الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية الحرب في منتصف الشتاء

عصمان فارس

2009 / 1 / 28
الادب والفن


في زمن الحرب يقتل الابناء ويموت الناس من الجوع والخوف وتفقد الحبيبة حبيبها. ولم تسلم النساء من اعتداء الغزاة والعسكر، وسط غبار الحرب ورائحة الموت اصبح الهم الوحيد هو البحث عن الامان وحماية الذات، الطبيعة والانسان وكل شيء تحطم بسبب حرب ضروس شنتها قوي العدوان ويصبح كل شيء رمزا للانهيار ويتنفس الانسان هواء مسموما ويموت في كل لحظة بالاختناق والذل والمهانة انها الحياة تحت وطأة الحرب هذه مجرد مقدمة لمسرحية منتصف الشتاء تأليف الكاتبة البريطانية زيني هاريس وتقديم فرقة المسرح الملكي في ستوكهولم ومن اخراج ستيفان لارسون وتمثيل كريستينا توركفيست وجان مالمشو، ياكوب اولسون، ويوناس مالمشو والممثل ماتياس والتيب ـ ارضية المسرح مغطاة بالحصي وهو رمز للدمار والخراب في ظـل الحرب. الارض تصبح جرداء وفي عمق المسرح هناك حلقة دائرية عبارة عن بقعة ضوء ترمز الي الشمس او القمر ورمز للزمن نهار ـ ليل.. امرأة في زمن القحط تسحب جثة حصان ميت الي منتصف المسرح وهي تنهش لحمه وتصرخ في وجه رجل عجوز وطفل انهم جياع في نهاية حرب ضارية فقدوا كل الاشياءوتكون المشكلة ما بين الرجل العجوز بأرجاع الولد الي امه مقابل الحصول علي لحم الحصان فيوافق الرجل العجوز الاب علي الاتفاق فتأخذ الام الابن وترعاه.. الصبي فقد الكلام.. اخرس.. لا يتسطيع النطق بسبب الولادة في زمن الحرب والخوف.. اما الزوج اي اب الطفل ففقد في الحرب وحصلت الام علي محتوياته من الساعة والخاتم دليل علي انه مات وفقدت الامل بعودة الزوج. وبعد ذلك يعود الزوج الاسير من الحرب تقف مندهشة تنظر اليه علي انه شبح ام الزوج ويقول لها انا حقيقة كنت في الاسر وقد مر بكل مراحل التعذيب والنفي وتحاول ان تقبله دون جدوي امرأة فقدت دفء وحنان الزوج من سنين ولكنه يبتعد عنها لما اصابه بسبب الحرب واليأس وحالة الانكسار النفسي وبسبب البرود الجنسي ولكن تحصل المفــاجأة بعد ان يعرف ان له ولد فيطير فرحا ولكنه يحزن لأن الطفل لا يستطيع الكلام ويحاول اجبار الابن علي الكلام عنوة ويعامله بكل قسوة وعنف ولكن الابن ينفر منه ويهرب ـ ويحاول الاب اقناع زوجته هذه هي الطريقة السليمة في تربية الابن.. لكن الزوجة ترفض اسلوبه في التعامل مع ابنه ولكون الزوج مصاب بالكآبة وبحالة نفسية سيئة نتيجة الاسر. ويمر الزوج بحالات من الهلوسة والهيسيتريا والصراخ نتيجة ذكريات الوحشة والظروف القاسية في الاسر.ومسرحية منتصف الشتاء عبارة عن قصيدة حزينة تحفر عميقا في الوجدان وتبقي لزمن طويل فمن يستحق هذه النهايات؟ ان الحفر والغوص في الاعماق وصولا الي طبقاتها وتحضير السطح بحيث يكون مؤهلا لنمو الاشجار لا الاعشاب وخاصة في مشهد الجد والام وتحضير ما زرعته من ورود ونهاية مشاهد الحرب الدامية وحالات الذعر والخوف، وحالات الانهيار والبكاء والمساومة من اجل الحياة.. الحرب انتهــت ولكنها لم تنته ما دام من عاشها يمــــــلك ذاكرة يستعيد اهوالها. فكل شيء مبني علي الثأر من كل شيء الانسان، الطبيـعة، والســكان والحيوان.. واخيرا تحاول الام ان ترجع الابن ياكوب الي الجد لكنه يرفض لكونه لا يتحمل تربية الابناء، وانه غير قادر علي تربيته وتعليمه. تأخذه الام وتعيش معه ويبدأ اخيرا بالكلام وهو يحاول مخاطبة امه ويحييها ا. وهي تصرخ بأعلى صوتها فرحا نريد السلام .. السلام .. مع شروق وبزوغ شمس الحرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا


.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟




.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا


.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال




.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا