الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول انتخابات مجالس المحافظات

رضا الشوك

2009 / 1 / 28
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


من يتابع تاريخ المجتمعات البشرية منذ فجر التاريخ ولغاية الفترة المعاصرة يتبين له بجلاء ان كل عصر من تاريخ الشعوب يترك بصماته على مختلف تفاصيل الحياة ، وان الصراع بمختلف اشكاله هو انعكاس لصراع الاضداد ، فهو يمثل القوة المحركة لعملية التطور البشري نحو الافضل والارقى ، ومن هنا يتسنى لنا مواكبة مسيرة الشعوب في نظالها المستمر بهدف تحقيق نظام اقتصادي اجتماعي ،ثقافي مستقر يضمن العيش الكريم للسواد الاعظم من الناس في اجواء يسودها الامن والامان .
ان متابعة تطور المجتمع العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية المعاصرة يرى بوضوح ان الصراع بين القديم والجديد كان ولايزال قائماً كما يلاحظ ان ابناء وادي الرافدين يتميزون عن غيرهم من الشعوب المجاورة في قدرة تحملهم عبأ الكفاح المرير ضد كل اشكال الظلم والطغيان بهدف تحقيق تطلعاتهم نحو بناء نظام ديمقراطي يؤٌمن لهم مستلزمات العيش في ظل هذا النظام الذي يساهم في خلق الالفة والوآم بين كافة شرائح المجتمع كما انه يهئ الاجواء السليمة للعمل على تكوين مؤسسات المجتمع المدني الذي تمكّن العراق ان يتبوأ سلم التقدم والازدهار في كافة جوانب الحياة وهذا بدوره يساعد على بعث وحدة الارادة بين كافة افراد الشعب ، وفي خلال هذه الوحدة يتم انجاز عمل جماعي يساهم في دفع عجلة التقدم نحو الامام ويرسخ قواعد الثقة والامان بين مختلف مكونات الشعب ويفتح المجال واسعاً امام لغة العقل والحوار المتمدن بين كافة فصائل الحركة الوطنية العراقية والزامها على نبذ استعمال العنف في معالجة التركة الثقيلة التي خلفها النظام البائد واللجوء الى التقاليد الديمقراطية في حل المعوقات التي تقف امامهم ولكي تتحقق امنيات الشعب العراقي في العيش بامان وفي ظل نظام ديمقراطي فان اولى هذه المهام هي المشارکة الفعالة في انتخابات مجالس المحافظات لايصال القائمة التي تتبنى القيم الديمقراطية والحظارية والانسانية ومن اجل عراق حر ومستقبل ينعم كافة ابنائه بخيرات بلدهم الذي كان ولايزال يشكل القوة الرادعة ضد اطماع الاخرين في داخل وخارج البلاد ، ولكي تأخذ عملية الاقتراع سيرها الطبيعي يجب مشاركة فعالة للمراقبين الدوليين المتمرسين في عملية اجراء الانتخابات وقطع دابر كل من تسول له نفسه الاقدام على تزوير ارادة الشعب والابقاء على سياسة التعصب القومي والديني والمذهبي ، هذه الافات التي رفضها شعب العراق بعد ان لمس مساوءها خلال الاعوام الماضية من الحكم الذي اعقب انهيار الحكم الشمولي .
وبهذه المناسبة اتوجه الى ابناء شعبنا الغيارى ان لايفوتوا هذه الفرصة الثمينة التي هي بمثابة اللبنة في بناء عراق حر ديمقراطي تعددي فدرالي . انني على ثقة تامة ان ابناء اول حضارة انسانية في تاريخ البشرية سوف يثبتوا للعالم أجمع انهم حقاً ورثة اوفياء لبلاد الحضارات التي انتعشت فيها الاديان وظهر فيها الرسل والانبياء الكرام ، ان هوية الانتماء الوطني لهذه الارض الطيبة التي يسمونها ارض السواد ستكون حافزاً كبيراً في توجيه المواطنين الى صناديق الاقتراع لاداء حقهم المشروع الذي اقره الدستور العراقي .والى المشرفين على عملية انتخابات مجالس المحافظات اقل لهم ان المهمة التي عهدت اليكم هي امانة في عنقكم لان التاريخ سوف يقّيّم اعمالكم عاجلا ام آجلا فهو يخلّد الذين يصنعون الخير لابناء جلدتهم ويعاقب بشدة الذين في قلوبهم مرض وعلى ابصارهم غشاوه ، لايهمهم غير كسب المال والسلطة ، ياابناء شعبنا البررة ادعوكم جميعاً الى صناديق الاقتراع لانتخاب القائة التي اختارة النظام الديمقراطي التقدمي للعراق . طوبى لشعبنا العراقي المجيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ