الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مظلمة للكاتب

إبتهال بليبل

2009 / 1 / 30
الصحافة والاعلام


كان من المفترض أن تبقى هذه المقالة مجرد قصاصات متناثرة كسحابة عتيقة في داخلي ، كان من المفترض أن لا انسجها فوق سطوري لأسباب مختلفة ، لكن هذا المفترض أستهلك مني الشيء الكثير وبت أخسر نفسي كإنسانة مؤمنة بمبدأ وهدف .
واليوم وأنا أعيش في عالم تهدده ( مصلحة ما ) أشعر أن من حقي الحيلولة دون احتراق أوراقي بحروب المصالح تلك ، لذا قررت نشرها ، ليس أحساساً مني بأهميتي – وهي أولا قد أكون أو لا أكون كذلك ، ولكن بالدرجة الأولى لا أريد أن احترق ! فهي تحمل الجزء الكبير من معاناتنا كشعب ، وهو كجزء لا يمكن إلغاؤه كما لا يمكن تبنيه كلية ، وبطبعي لا أستطيع السكوت على الظلم ولا أستطيع تحمل الأخطاء ولا أعرف كلمة مصلحتي ، فأنا دائمة الاصطدام مع الآخرين وخاصة بمن يعمل معي ، لأنني على يقين بأننا نحمل أمانة في أعناقنا ومن الواجب ألحفاظ على الأمانة وأمانتنا نحن الكتاب والصحفيين ليست كالآخرين ، لأننا نمتلك أداة لا يمكن أبادتها بسهولة وهي الكلمة وفي كل بيت قارئ عربي ملجأ يحمي حروفنا من ألإبادة ، وكما قلت سابقا أن العمل كالخطيئة لا يمكن محو آثاره عنا ، فالكلمة هي كالرصاصة نطلقها ولا نستطيع استردادها ....
الكاتب والصحفي هو بوصلة النظام وجميعنا يعرف ذلك ، لكن الذي يحصل أن يكون عصرنا هذا ما هو إلا ( مظلمة للكاتب ) فنحن نعيش بعض المواقف كأننا في زمن ( العصور الوسطى المظلمة ) حيث أنهم مازالوا يتوهمون أنه يجب على الكاتب أن يكون موظف لجهة معينة أو شخص معين لنظام معين ولا يعون أن الكاتب هو من يساهم في توجيه هذا النظام أو ذاك ، وأن النظام الواعي هو الذي يستلهم كتابهُ الأحرار ليرى على ضوء شهاداتهم الصادقة موقع خطواته ، لكن الذي يحصل عكس ذلك الكاتب والصحفي الصادق والنزيه محارب أو مهمش لان مساهمته تعارض مبدأ المصلحة الخاصة فقط لا غيرها ، ولا يذكر أو يحاولون الاستفادة منه إلا عندما تقف مصالحهم الخاصة أمام بابهُ ، فيرتدون أجمل ما يملكون من وجوه ويصبغون ملامحهم بأفضل الألوان ويتقدمون ليطرقوا بابه ، حتماً هي دعوة لتعزية الفكر قبل أن تكون دعوة لتعزية الكاتب ...
من المفجع والمفجع ما أراه اليوم مدراء يكظمون غيظهم ويمررون غضبهم بابتسامة مفعمة بالصمت لا محبة للموظف الذي يعمل معه ولكن بسبب الانتخابات ، فالسيد مرشح للانتخابات ولا يريد شوشرة في هذا الوقت بالذات ، وغيرهم نجده مطمئن لنجاحهُ بالانتخابات ويحاول قبل ترك مؤسسته التي يعمل فيها مدارات من يعرفهن من عشيقات له محاولاً تلبية رغباتهن في زرعهن بهذا المكان قبل رحيلهُ ، وأن جادلته قال مصلحة العمل ، وكم يوجعني حال الكهرباء الذي بات لا ينقطع أيضا ، وحال غيره من الخدمات وكم اضحك على نفسي ضحكة الفاشل الذي يعرف فشله لكنه مصر على أنه ناجح ، وكم أراهم يلقون الشعارات ويكتبون ما نحتاجه لكي يوفروها لنا بعد الانتخابات ، وكم ، وكم ، وكم ...
هؤلاء أما سذج وهذه مصيبة أو أنهم يتظاهرون بالسذاجة من أجل خنق حرية الفكر ، ( والمصيبة هنا أعظم !) وبحث الأمر عملياً هو الذي يقودني على ما أقول ، عملياً ستكون هناك انتخابات وعملياً سيستلم المرشحين المسؤوليات وعملياً سينتقمون منا واحداً تلو الآخر وعملياً لن نستطيع فعل شيء وعملياً سيبقى الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء للقضاء وإنسانيا لا مفر منك يا قدرنا سوى الهجرة بعيداً عنك وترك كل شيء لهم ....
من الذي سيعطي توضيحاً لما بعد الانتخابات ؟؟ من الذي سيخلق الأمل فينا بعد موته من ؟؟؟ هل تستطيعون خلق هذا الآمل بعيداً عن أكليشيهات المديح أو بعيداً عن تلك العشيقات التي في الخفاء يقمن بإدارة العمل ومن جلسة حوار خاصة ؟؟!!!
ما أنا ألا كاتبة سلبية وفاشلة لأنني لم أستطيع أن أحوز على ما يخدم مصلحتي ، وكل كاتبة تنتهج نفس أسلوبي سيكون مصيرها الفشل ، فنحن نعيش زمن المصالح وحسب الفئة ونوع الجنس ، فان كنت ذكر فالمصلحة معك تحددها ( المنصب ، المال ، العلاقات ) وأن كنتِ أنثى فلا مجال ألا لمصلحة واحدة ، ولن أذكرها فالجميع يعرفها ... نحن نعيش داخل رتوش ساذجة لنازيتها الفكرية أو كربلاء فكرية تتخذ منا ستاراً وحجة ...ولا أريد القول أكثر من ذلك ولكننا لا نستطيع أن نبتسم لكم بمرسوم والكاتب النزيه لا يستطيع أن يكون متفائلاً بهذا الذي يحصل ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أشجع من عنترة
محمد سمير ( 2009 / 1 / 29 - 23:59 )
سيدتي الفاضلة
تعودنا دائماً أن نراك ِ تضعين يدك ِ في عش الدبابير وتشخصين أوجاع هذه الأمة خير تشخيص، ولا تخافين في الحق لومة لائم.
وفقك ِ الله
تحياتي

اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط