الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أين ياتي الامل من اين يحدث الاختراق

فاطمه قاسم

2009 / 1 / 29
القضية الفلسطينية


عشرة أيام مضت على وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي أعلنه الجانبان كل من طرف واحد ،ابتداءا باسرائل وانتهاءا بالفصائل الفلسطينية .
إسرائيل من جهتها،وكما يجمع المراقبون أوقفت إطلاق النار بعد حرب استمرت ثلاثة أسابيع ،لسببين رئيسيين .
السبب الأول خارجي :وهو عدم الظهور بمظهر من يضغط على الرئيس الأمريكي الجديد ،بانتظار كيف سيبدأ سياسته الشرق أوسطية ،وخاصة أن إسرائيل حصلت على مكسبا كبيرا في الربع ساعة الأخيرة من عمر الإدارة الأمريكية السابقة ،وهو الاتفاق الأمني الذي وقعته ليفني مع نظيرتها كوندا ليزا رايس حول منع تهريب السلاح إلى غزة ،وقد يكون جوهر الاتفاق مراقبة السلاح في المنطقة بأسرها ،وهي الاتفاقية التي سيشارك بتنفيذها حلف الناتو،كما تمت الموافقة عليها ،والبدء بتنفيذها من قبل الاتحاد الأوروبي .
والسبب الثاني داخلي :أن اثنين من الترويكا الاسرائلية وهما وزير الدفاع باراك ووزيرة الخارجية لا يرغبان بإعطاء اولمرت مدة ستة أشهر أخرى للبقاء على رأس الحكومة ،إذا بقيت الحرب مستمرة ،لان استمرارها سيؤدي إلى تأجيل الانتخابات لستة أشهر ،وهذا قد يجعل باراك على رأس حزب العمل ،وليفني على رأس كاديما ،يفقدان شعبيتهما بسبب الحرب ،فمن يدري كيف سيكون الرأي العام الاسرائلي بعد ستة أشهر ؟
وهكذا كان القرار بإجراء الانتخابات الإسرائيلية في موعدها في العاشر من فبراير القادم .
فور وقف إطلاق النار:
بدأت مصر بخطى حثيثة لاستئناف الحوار مع الفصائل الفلسطينية ،وكانت مصر قد نجحت في تحجيم وإبطال مخطط مؤتمر الدوحة ،كما نجحت في جمع الاروبيين في مؤتمر شرم الشيخ للقمة الطارئة ،ولم يجد الحراك الإقليمي والدولي بديلا عن المبادرة المصرية من اجل تثبيت وقف إطلاق النار ،وصياغة التهدئة من جديد وبتالي إعطاء ألفرصه من جديد وفسح المجال أمام المنظومة الكاملة التي تتضمن إنهاء الحصار ،وفتح المعابر ،وانجاز المصالحة الفلسطينية ،وإعادة اعمار غزة ،ومن ثم صياغة النظام السياسي الفلسطيني عبر انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة ،تشرف عليها حكومة وفاق وطني يتم التوافق عليها .
لكن هنا:
في الأفاق الكاملة للحل ،تظهر التعقيدات الشديدة ،كما وتظهر التدخلات السلبية من قبل بعض اللاعبين الإقليمين الذين يريدون تعطيل الحل ،وتظهر استعصائات أيضا ،لان الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة ،تطلب من حماس التجاوب ،ولكنها لا تتعامل معها بصفتها طرفا في الحل ،فكيف يكون المخرج والذي لا يعيد الحرب مرة أخرى ،ومن أين يأتي الاختراق الذي يفتح ثغرة في الجدار ،والذي عانا الشعب الفلسطيني جرائه منذ أكثر من سنة وثمانية أشهر،هذا الجدار الذي أنتج الحصار ،ثم الحرب وقد ينتج استمرار الحرب ولكن بأكثر عنف وأكثر بشاعة .
وفي البداية :
لابد من التأكيد على بعض الحقائق البديهية والتي بدونها يصبح أي تحليل فاقد للمنطق .
الحقيقة الأولى :أن أي وقف إطلاق نار ،وأي تهدئة ،لايمكن أن تستمر موضوعيا ،دون إنهاء الحصار ،وبدون فتح المعابر .
والحقيقة الثانية :انه لايمكن موضوعيا إنهاء الحصار بدون إنهاء الانقسام الفلسطيني ،وبدون وجود سلطة شرعية تقوم بدورها بالتزام على هذه المعابر ،وبدون إنهاء الصراع الداخلي ،وأمام هاتين الحقيقتين يبدو الواقع الحالي صعبا بل ومستحيلا ،ولا بد من البحث عن صيغة تحل اللغز المعقد ،وهنا نعود إلى نقطة البداية بأنه لا بد من الوصول إلى تشكيل حكومة واحدة ،حكومة توافق وطني ،وعبر هذه الحكومة يمكن لهذه السلطة الوطنية التي حصلت على التوافق الوطني استلام المعابر بترتيبات معينه ومحددة ،وكذلك سوف يكون أمام هذه الحكومة مدة ليست بالطويلة ،ربما تستمر ستة أشهر للتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية المتزامنة ،وبهذه الحالة لن يمون أمام أي طرف يتشبث به على صعيد الشرعية أمام هذا الحل ،فالمجلس التشريعي الذي تم انتخابه في بداية 2006 ستكون مدته قد أوشكت على الانتهاء ،وسيكون الطريق ممهدا أمام إجراء هذه الانتخابات ،وعندها ستكون حماس مشاركا في السلطة وليس معها ،في قلب النظام السياسي وليس في مواجهته ،وبشروط اللعبة وليس ضدها ،
فهل هذا ممكن ؟
وهل الحرب التي استمرت ثلاثة أسابيع بدمويتها، وقسوتها كافية لإخراج الفلسطينيين من دوامة التجاذب الإقليمي ؟
لغاية الآن :فان أي تسرع بالإجابة قد يترتب عليه مغامرة كبرى ،هذا مع أن الحرب مازالت أجواءها مسيطرة ،والتي كشفت بان الرسالة القديمة التي وجهتها إسرائيل قد تم استلامها في العواصم الإقليمية أكثر من الداخل الفلسطيني ،فهناك دول وقوى تعيد حساباتها في الأقاليم بشكل دقيق ،وربما ستعمل على إبعاد نفسها من تلقي رسائل مباشرة من إسرائيل في المرة القادمة ،طالما أنها تستطيع تلقي الرسائل عبر الموت الفلسطيني.
وهنا يكمن جوهر وعمق الرهان الفلسطيني ،وهو أن نتوحد فلسطينيا تحت مبدأ وقانون المصلحة الفلسطينية ،وان يتنازل الفلسطينيون لبعضهم ولأنفسهم ،بدل الاضطرار القسري للتنازل للآخرين إقليميا ودوليا ،وان نستثمر دماء شعبنا لقضيتنا الوطنية ،بدل أن نسمح لهذه الدماء أن تباع في المزادات عند الآخرين .
وأنا اعرف أن:
الأمر ليس سهلا ،لأني اعرف أن اللاعبون الإقليميون يمسكون بكثير من الخيوط ،وهم دائما يستفيدون من دكتاتورية الجغرافية ،ومن ضعف الداخل الفلسطيني ،ومن سلبية نتائج المفاوضات مع إسرائيل ،ومن الانحياز الفاضح للعديد من القوى الإقليمية لصالح إسرائيل ،وبرغم هذا وفي النهاية ليس لنا كفلسطينيين سوى خيار الوحدة ،وبدل أن نسمح للآخرين صناعة اختراقات في جدارنا ،أن نقوم نحن بإحداث هذا الاختراق في مسار الأحداث ،نفاجئ الجميع بفرار وحدتنا ،حتى لاتكون دائما النتائج كارثية ودموية لنا ،وخسائر فادحة تتحملها قضيتنا الفلسطينية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب يقلد المشاهير ويصف بعضهم بكلمة ????


.. إيرانيون يعلقون على موت رئيسي • فرانس 24 / FRANCE 24




.. آفة التنمر تنتشر في المدارس.. ما الوسائل والطرق للحماية منها


.. مصرع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في تحطم مروحية




.. مصرع الرئيس الإيراني.. بيانات تضامن وتعازي ومواساة ومجالس عز