الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحظات في قصص قصيرة جداً

عامر رمزي

2009 / 1 / 29
الادب والفن



لحظة أن هـَوَى الهوى
===============
رُغم فجيعتها بخيانتهِ لها مع عشيقتهِ على تـَختِها المُقدّس، بَددت كل تضرّعاتها المشبوبة ولم تتمكن من ثـنـْي عزمه الصارم على القطيعة الأبدية. وفي لحظة قنوط هستيرية، قذفت بجسدها المخذول دون تردد من شرفة الطابـــق الثامن. وجاء القدر متحيناً الفرصة للانقضاض في تلك اللحظة المدونة منذ الأزل في سِفر افتراقهما ليتزامن سقوطها مع اللحظة التي كان الزوج يـُبارح فيها المبنى، فهَوَت عليه مع جبال هواجسها المميتة، لتذرف بعدها على جسده المسجى عَبرات الوداع.


لحظة تمرد
============
أحبت عنزتها التي تحاور معها جلّ وقتها الميّت بصبرٍ مزمن في ذلك القصر الريفي النائي في غياب زوجها ذي الطباع العاصفة وحضور حماتها المستبدة. هزأ بِها زوجها المغرور وهي تـُدثر المعزى بأغطية صوفية وقال لها: بات الشك يُساورني في قربى العنزة إليكِ !
أجابت وقد حررتها لحظة تمرّد من سلطته:أجل هي حماتي. وقد كنا مجنونيْن حينما تزوجنا.
ردّ ساخراً: حدثيني بصيغة المفرد أرجوكِ..
أجابت على الفور:إذنْ.. كنت أنت المجنون حينما تزوجتني.


لحظة إيحاء شعرية
=============
شاعرة ٌ هي، ولطالما فتشتْ عن نصفٍ ضائع يصطفّ في تراص مع نصفها المُنشد لتراتيل البهجة. تزوجته، وهو عقيم المبادأة يفتقد لموسيقى القول تحت إكراه مطارق الإلحاح، لكن بشرطها في تملّـك حق العصمة. ولم تزل تغازله بالأشعار كل وقت وتتـودد إليه بفصيح الكَلـِم كل حين ..ولما شعر بتفوق كينونتها الإنسانية صرخ بوجهها :
- لن أجيز لكِ بعد الآن أن تخاطبيني بلفظٍ من الفصحى.
وفي لحظة إيحاء شعرية، ناشدته بنوال فرصة أخيرة لجملة فصيحة، وحينما استجاب متلذذاً بتوسلاتها، قالت له:
-اذهب وأنت طالق!


((من مجموعة إيماءات النوادر))


[email protected]
==========================================================================================








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ثناء
فاطمة العراقية ( 2009 / 1 / 28 - 19:36 )
اهلا اخي العزيز عامر كنت اتمنى حضورك معنا في قرآآت للقصة القصيرة في اتحاد الادباء لانك رائع في قصصك القصيرة هذه شكرا القاك انشاء الله .


2 - انصفت النساء
بان ضياء حبيب الخيالي ( 2009 / 1 / 28 - 21:53 )
الاخ الغالي تحية طيبة
باقة رائعة ....تمنيت ان تكون اكثر من ثلاث قصص شوكاتها الجميلة موجهة هذه المرة للرجل ...انصفت اخواتك هذه المره شكرا لك ....قصصك القصيرة تحمل توقيعك دون الحاجة لذكر اسمك مميزة ورائعة في كلتا الحالتين
احترامي وتقديري


3 - غايتي
عامر رمزي ( 2009 / 1 / 29 - 06:17 )
الأخت العزيزة فاطمة العراقية
======================
طبعاً سنلتقي وأكيد سأحضر في إحدى الجلسات فرفقة المبدعين امثالكِ غايتي..شكراً ايتها العزيزة والقديرة
عامر رمزي


4 - نصير نون النسوة
زينب محمد رضا الخفاجي ( 2009 / 1 / 29 - 06:30 )
الاخ المبدع عامر رمزي
مرة تنصر الرجل واخرى تنصف المراة
اي عدل واي روعة وجمال وابداع
سلمت يداك ودام ابداعك


5 - شوكات
عامر رمزي ( 2009 / 1 / 29 - 06:32 )
الاخت والصديقة بان الخيالي
=============
ستكون أكثر من ثلاث في المرات المقبلة يا بان.أشكر إهتمامكِ بقصصي ومتابعتكِ لي فيما أكتب وهو أمر يسعدني للغاية أني قد وفيت بوعدي لكِ ولاختنا زينب الخفاجي العزيزة فيما يخص مواجهة الرجل الظالم..أما موضوع التوقيع على النصوص فحقاً صائبٌ كان قولكِ بأن هوية الكاتب تعرف من كلماته وأسلوبه لذلك أنا فخور بكلماتكِ عني....
عامر رمزي

اخر الافلام

.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو


.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق




.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس


.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم




.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب