزاب التي شكلها المثقفون هي قوائم انتهازية تبحث اما عن الشهرة أو عن الجاه والمال ؟ كذلك لم توضح لنا كيف عندما

تتشظى الاصوات العلمانية وتضيع هدرا لتتلقفها الاحزاب الكبيرة وهي أحزاب دينية

نحن ما زلنا في طفولة التقليد الانتخابي في العراق ولا بد من هكذا اوضاع اولآ. ارى انك تضع الجميع في سلة واحدة وتتسرع في الاستنتاجات قبل انتظار ظهور نتائج
الاقتراع


2 - الوقت
مازن البلداوي ( 2009 / 1 / 26 - 18:23 )
ان الوقت والزمن ضروري جدا، لينضج الناخب والمنتخب في حال ثبات عامل الظروف المحيطة، وهو امر منوط بالرغبة الصادقة لتحقيق تغيير على أرض الواقع، ويتطلب الأمر تكاتف العديد من الجهات لتحقيق هذا الهدف.
حتى الأحزاب الدينية بودها ان تتغير مناهجها وسياساتها ولكن الزمن كان سريعا ولم يلتفت أحد الى ضرورة تهيئة القواعد الجديدة ليوم مثل هذا القادم نهاية كانون الثاني.
أقــول ، لو تحقق تغيير ولو على مستو 50% مما كان عليه في الأنتخابات السابقة، فسيكون الجميع فائزون، ثق، وان هذا ليس من باب التنظير او الآمال......... ننتظر ونرى
تحياتي

اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل