الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البديل الانتخابي (التيار الوطني الديمقراطي)

عبد العالي الحراك

2009 / 1 / 28
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


هناك انتخابات في العراق ضمن الواقع الحالي (ايا كان المؤثر في هذا الواقع) اقرها الدستورالعراقي الحالي(ايا كان هذا الدستور) فعلى الابواب انتخابات مجالس المحافظات واخرى برلمانية عامة قادمة خلال عام من الان. انه واقع خطير يسيطر عليه الاحتلال والقوى الطائفية والقومية الرجعية,ولا مناص من الاعتراف بهذا الواقع والسعي لتغييره لصالح الوطن والشعب. ولما كانت جميع القوى والاحزاب الوطنية على الساحة العراقية, دون مستوى المواجهة وطرح البديل العملي خارج الانتخابات وصياغة دستورمدني متكامل, كما ان القوى السياسية المسيطرة على الحكم الان في طريقها لترسيخ نفوذها وسيطرتها على الحكم والشارع بقوة, من خلال الانتخابات,رغم الفشل السياسي الذي حققته خلال فترة حكمها الماضية, فلا بد للتيار الوطني الديمقراطي واليساري من تنظيم نفسه وتركيز جهده و المشاركة في هذه الانتخابات ولو بتمكين صوت طني ديمقراطي اضافي على ما موجود الان, فسيكون صفعة في وجه الطائفية والقومية.. ان القوى الوطنية واليسارية لم تستطع التقدم الى امام كما ينبغي, رغم مشاركتها بالعملية السياسية ولم تؤسس تحالفاتها قبل الانتخابات, لهذا ستفقد اصواتا عديدة رغم حاجتها اليها. لهذا لابد من المشاركة والادلاء بالصوت الى من يمكن الادلاء له بذاك الصوت,شرط ان يكون وطنيا يؤمن بالديمقراطية ويعيها.. يحارب الطائفية والرجعية ويقف بوجه العشائرية والقومية الشوفينية والانعزالية ولا يتعامل مع الاحتلال او يروج لسياسته بحجة الديمقراطية والحاجة الى التكنولوجية الامريكية وحماية العراق من التهديدات الخارجية دون السعي لبناء الذات..ان يطرح برنامجا ضد الفساد الاداري والمالي ويفضح المفسدين ويبني ويعمر البلاد ويطورالاقتصاد الوطني ويقضي على البطالة.. ان يكون مع صيانة الحريات العامة لكافة ابناء الشعب دون تمييز وخاصة حرية المرأة وانعتاقها..ان يدعو لتحالف جميع القوى السياسية الوطنية والديمقراطية واليسارية والليبرالية والعلمانية والمدنية ,حتى وان تحقق ذلك بعد ظهور نتائج الانتخابات, كي يتمكنوا من الوقوف بوجه تحالف التيارين الطائفي والقومي الكردي. هناك خلل عملي في عمل اليسار العراقي ابعده عن تبوء موقعه في العمل السياسي الوطني المتصدي للاحتلال وللطائفية والقومية الانعزالية والمشاركة بفعالية ووضوح في الانتخابات, حيث كان الخلل العملي واضح
في قوى اليسار العراقي,عندما شاركت من موقع ضعف في العملية السياسية مبتعدة عن الاسس العامة لليسار,متبنية افكار ليبرالية ومعتمدة على تحالفات سياسية معلن عنها اوغير معلن,اضعفت اليسار ضعفا شديدا وهمشته بهامش ضيق ووضعته في زاوية صغيرة جدا, يكاد ان ينعدم تأثيره السياسي والثقافي والجماهيري, وصار يبحث قادته فقط عن مصالحهم الشخصية والحزبية في موقع رسمي هنا اوهناك ,بحيث انعدم اي تأثير له في الساحة السياسية العراقية سواء كانت تلك الساحة السياسية الرسمية او الشعبية. اما اليسار خارج العملية السياسية فهو الاخر يفشل فشلا ذريعا,بسبب تشتته نتيجة تأثيرالانانية الشخصية والقيادية النظرية للبعض والانتباه الى الثانويات وترك الاساسيات والانحدارالسريع نحو نبش الماضي واثارة الخلافات العدائية مع قوى يسار اخرى في الساحة العراقية,او الدوران حول نفسه في لقاءات وحوارات سرية لم تفض بنتيجة ايجابية لحد الان, بالرغم من تعثر يسارالعملية السياسية وتوقفه عن الحركة كما ينبغي, الا ان البديل لم يظهر لحد الان والاصوات تدعو له واخرى توعد بقدومه, وليس في الافق ما ينبأ بذلك..فمن ليس لديه مرجعية خارجية كما كان في السابق عليه ان يصنع مرجعيتة الوطنية وهي غير متوفرة حاليا في يسارالعملية السياسية بمعناها اليساري الماركسي ,الا اذا كانت مرجعية ليبرالية مترددة في قراراتها وخاطئة في اختياراتها وتحالفاتها الستراتيجية..بينما يمكن لليسار خارج العملية السياسية ان يبلور مرجعيته الوطنية عندما يستثني الانانية والاستعلائية ويضع المصلحة الوطنية العامة في مقدمة توجهاته واعماله وان يقدم الاساسيات الجامعه قبل الثانويات المفرقة وان يتوجه الى الكوادر والخبرات السابقة التي تركت الحزب الشيوعي العراقي اولا بالاحترام والتقدير وان يحاورها ويناقشها حول مصلحة الوطن والشعب بعيدا عن موقف التقييم المسبق للاخرين..كما يتطلب من هذه الكوادرذوات الخبرة ان تراجع نفسها وان لا تكتفي بتوجيه النصح والارشاد الى الاخرين دون السعي لبناء التنظيم.. فليس يساريا حقيقيا من يكتفي بالتنظيرالفردي العام مدافعا عن نفسه وعن ماضيه وينسى اهمية تنظيم الناس في سبيل الفعل السياسي الحقيقي..ان فقدان الروح التنظيمية لدى البعض يفقدهم صدق التعبير السياسي عن ما يختلج في صدورهم ومعاناتهم الشخصية.. وحنينهم الى الوطن هذا لا يختلف عن معاناة وحنين الانسان العادي..فلماذا تقبلون الخسارة بعصب هادئ وتحتكرون الخبرة في اقفاصكم الصدرية تكادون ان تختنقوا بها.. بينما تحتاجها الجماهير لتعرف طريقها وتميز الخبيث من الطيب ؟ ان ابتعاد بعض اليساريين عن الوطن يعنى ابتعادهم عن الحياة التي يرغبون وليس هناك مبرر كبير لاستمرارهذا الابتعاد وخاصة من ينتمي او يقترب من يسار العملية السياسية.. فليست هناك خطورة على حياتهم كما كان في السابق, بل يفترض بالحزب ان يحميهم عبر مشاركتهم في الحياة اليومية وتوفير فرص العمل والوظيفة المناسبة. ادعو ايضا يساريي خارج العملية السياسية ان يفكروا جديا بالعودة الى الوطن رغم الصعوبات العديدة التي ستواجههم.. وهذا اليساري يعرف قبل غيره حجم هذه الصعوبات, والا لما ذا اختار الطريق الصعب, اذا لم يكن مستعد لخوض زحمتة,عبر التفكير الجدي بالعودة وتنظيم الذات وترتيب الامور والتخلص من التشائم واليأس والاحباط.؟ وكي ترفع عنكم تهم عديدة يلصقها بكم بعض اطراف يسارالعملية السياسية مثل (اليسارية المتطرفة ,القلة القليلة ,رواد الانترنيت ,البعيدون عن الواقع واصحاب الكلام دون عمل والخ...) يجب ان تتوحدوا من خلال التضحية والايثار واعطاء الوطنية الاسبقية والاتفاق على برنامج الحد الادنى العام والواضح.
يتطلب من الكادر اليساري المثقف ان لا يكون تابعا للسياسي الجاهل يزوده بالمعلومات والمقترحات فقط ,بل ان يدعو الى وحدة التنظيم والاتصال مع الجميع ومحاورتهم ..فهو صاحب الحوار وهو المتمكن.. وفي حالة غيابه سيسود الحوار منطق متهالك وهابط جدا وهو ما يدور الان من قبل البعض على المواقع الالكترونية.
لماذا الذكرالطيب للحزب الشيوعي العراقي ؟
معظم العراقيين يذكرون الحزب الشيوعي العراقي والشيوعيين العراقيين عموما بالخيروبالذكرالطيب ويقدرون اخلاصهم في سبيل الشعب والوطن وتضحياتهم الكبيرة في سبيل ذلك, لانه حزب الفقراء المكافحين والمثقفين الواعين ,بنى نفسه في ماضي الزمان بالعمل الجاد والنضال,فكون الكادر والقواعد والتف حوله الاصدقاء من خلال نشاطه الميداني ومطالباتة العنيدة بالحقوق والوقوف دائما ضد الظواهر السلبية التي تهدد الشعب والوطن, وليس من خلال مواقف حالية تقع في مؤخرة العمل السياسي .
فهي ان لم تكن مواقف سلبية فهي مواقف باردة, فاجأ بها الشعب والقوىالوطنية التي كانت تنتظر منه موقفا رياديا متقدما يجمعها في جبهة وطنية تقاوم الاحتلال بالطرق الممكنة والمتاحة بعد السقوط وسيطرة الاحتلال الامريكي على البلاد ,مواقف يمكن ان تقوم بها احزاب وطنية عادية وليس حزب شيوعي معروف. فلماذا يغضب مناصروه عندما يدعى بانه (حزب وطني اصلاحي..) وفي هذه الحالة ,فالبلاد تحتاج الى حزب شيوعي فعال يدافع بوضوح عن حاجات الشعب وحقوقه وتطورها وعودة المهاجرين ورعاية الكوادرالتي تنوي العودة الى الوطن. حزب قوي يقف بوجه قوى الاحتلال الامريكي ويهيء الشعب ويعبئه ضد ما يخطط له هذا الاحتلال, متحالفا مع جميع الاعداء من اجل نهب ثرواته وخيراته كما فعل الاستعمار البريطاني والرجعية العراقية في السابق. والوقوف ايضا بوجه تدخلات ايران عندما تعبث بحقوق وارواح الناس. حزب يقوم بنشاط اعلامي قوي يقف في وجه الاعلام الطائفي الذي مزق البلاد ونحر الوطنية في الصميم, وضد النزاعات والمساومات والتوافقات التي تتعامل بها القيادات الطائفية والقومية الكردية على حساب مصالح الشعب والوطن..فالذكر الطيب للحزب كما كان وليس كما يكون..على الكوادران لا تعيش على ذلك الذكر الطيب فقط , بل ان تصنع حياة حزبية جديدة ,كي يستمر ذلك الذكرالسابق ويتجدد ويتألق الشيوعيون من جديد من خلال رفع الاصوات عالية بالحق والمنطق وتحريك الاجواء الساكنة. ولتكن فترة الانتخابات القريبة فرصة لاعادة النشاط وتطويرالخطط والمواقف وتوسيع البرامج. فالشعب يفهم ولا يريد الخمول او السكون..يخطأ من يتهمكم بالخيانة اوالتعامل مع الاحتلال ,لكن السكوت اتاح للاحتلال وللطائفية والقومية العبث بالبلاد. ولكي ترفع عنكم جميع تهم(الخيانة والعمالة والاصلاحية والخمول والقبوع في المنطقة الخضراء) اشرحوا للشعب ماهي العملية السياسية وماهي برامجها وماذا حققت وماذا اصلحتم فيها وماهي الاخفاقات وماهي التحالفات وماذا تنتج لجان تنسيق احزاب العملية السياسية في الخارج التي يتقدمها الحزب الشيوعي العراقي بينما يتأخرها في الداخل, وما هي العلاقة بالقيادة الكردية التي لا تريد وطنا عراقيا لشعبها الكردي, بل وطنا كرديا , فهل من نشاط يزيح عنكم التهم ويبعدكم عن الشبهات ويجعل لأطروحاتكم باصلاح العملية السياسية قيمة ويضفي عليها المصداقية؟؟؟؟ ام تستمرون تطلبون من الشعب الصبر ووضع الحبل على القارب الى حين الغرق التام؟ ادعوا كوادركم في الخارج ان يعودوا الى الوطن لينشطوا وتبنوهم بالوظائف والعيش الملائم.. فالى متى يعيشون على رواتب اللجوء وهي قليلة ومذلة؟ ان الشعب غير راض عن مواقفكم وتحالفاتكم ..فجددوا الاولى وغيروا الثانية وحاوروا رفاق الامس.. فالكثير يرغب بالعودة عندما يكون هناك عمل ونشاط وتكاتف شعبي حولكم وهو ممكن وقد يكون سريعا اذا اسرعتم الخطى وطالبتم القيادة ان تخرج من المنطقة الخضراء وتتوجه الى مناطقكم التي هي الاحياء الشعبية الفقيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العقل العربي
علي السعيد ( 2009 / 1 / 27 - 20:40 )
العقل العربي والكردي ببنيته الحالية غير قادر على انتاج الديمقراطية ,لكن بمثابرتنا وصمودنا وعملنا يمكن بناء الديمقراطية وتاهيل المجتمع لها . العملية السياسية ( كما يقال )الان رغم سلبياتها جعلتنا نخطو خطوة الالف ميل . والقوى الوطنية والتقدمية واليسارية بعملها ومثابرتها ستجير العملية لصالحها , إن لم يكن اليوم ..حتما سيكون غدا .شكرا سيدي لافكارك وحلمك .


2 - التغير
ahmed ali ( 2009 / 1 / 28 - 04:23 )
بعد تجربة مريرة مع مجاميع الللصوص والفاسدين ، من الطائفين والمتخلفين خلن الوقت لتتغير اختيارات الناخب العراقي بتجاه اخر
ارى ان قوائم المدنية واليسار والعلمانية هي من سيحقق المواطنة للجميع والعمل من اجل رفاه واسعاد الناس في العراق
انتخابات مجالس المحافظات هي بداية التغير في العراق لنصوت للايادي البيضاء التي لم تتلوث بالسرقة والقتل والطائفية والمتاجرة في الدين
لنصوت ل مدنيون وقوائم الشيوعيين والعلمانيين لنصوت لمستقبلنا بشجاعة دون طائفية او عشائرية او دين

اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30