الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صويحب ما يموت ومنجله إيداعي

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2009 / 1 / 28
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


تعرضت محافظة ميسان(العمارة) عبر تاريخها الطويل إلى الإهمال المتعمد من حكام العراق،وعانا أبنائها الفاقة والإهمال والتسلط ،وهيمن الإقطاع على مواردها حتى ناء كاهل أهلها بما أصابها من ظلم وإجحاف،فكانت انتفاضاتهم المتتابعة دليل على عمق المعاناة والتردي الذي أصابها،لذلك كانت الأرض خصبة لنموا الفكر الثوري الرافض لشتى أنواع الظلم والتسلط،فظهر عبر تاريخها المديد ثوار لهم صفحاتهم المجيدة في تاريخ النضال الوطني.
وفي العهد الملكي المقبور كانت العمارة القلب النابض للحركة الشيوعية،ومنها انطلقت الانتفاضات ألفلاحيه ضد الهيمنة الإقطاعية،بفضل تنامي الحركة الشيوعية وامتدادها عندما كان الشهيد حسين محمد الشبيبي ومحمد علي الزرقا معلمين فيها،فامتدت جذور الحزب الى أعماقها من خلال المعلمين الذين قاموا بنشر الوعي الطبقي فيها،و تجول عبد القادر البستاني في أريافها محرضا الفلاحين على الثورة ،فكان فعل ضمد ومجيد الملا خليفة،وحسين الشيخ مهدي الساعدي الملقب ب(حسين الأمين) لأمانته وحسين صبيح العلاق ومهدي عودة والي وجبار علوان الزهيري،وشكلت فيها أو جمعية لأصدقاء الفلاح،وأصبحت مثالا للمناطق الأخرى لأن تحذوا حذوها،وكانت لها مواكبها التي تحدت الحكم الملكي في عقر داره في وثبة كانون 1948 فهوجم موكبها في منطقة الميدان ببغداد، من جلاوزة العهد المباد،وفيها أنتفض آل أزيرج في ثورتهم التي أقضت مضاجع الاستعمار،وناقوس الخطر لنمو الوعي الطبقي،مما دفع السلطة لمواجهتها بعنف ليس له مثيل.
وفيها كان المناضل الجريء صاحب الملا خصاف الذي قاد نضال الفلاحين بعد ثورة تموز الفتية،للحصول على حقوقهم ،مما دفع الإقطاعيين لاغتياله في كمين غادر،وخلده النواب الشاعر بقصيدته المشهورة:
ميلن لا تنكطن كحل فوك الدم ميلن وردة الخزامة تنكط سم
جرح صويحب بعطابة ما يلتم لا تفرح أبدمنه لا يلكطاعي
صويحب لو يموت المنجل ايداعي
والعمارة مدينة الحب والتآخي،تآزر أبنائها للدفاع عنها بمختلف توجهاتهم الدينية،فكان للصابئة المندائيين حضورهم الكبير في الحركة الشيوعية،وقدموا المئات من أبنائهم على مذبح التضحية والفداء في مقدمتهم الشهيد الشيوعي البطل ستار خضير صاحب المواقف الصلبة المشهورة،ومن سنشير إليهم في القادم من المقال.
واليوم تعيد العمارة أمجادها،فينطلق أبنائها يحدوهم الأمل بالمستقبل، لتخوض النضال السلمي الانتخابي لتحقيق طموحات الشعب في الحياة الحرة الكريمة من خلال قائمة التحالف الديمقراطي في ميسان 452)وسيلتهم للكفاح الجديد ،معتمدين على تاريخهم الزاهر الحافل بالمآثر والأمجاد،وحاضرهم المعمد بالأمل والعمل،بما عرف عنهم من مبدئية عالية في الدفاع عن الطبقات المسحوقة،وما قدموا لأبناء مدينتهم من خدمات من خلال حضورهم الواعي في المحافظة،وإسهامهم في أعمارها،وإعادة بناء قاعدتها الاجتماعية من خلال مواقفهم الرصينة المبدئية التي كانت مثار أعجاب الأعداء قبل الأصدقاء،فليس بينهم من خان الأمانة ،أو تجاوز على المال العام،أو شارك في فساد مالي وأداري،أو أسهم في حمامات الدم التي أثارتها القوى المعادية للعراقيين،فكانوا حمامات سلام بين البواشق،والأمل في أن يعم الخير الجميع،وترتسم الابتسامة على الوجوه التي أضناها الكدح وصروف الأيام وتجاوزات النفعيين والانتهازيين ممن أمسكوا بزمام السلطة وأفسدوا في الأرض تحت شعارات خاوية ثبت عقمها وزيفها في الاختبار.
يا أبناء العمارة الباسلة،يا أبناء الكحلاء وكميت والميمونة والمجرين وعلي الغربي وشيخ سعد،أن حزبكم الشيوعي العراقي يدعوكم لانتخاب قائمته 452 التي تضم الطيف الديمقراطي في المحافظة ،فانتخبوا أبنائكم الذين لم يخذلوكم في يوم ما،أو يكذبوا عليكم،أو يساومون على حساب مصالحكم،انتخبوا أبنائكم الذين سقطوا صرعى برصاص الغي والغدر والجريمة عبر ثمانية عقود،أثأروا لشهدائكم بانتخابكم التحالف الديمقراطي في ميسان،استذكروا أبنائكم البررة الذين أرخصوا دمائهم في الدفاع عنكم والذود عن مصالحكم،تذكروا الشيوعيون شهداء الوطنية والعزة والكرامة،تذكروا شهدائكم الأمجاد وأنتم تضعون الاستمارات في صناديق الاقتراع،الزعيم طه الشيخ أحمد،وعلي محمود ذهب الأزيرجاوي،وشقيقه غربي،وخزعل بداي المحمداوي،وصبيح سباهي،ومهتم مجبل عزيز الزهيري،وماجد عبد الله الزهيري،وحافظ لفته الخياط،وكاظم بندر المحمداوي،ومحسن توبه عوفي المحمداوي،وعبد الواحد راشد الزهيري،وفالح حسن الساعدي،وعبد الزهرة حسن غضبان،وحواس حلو بندر الزهيري،وسميح جاني سهر الناشيء،وشنشل طعيس منصور،وعباس نعمة الحداد،وحافظ حسين،وحافظ لفته حسن، وغيرهم ممن كانوا سائرين في القافلة الشيوعية التي ستبقى تغذ السير حتى الوصول لليوم الموعود وبناء المجتمع المزدهر السعيد.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكتابة بدون شفافية
زامل عبد الرحمن ( 2009 / 1 / 28 - 16:17 )
السيد ابو زاهد
اجد نفسي مضطراً مرة اخرى للتعليق على ما تكتب بسبب طريقتك في الغاء الدور النضالي للبعض والتركيز على دور الآخرين وبمقاييس شخصية وقد تدخل بالموضوع مسائل اخرى انت اعرف بها
واجدك اليوم تتجاوز واحد من اعرق مناضلي العمارة الباسلة الا وهو المرحوم صالح مهدي دكلة ابن العمارة الباسلة وعضو اللجنه المركزية للحزب قبل سرقة اسمه وتاريخه من قبل زمرة ابو داود واساتذته وتلامذته ومع هذا فاني لا استغرب ذلك بعد اطلاعي المتأخر على احدى تعليقاتك حول مقال للسيد كاظم حبيب والذي تعاتبه فيه على شفافيته ووضوحه في الكتابة حول سؤال تعتبره ملغوماً في حين لم تعود الى الحقيقة التي حفزت على السؤال والتي وردت بشكل غير مباشر ومدسوس في مذكرات رفيقك جاسم الحلوائي علماً انك طبلت وزمرت لتلك المذكرات في وقتها ولم تعتبر الحقيقة المذكورة في تلك المذكرات حول محاضرات كاظم حبيب حقيقة ملغومة ومع هذا تعتبر السؤال النابع من تلك الحقيقة المبتورة سؤالا ملغوما
اي مقاييس ازدواجية تلك التي تكتب بها يا ابو زاهد وكيف تسمح لنفسك في معاتية الآخرين على شفافيتهم ووضوحهم اليس ذلك دليل على انك تكتب يعيداً عن الشفافية والوضوح وكيف تتهم الاخرين بانهم حاقدين على الحزب في حين ان الحاقدين الحقيقيين هم من سحبوا الحزب في غفلة


2 - راي وراي
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 1 / 28 - 19:08 )

الأخ العزيز زامل عبد الرحمن
أشكرك لك جميع تعليقاتك لأنها والحق يقال تعبر عن وجهة نظرك الخاصة التي علينا احترامها على أن تحترم أراء الآخرين،لقد ذكرت أسماء المناضلين الذين سارو في خط الحزب العام دون أن ترافق مسيرتهم هنات أو خيانات،والأخ صالح عكله له صفحاته البيضاء في مسيرة الحزب ولكنه خرج عن الحزب وأنتهج طريقا آخر بعد أن تبدت له أمور يتحمل وحده مسئولية خطأها أو صوابها،لذلك ليس ألزاما أن أذكره لأنه خرج وكون تنظيمه المستقل الذي يرى أنه الأفضل للنضال ،أما تعليقي على مقال الدكتور كاظم حبيب فهو نابع من اعتقادي بأن تعليقك كان الغرض منه ذر الخلاف بين رفيقين جمعهم طريق واحد ولا زالوا سائرين في خط الحزب العام لاقتناعهم بصواب سياسته.
أما الشفافية فهذه علينا جميعا أن نتعامل بها وليس أن تطلبها مني ولا تتوفر في محاوري لذل نتعامل مع الأمر بمنطق المناقش،ومع ذلك فأود أن أخبرك أني سائر في خط الحزب طالما أعتقد أنه سالك للطريق الصحيح من وجهة نظري على الأقل وأحترم وجهة نظرك لأنك ترى ففيها غير ذلك ولكن عليك بالمقابل أن تحترم وجهة نظر الآخرين ولا يمكن إجبارهم على الأيمان بما تؤمن به لأن لكل إنسان معتقداته التي لا يمكن التنازل عنها ،وبالتالي أتمنى عليك أن توجه سهام نقدك لأعداء الشيوعية والجهات


3 - محمد علي والمرحوم ناصر لهد
علي فيصل صاحب ملا خصاف ( 2011 / 12 / 6 - 18:28 )
انتم اوفياء دائما لاصدقائكم ومناظليكم حفيد صديقكم صويحب من يموت المنجل يداعي


4 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2011 / 12 / 6 - 20:00 )
الاخ العزيز علي فيصل صاحب الملا خصاف
في المدرسة الوطنية تعلمنا الوفاء ومن تراث صويحب تعلمنا الوطنية شكرا لمداخلتك الكريمة وتحياتي لك واكرم بك من حفيد لفقيد كان ولا يزال ملء العين والبصر


5 - بخصوص المناضل المرحوم ناصر لهد طلاع الزهيري
د. خالد الحيدر ( 2011 / 12 / 30 - 10:05 )
تحياتي للكاتب الوطني الغيور محمد علي محي الدين على مقاله الرائع مع تحياتي للأخ علي فيصل حفيد الشهيد البطل صاحب ملا خصاف، والذي سألكم عن المناضل البطل ناصر لهد طلاع الزهيري، إبن العدل والمعيل وريف كحلاء العمارة الباسقة والذي قارع البعثيين كأستاذه وقريبه الشهيد صاحب حينما قارع الأقطاع، فأخذ تعاليمه من نفس المدرسة وخط نفس النهج بالبسالة وتحدي المجرمين أعداء الشعب والحرية، ليس كونه خالي فحسب بل هي الحقيقة، وأهديكم هذا الرابط لتتعرفوا عليه عن قرب بقلم أخي د.جبار ياسر صكَر الحيدر، وتقديراً له ولنضاله وتاريخه وضعه أهله المندائيوون بعد رحيله مع إخوته في حقل الشهداء بهذا الموقع المندائي إكراماً له، مع المودة والتقدير لكم: http://www.mandaeanunion.org/Martyrs/ar_martyrs_032.html


6 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2011 / 12 / 31 - 13:03 )
الاخ الدكتور خالد الحيدر
تحياتي ومودتي الخالصة
لك ولنا ان نفخر بهذه القامات الشامخة في تاريخ العراق فهؤلاء ملح الارض وعماد الوطنية والمضحين من اجل وطنهم وشعبهم ومبادئهم دون ان ينتظروا جزاء سوى ارضاء ضمائرهم وتحقيق امل شعوبهم وللاسف فقد لفرزت الايام وجوها كالحة سرقت الجهد الوطني لهؤلاء وتربع على حكم العراق سياسيوا الصدفة ليكون سادة البلد
ولكن سيبقى هؤلاء نجوما نهتدي بها ومثالا يحتذى لكل من سار في طريق الشعب


7 - جدي وصويحب
حسن الساعدي ( 2012 / 4 / 11 - 21:24 )
اقام الشهيد صاحب (وهو من اخوالي)ذكرى سنوية لوفاة جوزيف ستالين وحضرها جدي لامي زاير خطار راضي رحمه الله ويبدو ان الاكل كان فخما فقال جدي قصيدة منهاك:الف رحمة على ستالين جي لن المرك كلش زين.....الف رحمه عليه شي خوش اليتعب مايردش بوش والقصد ان العامل في المجتمع الاشتراكي لا تذهب اتعابه سدى


8 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2012 / 4 / 12 - 17:42 )
الاخ حسن الساعدي
واكرم بكم من اسرة لها تاريخها في النضال الوطني وقدمت خيرة ابنائها على مذبح التضحية والفداء وصويحب سبيقى رمزا وطنيا لنا ان نفخر به وبمواقفه ومواقفه تعبير عن حس طبقي مرهف استطاع في فترة عصيبة ان يضع لبنات في صرح الكرامة الوطنية

اخر الافلام

.. إغلاق مراكز التصويت في الانتخابات البريطانية| #عاجل


.. إيران.. تعرف على مواقف جليلي وبزشكيان في ملفات السياسة الخار




.. مقابلة خاصة مع نائب وزير الخارجية التركي ياسين أكرم سرم


.. أوضاع الشرق الأوسط وحرب غزة تحظى باهتمام كبير في قمة شانغهاي




.. نتنياهو بين ضغط عائلات المحتجزين وتهديدات ائتلافه اليميني