الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيدي الناخب.....صوتك باق

علي ماضي

2009 / 1 / 29
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


من المؤكد ان المجتمع العرقي مازال حديث العهد وقليل الخبرة في تداوله السلمي للسلطة ،ومما لاشك فيه انه اليوم اكثر خبرة من الامس ،ولكنه مازال يحتاج الكثير والكثير ليرقى الى مستوى الطموح ،وهذا الكلام ينطبق على اركان العملية بجميع محاورها المتمثلة بما بلي:
1. الناخب
علينا ان نعترف ان الوعي العام للناخب العرقي ما زال متدنيا ، لاسباب اهمها:
اولا: حرمانه من مواكبة التحضر العالمي طيلة 35 سنة الماضية.
ثانيا: ضعف العملية التربوية والتعليمية التي ترتكز على التلقين وما لهذه الطريقة من اثر سلبي في خلق شخصية ليس لها القدرة على اتخاذ القرار.
ثالثا :كثرة المرشحيين ففي المحافظة التي اعيش يوجد اكثر من 1200 مرشح ،اضف الى هذا اعلام يكاد يكون منعدم ،لاتوجد هناك مناظرات ،ولا يمتلك الناخب تصورا واضحا عن المرشحين وعن برامجهم، السياسية ،مما يجعل الناخب امام مهمة ليست سهلة ،لذا فانه سيلجا الى اتخاذ قراره بناءا على اسس عشائرية .
رابعا : ليس له معيار لمواصفات الواجب توفرها في المرشح ، على سبيل المثال يظن ان الاخلاق وحدها تكفي للاختيار ، قد يكون المرشح على خلق ولكن ليس له اي مؤهلات اخرى ،بل قد يكون بليدا ،سهل الانقياد مما يضر بمصلحة الناخب مستقبلا.
2. المرشح
بما ان المرشحين(الكيانات السياسية) هم جزء من نسيج المجتمع العراقي فان معظمهم مشمول بتدني الوعي العام ايضا، فهو لا يعي حجم الالتزام الإنساني في أن يطرح نفسه كمرشح قد يعلق البعض آمالا على وعوده التي أطلقها ،ولعلي لا أغالي لو قلت ان الكثير منهم زج بنفسه في قوائم انتخابية ولسان حاله يقول ( حجارة ابلاش عصفور بفلس) ، همس لي احد المرشحين رادّا على سؤالي حول برنامجه السياسي قائلا (بيني وبينك أخوك صار عمره 45 سنة وما عنده لا بيت ولا سيارة) فهو ينظر اليها على انها وسيلة لكسب العيش ليس اكثر.
لا يصعب على المراقب ملاحظة ان خارطة الكيانات السياسية تغيرت متناغمة مع ميول الناخب حيث سارعت الكثير منها إلى التشظي والتخلي عن عنوانها الاسلامي ، كاستجابة منها الى هذه الميول ،وهذه بادرة صحية على اعتبار أن الناخب(المواطن) بدا يستعيد مكانته كعنصر اساسي ورئيسي في ادارة شؤونه السياسية.
3. ادارة العملية الانتخابية
وهي الركن الاهم في هذه العملية على اعتبار ان عدم نضج الناخب والمرشح لايقدح بشرعيتها في حين ان سوء الادارة قد يؤدي الى التزوير ،وبالتالي الى عدم شرعية هذه العملية الانتخابية برمتها ، من الواضح ان الاجهزة الادارية في المفوضية العليا اصبحت اكثر خبرة ، والايام القليلة المقبلة ستكشف عن مدى كفاءة ونزاهة هذه المؤسسة المهمة والحيوية .
كلمة اخيرة
بما انك سيدي الناخب في حيرة من امرك امام هذا الحشد الكبير من المرشحيين ،وبما ان مستلزمات اتخاذ القرار الصائب تكاد تكون مفقودة فانا ادعوك الى تغيير كلّ الوجوه السياسية السابقة مستبدلا اياها بوجوه جديدة ، فانها رسالة الى الجميع انهم ماضون وصوتك باقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز