الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُصلى في مقر الحزب الشيوعي العراقي

كريم الثوري

2009 / 1 / 27
كتابات ساخرة



محور حديث سمعته في بغداد خلال زيارتي الاخيرة الى العراق خلال لقاء جمعني بالشاعرين موسى الخافور وحميد المختار أن الحزب الشيوعي العراقي قد جَعل ركنا صغيراً قي مقره ببغداد لِمن يرغب بأداءالصلاة من الرفاق واصدقائهم الزائرين والمتواجدين بصوره دائمة. كان يجب أن أضع علامة إستفهام وتعجب ايضاً لكنني تجاهلتها عن قصد فما الغرابة في الامر؟

حدثنا العلامة علي الوردي في كتابهِ الاحلام بين العِلم والعقيدة أنه يوما من أيام محرم الحرام كان يشترك في حديث مع صديق شيوعي حول مناسك وطقوس كانت وما زالت سائدة تزدهر في محرم تحديداً من اللطم والبكاء المُبالغ فيه الى لبس السواد و التطبير وكان الاثنانِ متفقين في الرأي مِن ان المبالغة والتطرف تُسيئان الى زهو وبهاء الثورة الثقاسياسية للامام الحسين لكنهُ لَم يندهش وهو العارِف حينما مرَ في اليوم الثاني ورأى صاحبنا الشيوعي –يلطم على الخفيف- في مجلس مقام يومذاك في مدينة الكاظمية يقول الوردي فأزحت بقامتي عنه كي لا يراني ويصيبهُ الاحراج. بالتاكيد علي الوردي كان ينظر للمسألة من زاوية فصام الشخصية للمواطن العراقي, لكنني سمعت وشاهدت أكثر من ذلك بالاتجاه المُعاكس لـ (فصام الشخصية)على مستوى الوطن العربي ايضاً .. ففي رمضان مثلا شاهدت في اقطار عربية ومنها لبنان بعد الانتهاء من الافطار يذهب الكثير من الناس الى اماكن لا تمت للعبادة وانما للهو والطرب فقد كان الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق ينصب خياما ً كبيرة في بيروت الغربية للأنس وشرب الاراكيل والدردشة وكما يُقال ساعة لربك وساعة لنفسك.
لنعد الى موضوعنا الاساسي حدثني صديق قادم تواُ من مدينة الناصرية بأن الكثير من شيوعيي الناصرية يودون طقوس الصلاة والصيام والزيارة الى المراقد المُقدسة ويحضرون المجالس الحسينية وفي اتصال مع شيوعي قديم من اقربائي من مدينة الديوانية كان يسمي السيستاني بالسيد لمواقفه في وأدِ الفتنة واعتقد إنه الان متدين بالرغم من عضويته في الحزب الشيوعي العراقي وصديق اخر على سبيل النكتة كان يقول لي في الزمن الغابر كان هناك خط يسمى بـ-خط السادة- داخل الحزب الشيوعي.

ويوماً من الايام كنا في لبنان والمسرحي باسم قهار وشاعر نجفي مشهور ليلة العاشر من محرم وحينما أُعلن من على المنبر أن موعدالتطبيرفجر يومِ الغَد في مدينة النبطية وسيتم نقل الراغبين بعجلات خاصة من بيروت ذهاباً وإياباً قال لنا بانه سيذهب لكني وباسم امتنعنا وحينما سألناه عن السبب اجابنا اريد ان أري اولادي ماحُرِمنا منه من طقوس وهذا جزء من تاريخنا
بالرغم من انه ليس شيوعياً ولكنه اقرب الى العلمانية.
بعد قيام الثورة الايرانية الاسلامية شاهدت الكثير الكثير من الشيوعيين العراقيين غيروا من وجهاتهم الاجتماعية والثقافية وتحول البعض منهم
الى الاسلام السياسي وراحوا يستمعون بشغف الى الاذاعة العربية التي كانت تُبث من إيران ويستجيبون لها والدموع والآهات تتبخر منهم .

وقد حثني كاتب وشاعر سبعيني بان أخاه الحامل درجة الدكتوراء من موسكو وهو كاتب شيوعي معروف واستاذ جامعي أُصيب يوماً بوعكةٍ صحية فكتب شيئا على قصاصة ورق وضعها تحت وسادتهِ وحينما إطلع عليها شاهِدُنا وجدها تُسبح بحول الله وقوته وتسلم على علي والحسين وفاطمة الزهراء وحينما أرجعها اليه بعد شفائهِ مازحا أصابهُ الاحراج ونهرهُ بشدة واخيرا وليس اخراً سمعت من مدين الموسوي( جابر الجابري) الوكيل الاقدم لوزارة الثقافة العراقية يوماً في لبنان ان شاعرنا البياتي قبلِ وفاته قد حلِم بزيارة مرقد الامام الرضا في مشهد وفعلا إصطحبَ معهُ مدين باعتباره يجيد الفارسية وذهبا معاً لاداء مراسيم الزيارة وكان البياتي يَذرف الدموع.

واليوم نرى بِاُمِ أعيننا كيفَ رُدت الرؤس الى منابتها الاولى فهنالك شيوعي مسيحي يتعاطف مع المسيحيين في قضاياهم السياسية وهناك شيوعي سني يتعاطف مع المقاومة وشيوعي شيعي مع العملية السياسية او مُعارض سياسيا بالكلمة لا بالسلاح ومرد ذلك هو الميل الديني والمذهبي.
لا أرى في الامر وجه غرابة
فعلي الوردي شاخصٌ امامي قالها يوماً وحاربهُ الجميع

بعد كلِ صغيرةٍ وكبيرة كانَ يهتف بمرارة::

كُلنا كذلك.......
رحم الله علي الوردي وشمله بعطفه وغفرانه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شيوعي نصف ردن
ابو نيرودا ( 2009 / 1 / 26 - 21:26 )
العزيز كريم
تجية
قراءة مقالك لطيف لكن هناك خلط بين الازدواج بالشخصية وبين مرض الانفصام بالشخصية وكثير من المثقفين يقعون بهذة المصطلحات وبدون انتباه ؟
اما عن الشيوعي الذي يطلم وشيوعي يضرب قامة هذة ياعزيزي كريم اعتقد انها جزء من العادات والتقاليد الاجتماعية والتي هي اكبر من الدين والفكر في تاثيرها الانسان وما العيب بذالك ؟على سبيل المثال _انا ماركسي ملحد وانت تعرفني جيد وهناك كثير من الشيوعيون وانا منهم نعتبر ان اباذر وسلمان الفارسي وعمرابن الخطاب وعلي وعمر ابن عبد العزيز من اجمال يسري الاسلام اين العيب من ذالك
لذا صديقي العزيز انت تعرف في غرف البالتاك هناك صراع ونقاش كبير وخصوصا في غرفة منتدى العراق الوطني تثير مثل هذة القضايا لكن المهم والاهم هي عدم خيانة الوطن وعدم وعدم التسويق لة خصوصا من البعض الذي يقول انه شيوعي او ماركسي نص ردن مع اطيب تحياتي؟


2 - مساهمة ثورية
حيدر ( 2009 / 1 / 26 - 21:37 )
لم يقل لنا كريم الثوري هل هذه دعوة لعدم انتخاب الشيوعيين خاصة وتوقيت موضوعه قبل ايام من الانتخابات واذا كان يقصد عكس ذلك فهل ثوريته لم تجد اي شيئ اخر في تاريخ الشيوعيين وهو الزاخر بالوطنية الحقة ونكران الذات والايادي البيضاء لكي يتناوله في هذا التوقيت كي يساهم في دعوة الناس لانتخابهم كي يقدموا خدماتهم لشعبهم عوضا عن سراق المال العام والدجالين ومن تلونوا بالوان المرحلة بعد ان اذاقوا الشعب الويلات ام ان الثورية الجديدة لكريم حتمت عليه ان يدلو بدلوه


3 - مصلى الشيوعين
ابو دنيا ( 2009 / 1 / 26 - 21:46 )
رفيق بدربك ركعة


4 - رفقاً بالمصابين بأنفصام الشخصية
آدم آدم ( 2009 / 1 / 26 - 22:00 )
حرام عليك يا أستاذ كريم الثوري لقد ظلمت هؤلاء المساكين المصابين بأنفصام الشخصية و ساويتهم بالمنافقين. فأنفصام الشخصية بحسب فهمي هو مرض نفسي لم يختاره المصاب به بمحض إرادته بل يصيبه كأي مرض آخر و قد يسعى جاهداً للشفاء منه عن طريق مراجعة الأطباء النفسيين و صرف مبالغ غير بسيطة للتخلص منه. أما ما تحدثت عنه في مقالتك القيمة فهو النفاق الذي يختاره المنافق بمحض إرادته و يمارسه عن قناعة و وعي للوصول الى ما يبطنه


5 - ملاحظة جانبية وضرورية
قارئة ( 2009 / 1 / 26 - 23:20 )
لقد ورد في المقال، الثورة الايرانية الاسلامية. من الضروري التاكيد على ان ثورة شارك فيها مليوني شخص، كانت تشارك فيها النساء، حاسرات الرؤوس، و مشدودات القبضات ضد نظام بهلوي، لم تكن اسلامية، بل كان قمع الثورة - اسلاميا- اجهضوها و و اجهضوا كل تطلعات الذين قاموا بها، و ما رأوة من بهلوي رأوا الاسوا منه في ظل حكومة الملالي


6 - ابليس والجنه
ماجد عبد الرضا ( 2009 / 1 / 27 - 04:04 )
في سبعينيات القرن الماضي كنت شيوعيا وكان صديق طفولتي بعثيا
قال لي بالحرف الواحد عمي حلم الشيوعيه بالسلطه مثل عشم ابليس بالجنه واحنا سوينا جبهه بس حتى نكمل الاثاث الديمقراطي وبس يستقر الوضع بعد ماتسمع بيهم
وقبل اسبوع قال لي احد اقربائي وهومن احد الاحزاب الدينيه نفس الكلمات وحرفيا لدرجه الاستغراب منطق واحد
وهسه الرفيق حيدر يقول التاريخ الوطني والايادي البيضاء و و ياخي لانختلف معك ولكن الحزب الشيوعي دائما تجده في موقع الضعيف والمجامل للاخرين مهما كان الاختلاف لذلك يسمونه حزب ابو لسان وهذا موذنبه ولكن لان المجتمع العراقي قومي ديني لذا يبقى الحزب مجرد قطعه بسيطه من الاثاث الديمقراطي المزيف لااكثر ولااقل وسترى نتائج الانتخابات وزين اذا حصل سكرتير اللجنه على مقعد وكلش زين اذا حصل على مقعد اضافي لاحد اصدقائه


7 - عواطف هؤلاء اقوى من قناعاتهم
عبد العالي الحراك ( 2009 / 1 / 27 - 09:38 )
هؤلاء البسطاء عاطفيون ينتمون الى الحسين بعواطفهم وينتمون الى الشيوعية كذك ..تأخذهم كلمة وتعيدهم مصلحة. قليلي الثقافة ضعيفي الوعي. يفترض بالحزب الذي ينتمون ان يرتقي بوعيهم واستعابهم لا استغلالهم للاغراض الانتخابية فقط التي تعتمد على التأييد العاطفي المتغير بتغير اتجاه الرياح


8 - قراءات متسرعه
حيدر ( 2009 / 1 / 27 - 11:11 )
الى ماجد عبد الرضا من قال لك انني رفيق ام انك تعتبر كل من يقول الحقيقة رفيقا ومن اعترض على ان المجتمع العراقي قومي ديني لكن هل سئلت نفسك ماذا حصل عندما استلم قادة الدين ورجاله السلطة الم يرى المواطنون الاثرياء الجدد يسرقون المال العام ويهربونه خارج الحدود لماذا لم تمنعهم مخافة الله والدين من هذه السرقات اما مليشيات القتل التي تناوبت على ادوارها كل الاحزاب الدينية فقد فاق ضحاياها كل شهداء العراق منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة في عشرينات القرن الماضي اما الفوز بمقاعد الانتخابات فان الجميع يعرف ماذا يحصل الان من شراء للضمائر كما اعترف بذلك رئيس الوزراء نوري المالكي وهو رئيس لحزب ديني حتى لاتقول انا اتهم تلك الاحزاب الان عرفت الاحزاب الدينية احتياجات الفقراء وبدءت بتوزيع البطانيات والصوبات وكارتات التلفون اما ادم فان رده يجب ان يوجه لمدعي الدين فهم المنافقين الحقيقيين الذين تحولوا الى بعثيين جدد لانهم لايختلفون عن الصداميين في استحواذهم على كل شيئ باسم الدين وابسط مثال على كذبهم هو اختلافهم الان مع بعضهم وهم من مذهب واحد فاذا كانت الافكار الدينية وللمذهب الواحد هي نفسها لانها تستند الى القران والسنة النبوية وتراث ال البيت فلماذا التناحر والتخوين والتنابز الم تشدوا اللحايا معا ام


9 - تخبط وعدم فهم
كريم بربن ( 2009 / 1 / 27 - 12:56 )
السيد المحترم كريم الثوري لابد انك لاتعلم ان الحزب الشيوعي هو حزب سياسي قد ضم ويضم الجماهير الكادحة من البسطاء وقد وجدت من هذا الحزب المدافع الاول عنهم واداء المشاعرالدينية بصورتها المعتدلة والمقبولة هي حق طبيعي للانسان
اما انصاف المثقفين من مفكري الصالونات الذين لايفقهون شيا عن الشارع العراقي ومعانات الشعب الذي يعاني من الارهاب والفساد الاداري والمتلبسين بلباس الدين والبعثيين من القتلة الذين مازالو يتربعون بالكثير من المناصب الحكومية انني ادعوك ايها السيد العزيز ان تزور العراق وتطرح ما تريد الى الشارع العراقي لعلك تخفف و لوجزءا بسيطا من معانتنا .
اما انت ايها السيد ماجد عبد الرضا ارجو ان لاتكون هو ماجد الشيوعي السابق الذي حصل على شارة حزب البعث وقد ذكر احد زملائه من اساتذة الجامعةممازحا ان السيد ماجد قد اضاف خدمته السابقة الى خدمته الحالية


10 - العادات والتقاليد
ALMOUSAWI ( 2009 / 1 / 27 - 16:39 )
حدثني صديقي عن صديقة
ان جماعة من المهجرين اليهود
قاموا بتقديم طلب بناء جامع في محل سكناهم
وعن السبب اجابوا وهم يهود انها العادات والتقاليد
واللة اعلم


11 - ليس المشكلة ان يصلي الفرد
علي سوادي ( 2009 / 1 / 27 - 17:01 )
خوية ابو ادعير ماعرف شنو الثوري يعني انت من اهل الثورة لو ثوري بالمعنى السياسي هذا اول باشتان.
زين يعني شكو بيها اذا شيوعي يصلي هل اتخل توازن الكون او انهزمت فلسفة ماركس,اذا مايصلي يكولون كافر واذا صلى ايكولون منافق وانتهازي, والله بلوة هو هيج الحجي لو فكر وفلسفة ودراسة تاريخ الشعوب وتراثها ومورثها اليومي المرتبط .طبعا انا ضد هاي الاشياء واعمل من اجل ان يتطور عقل الفرد بس التطور مو بس الحزب الشوعي ولكن هي مرحلة تاريخية وتشكيلة اجتماعية كاملة وتعليم ودولة وصحة وافلوس , يعني مو الحزب الشوعي مسوؤل.بالدين والسحر والخرافة والغيب, لو بكيفك ابو ادعير.
انا شخصيا لااصلي واسكر يوميا واموت على العرك ,بس من حق الاخر شيوعي كان ام مو سياسي ان يمارس اي طقس بشرط مو متطرف انا مع المصلين وليس مع المتطرفيين ,يعني لو فلاح من الجنوب او من كردستان انتمة للحزب لازم ايكولون له بطل من الصلاة حتى انقلك لو الحزب هو تنظيم اجتماعي سياسي طوعي,
ابو ادعير روح البي مادام كنت في لبنان ,اكيد انت تعرف ان الحياة الروحية للفرد لاتنهتي بمجرد دخوله لاي حزب , بالمناسبة انا مو شيوعي صدقني بس احب الشيوعيين لان لي منهم اجمل الاصدقاء
.نصهم يسكرون ويصادقون وبنفس الوقت يحترمون مشاعر الناس ارجوك لاتختلط ولاتفكر غلط ,


12 - الا تؤمن بالحرية الشخصية
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 1 / 27 - 18:57 )
اخي الثوري
تحية مباركة
لا أدري ما هي العلاقة بين العبادة والأنتماء للحزب الشيوعي،هناك الكثير من الشيوعيين الذين يؤدون العبادات بمختلف أديانهم وهناك من هم مثلي ومثلك دين سز فما علاقةةالشيوعية بالحرية الشخصية،هل تلغي الشيوعية وجودي كأنسان واذا كان الدين الحقيقي ينهى عن السرقة والحرام بأشكاله فالشيوعية تنهى عنهما أذن هناك تقارب بين الأثنين وليصلي الشيوعي أو يزني فهذه أمور شخصية ومقالاتك هذه تصب في خدمة أعداء الشيوعية الذين يتهمون الشيوعيين بالكفر والألحاد ،ا يكفي يأ أخي هجمات الأعداء لتكون عدوا يردتدي الثوب الشيوعي ،دعونا من شيوعيتكم ونحن شيوعيين أسلاميين مسيحيين صابئة أيزيديين،ولكنا نؤمن بالشيوعية الى جانب أيماننا بأدياننا لأننا أحرار في الأختيار ولم يجبرنا أحد أن نكون شيوعيين أو متدينين

اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل