الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوقفوهم،،،لأنهم مسئولون!!!

ثروت زيد

2009 / 1 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


هتافات مدوية انطلقت من حناجر فطرت تبثّ نيران القطرية والانفصال، الذاكرة العربية تزخر بانتصارات مزعومة، أمهات ثكلى، دمع جفّ بمقلهن، يلملمن أشلاء عزيز بين أطلال في بيت هوى على ساكنيه، طفل تحت الركام افترش دمه لا يقوى على الصراخ، شعوب انتصرت: بالأدعية والتأوهات وجمع البالي من الثياب.... حكومات بالشجب وإلقاء الخطب تداعت دعماً طيباً لأطفال في غزة هاشم، رجال في الفضائيات تقاذفوا النصر بدماء الأبرياء، لم يعرف التاريخ العربي الحربي مع الغزاة المحتلين إلا النصر! حتى أن تنصيب أوباما رئيسا هو نصر للعروبة، إنه أوباما حسين؟! ينتظر المتربعون على جماجم ما تبقى من أشلاء الأمة المنتصر القادم بعد أولمرت!
أطراف اللعبة منتصرون، وقف لإطلاق ألهب المصبوب من طرف واحد هو نصر للمتخندقين في سراديب وأنفاق، غير مبالين بسقوط غيرهم، يفرحون أن لم يسقط منهم إلا القليل، ما يعزز نصرهم أن البنية التحتيّة لم تصب، بهذا فالنصر حليفهم! عدو يبحث عن رد اعتبار لما أصابه في حزيران اللبناني، يقر بمقتل عدد من أفراده، دمروا الحرث والنسل، بطشوا بكل مقومات الحياة في أرض هاشم، جربوا أسلحة وتقنيات حديثة في ميدان لا نزال فيه، حاولوا كسب أصوات الناخبين ليثقل ميزان حسناتهم! حقق صمت كل زعماء المنطقة، فرض قيوداً على المحيط باتفاقية مفروضة على تعاون الأمة دون استشارتها لحفظ أمن مزعوم، لذا فإنه أعلن الانتصار!!
تغطية إعلامية للفضائيات بامتياز، بثّ مباشر وتعليق للمتسوّلين والشّتّامين على الشاشات بأنواعها، وكالات الأنباء انتصرت بتغطيتها للحدث، هم جميعاً فرحون، حرب فيها لغة النصر، تخلو من لغة الهزيمة!
من تحت الأنقاض، من بين الركام، في الشوارع والطرقات سقط من الشعب الشهداء والجرحى وحدث ولا حرج، مؤسسات مدنية تخدم الشعب هدّمت وحرقت، بيوت شعب صابر ردمت على من فيها، زرع الشعب وأرضه عاثت به آليات الاحتلال خراباً، مستشفيات غزة يشوبها الرعب، أحلام الأطفال ماتت، من هدير الموت في كل مكان، مدارس أغلقت أبوابها بعد أن نالت منها قذائف مجنونة، بنية اجتماعية واقتصادية دمرت، المتمرسون بالفنادق وتحت الأرض حققوا النصر الأكيد، على من؟! لم أعرف بعد؟!
لا بد من وقفة تأمل لكل ما حدث، لا بد من الإجابة على استفسارات الأمهات والأطفال، ذاك من أبجديات العمل الوطني، نبذ الانفصال والتفرق، من العار أن تصبح أولى القبلتين مجرد سلعة تباع بالمزاد في أسواق المصالح الإقليمية والدولية على حد سواء. أما آن لنا أن ندرك خطورة الموقف، الطوفان لا يميز بين ألواننا، رايتنا بألوانها المعبرة هي سر وحدتنا، لنتذكر جميعاً أن التاريخ لا يرحم! أوقفوهم فإنهم المسئولون؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لأسف هم مسؤولون عن أنفسهم فقظ؟؟!
سهير قاسم ( 2009 / 1 / 27 - 21:01 )
تحياتي الأخ الكاتب
للأسف باتت لغة العاطفة هي التي تتحكم بالعقول وكأننا قد تجردنا من الوطنية، حماس مع كل أسف تدافع عن نفسها فقط وأقول حماس الخارج لأن حماس الداخل تعيش مرحلة الضياع؟ لكننا مع ذلك سنكون معهم وسيكون معهم الشعب حتى ننتصر لهم لأنهم إخوة في المقاومة وعدونا واحد هو الاحتلال الإسرائيلي
تحياتي لقلمك

اخر الافلام

.. روسيا : لماذا أقال بوتين وزير دفاعه ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. عنفت طفل من ذوي الهمم.. معلمة تثير غضب الشارع الأردني | #منص




.. تلون السماء وتهدد الاتصالات.. تأثير العاصفة الشمسية يصل بلد


.. بينَ إسرائيل والولايات المتحدة.. تقاربٌ وتضارب.. دعمٌ وتحذير




.. مهاجم مانشستر سيتي إيرلينغ هالاند يحافظ على لقب هداف الدوري