الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق الانسان زيف الشعارات وفعل الهراوات

أحمد الجنديل

2009 / 1 / 30
حقوق الانسان


حقوق الإنسان ، موضة العصر التي تمشدق بها الكثيرون ، وحمل لوائها الحكّام ، فانقلبت في أيديهم أدوات قمع وبطش وتدمير للإنسان وحقوقه ، حتى بات الكثير من الشعوب عندما ترى حكامها ترقص على معزوفة حقوق الإنسان ، تستعيذ بالله ، وتصاب بهاجس وقوع كارثة قريبة عليهم .
الدول العربية تجتمع بعضها مع البعض الآخر ، وفوق رؤوسها لائحة حقوق الإنسان ، والأحزاب السياسية تعلق على صدورها شعارات حقوق الإنسان لتوسيع قواعدها الشعبية .
منظمات وتجمعات وتحالفات تتحدث بشكل مسعور عن حقوق الإنسان ، وعلماء كبار في مجال التكنولوجيا اجتهدوا للانخراط في الحملة الكبرى للدفاع عن حقوق الإنسان ، فاخترعوا وسائل التعذيب التي تنسجم مع التطور الذي يشهده العصر ، وابتكروا كراسي التعذيب والاعتراف التي تعمل بالكهرباء ، وأصناف جديدة من الخوازيق الالكترونية لهذا الهدف النبيل .
ملوك ورؤساء وأصحاب سمو وجلالة وسلاطين وأباطرة ، اختلفوا في كلّ شيء ، وتوحدّوا حول حقوق الإنسان من أجل أن تبقى شعوبهم ذليلة ، مقهورة ، منطفئة ، مسحوقة ، فإذا ما تجرأ أحد منهك أن يشعل شمعة في هذا العالم المظلم ، أسرعوا إلى إطفائها واطفائه ، وأرسلوه إلى زنزانات التعذيب ودهاليز الرعب ، حيث يستقبله النشامى بسياط الجلد والهراوات الممهورة بختم حقوق الإنسان .
والإنسان العربي يخرج من سجن ليدخل إلى سجن أضيق ، ليتعلم فيه فنون الرقص على المسرح السياسي الذي يديره الحاكم ، فان أخفق ، سيكون الإعدام عقابه ، وفق أحدث المبتكرات لهذه العقوبة .
وأمام كارثة الإنسان هـذه ، فقد بـقي سجـينـا لعاداته وتقالـيـده ، وأسيرا لدائرة معـتـقـداته الفكـرية ، مسكونا بالخوف والهلع في مجمل ممارساته اليومية ، غير قادر على كسر طوق الاغتراب المسيطر عليه ، وعاجز على النظر من خلال منافذ الحياة المطلّة على عالم الحرية .
إنّ المطالبة بحقوق الإنسان ، أصبحت عديمة الفائدة ، وعلينا أن نطالب بالإنسان نفسه ، وأن نتحرك باتجاه تحطيم قواعد المجتمع الظالم ، فالإنسان اليوم بحاجة إلى تحرير نفسه من الأغلال التي أغلقت بوجهه إمكانيات الارتقاء .
الإنسان في العالم العربي ، قد صودرت حريته ، ومن اجل أن يتنفس فعليه استعادة هذه الرئة ، فالحرية وحدها القادرة على إعطاء الإنسان القوّة على استرداد إنسانيته .
وإذا كان الخبز يقف على قمّة التسلسل الهرمي لحاجات الإنسان من أجل بقائه وديمومته ، فأنّ الحرية تقف في قمّة التسلسل الهرمي للقيم التي تحفظ للإنسان كرامته ، وتجعله يعيش في عالم يسوده الرخاء .
العقل العربي بحاجة إلى زلزال يتيح له النهوض من جديد ، والحكومات العربية بحاجة إلى صاعقة تجتثّ جذورها من الأعماق ، لكي تستطيع الشعوب أن تبني مستقبلا مزدهرا بعيدا عن شعارات حقوق الإنسان والمتاجرة بها ، وخالية من مظاهر الدجل والنفاق والانحراف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عجب يا اهل رجب
عادل الربيعي ( 2009 / 1 / 29 - 22:30 )
لماذا كلما ارتفع صوتنا عاليا سمعنا صوت اذان وكم هي امنيتي ان يكون اذان بحق ولكنه ذات الخطاب الاخواني انت تندد بشعارات حقوق الانسان وبالمقابل تتمنى صاعق للانظمة العربية يجتث جذورها!! الحمد لله اذن دعنا نجلس على جداول الانهار نتوضى ونصلي وندعوا ربنا .... اللهي اصعقهم اصعقهم اصعقهم على الشعوب تتحرر!! فهل سيجب الرب ! اعتقد ان اوربا وملوكها الذين يحاولون لو ارادو او تمكنوا من الاحتيال على حقوق الانسان ، تمكنت شعوبهم من انتزاع حقوقها بنضالها من اجل تلك الحقوق تلك الحقوق تحديد لقد قدمت هذه الشعوب دماء من اجل الحرية يا اخي حرية حريتهم ليس حريتنا حريتهم ان يعيشوا متساوين امام القانون رغم اختلافاتهم ايا كانت ! وحريتنا ان نعيش سواسية امام قائدنا الحمساوي يقتل الفتحاوي !! والشيعي يقتل السني والعكس والبعثي والقومي والشيوعي وحزب الله وثار الله نحن دعاة حرية الصفوة النوع الواحد ان الحرية التي نتعشق بها هراء صدقني لاننا لانؤمن بتلك الفسحة التي نختلف بها ونحترم بعضنا البعض رغم اختلافاتنا! العيب ليس بالشعارات وبحقوق الانسان ! العيب ليس بحرية التعبير عن الراي كحق للانسان ! العيب بان استخدم حذائي للتعبير عن هذا الراي !!! العيب ان اصادر حق الاخر بالتعبير وبالتالي حقه في الحياة ! العيب ان افتي على


2 - أبواب الحرية كأبواب جهنم
د. سامي العلي ( 2009 / 1 / 30 - 17:29 )
أبواب الحرية كأبواب جهنم أيها الأخ عادل الربيعي وليس يريد أن يدخل هذه الابواب .لقد علمنا التاريخ ومنذ مئات السنين أنّ السجون لا تحقق ما هو مطلوب وليس في نيّة أحد الاقتراب منها . فالسجون أكثر من المدارس في عالمنا العربي والهراوات أكثر من الاقلام في محيطنا المتخلف . ووضع مثل هذا لا تنقذه الا معجزة أو من قبيل الزلزال أو الصاعقة التي تقع على رؤوسنا لنتخلص من كلّ مظاهر التخلف والانحطاط .شكرا لك أيها الأخ وشكرا للكاتب أحمد الجنديل متمنيا له الموفقية والهناء

اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار