الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذكاء جذوة الكراهية

فضيلة يوسف

2009 / 1 / 30
حقوق الاطفال والشبيبة


توقفت مباريات الدوري الاسرائيلي للكرة أثناء المذبحة في غزة وفي الاسبوع الماضي عادت المباريات وبدأ المشجعون يرددون شعارات جديدة: لماذا تغلق المدارس في غزة ويجيبون:لأن جميع الاطفال تم قتلهم.
وبعيداً عن البربرية في هذه الهتافات والتي تعكس معتقدات شريحة واسعة من الاسرائيليين اليهود فإن الانطباعات عن النصر الاسرائيلي في غزة –مقياس النصر هو عدد القتلى من الفلسطينيين-.
لم يميز الطيارون وقادة الدبابات بين الكبار والأطفال الذين اختبئوا في منازلهم او اتخذوا من مدارس وكالة الغوث ملاجئ لهم وضغطوا على الزناد.ولذلك ليس مستغرباً ان يصل عدد الموتى في هذا الهجوم الى 1314 فلسطيني منهم 412 ( تقريباً ثلث الضحايا ) من الأطفال.
وهذه المذبحةالأخيرة أوضحت ان اسرائيل تقوم بأعمال القتل والعنف ولا تميز بين المدنيين والمسلحين ولا يفيد هنا الادعاء المتكرر لاسرائيل ان حماس مسؤولة عن اعداد القتلى في الجانب الفلسطيني ان هذه الادعاءات لا تفسر عدد القتلى الكبير ولا تفسر اعداد الاطفال القتلى والجرحى (1855 طفل) وعشرات الاف الاطفال المصابين بالصدمة .
لكل طفل حكاية: دعانا صديق بدوي ليروي لنا قصصاً عن معاناة اقاربه في غزة حدثنا عن عمة له ارسلت طفلتها الى منزل جيرانهم تسال عن وجود ما تبقى من طعام لسدَ جوع الطفلة ،أصيبت الطفلة بشظايا قذيفة عند قطعها للشارع فقتلت.ما زالت الأم تبكي وتنتحب لأن طفلتها ماتت وهي جوعانة.
وكأن الحمام الدموي لم يكن كافياً فقوات الأمن الاسرائيلية تنشر لهيب الكراهية بين الشعب العربي في داخل اسرائيل .القي القبض على مئات من مواطني اسرائيل بتهمة التظاهر ضد العدوان على غزة وما زال مئتين منهم في السجن .
حادثة واحدة تكفي لشرح الأثر النفسي الذي ستتركه هذه الاعتقالات على مئات الاطفال .
أيام قليلة بعد وقف اطلاق النار اقتحم رجال مقنعين بالاسود منزل محمد ابو الحمص -لاعتقاله بسبب مشاركته في التظاهرات ضد عمليات القتل في غزة-،في الساعة الرابعة صباحاً والعائلة نائمة أوقف المقنعون وفاء زوجة محمد وأطفالها عرفت(12)،سهاد(9)،انس(6) ومجد(3) في احدى زوايا المنزل قاموا بتفتيش المنزل وبعثرة محتوياته من ملابس واوراق والعاب الاطفال وادوات المطبخ ،راقب الاطفال والدموع في اعينهم اعتقال والدهم.
وللصدفة فإن محمد ابو الحمص هو ناشط سلام من فترة طويلة وأنه من اصدقائنا الشخصيين ،انضم محمد الى مجموعة (التعايش العربي- اليهودي) عام 2001 ومنذ ذلك يشارك في التظاهرات التي تنظمها حركات السلام،كنا نتبادل الزيارات ونقضي اوقاتاً طويلة معا .كبر اطفالنا يحبون ويحترمون بعضهم ومن الصعب التذكير بأن محمد شاركنا في احتفالية احد اطفال ايجال في كنيس في القدس قبل شهر من الان.سعى محمد ووفاء عبر السنين الى تربية ابنائهم على مفاهيم المحبة والسلام واحترام الاخرين ومن المحتمل ان اعتقال والدهم لن يؤثر على ذلك لكن الكراهية التي اكتسبوها في ليلة واحدة لا يمكن تقديرها.ونطرح على انفسنا هذا السؤال:كيف سيفكر هؤلاء الاطفال في جيرانهم اليهود وماذا ستكون مشاعرهم نحوهم ؟ وماذا نتوقع من اطفال غزة الذين شاهدوا بأم أعينهم قتل عائلاتهم واصدقائهم وجيرانهم؟
ونحن نتحدث عن الاطفال الفلسطينيين لأن عددا كبيرا منهم قتلوا وجرحوا وتم ارهابهم في الشهر الاخير .ولا ننسى ان اطفالاً اسرائيليين تألموا ايضاً وخصوصاً من قضى فترات طويلة في الملاجئ خوفاً من الصواريخ.
الرسالة التي وُجّهت للاطفال في الجانبين اثناء هذا العدوان : ان الاخر وحش متعطش للدماء . وفي اسرائيل تُرجم ذلك بتقدم حزب الكراهية والحقد اسرائيل بيتنا بقيادة افيجدور ليبرمان على الصقر بنيامين نتنياهو في استطلاعات الرأي في المدارس الثانوية اليهودية.
الكراهية هي الرابح الأكبر في هذه الحرب لقد شجعت الأصوات العنصرية ولم يترك فريق الكراهية مكاناً للاخرين لقد دمّر حتى مشاعر التعاطف مع الاطفال الامنين .
سادة الحرب في اسرائيل
لقد بذرتم بذور الحرب القادمة.
Yigal Bronner &Neve Gordon – counterpunch.org








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من انتخب حماس ورضى بها؟
المعلم الثاني ( 2009 / 1 / 30 - 10:53 )
إن قبلنا بأن حماس أتت نتيجة لانتخابات حرة نزيهة فإن من انتخبها موافق على سياستها أو مغيب العقل مغرر به ...وفي كلتي الحالين يتحمل المسئولية عما جرى له بسببها....

حماس لا تريد السلام الدائم أو الاعتراف باسرائيل فهي قائمة على أساس فكر ظلامي اقصائي عنصري ...وتراجعت عما سبق وقبلت به السلطة من تعاهدات واتفاقات متخطية كل الاعراف والشرائع الدولية...


اخواننا الفلسطينيون يظنون انهم ينتصرون على اسرائيل بخداعها وبتملصهم مما يتعهدون وهذا غير مقبول...لنعد للتاريخ:

اسرائيل هي التي أتت بعرفات إلى الضفة وغزة بعدما كان مشردا مع عصاباته من الاردن إلى لبنان إلى تونس ..أنسينا ذلك؟

كان هذا في مقابل تعهده باسم كل الفلسطينيين بنبذ (الكفاح المسلح) إلى الأبد مقابل الحكم الذاتي...تناسينا ذلك أيضا!!

لكن سرعان ما دعا السيد عرفات إلى (انتفاضات) تستعمل الأحجار سلاحا والأطفال دروعا..هكذا خنث الفلسطينيون بأول وعودهم !

حدا هذا باسرائيل إلى فكرة اضعافهم بتقسيمهم فشجعوا الجهاد الاسلامي وحماس وباقي قوى التطرف . واستفادت اسرائيل بشكل آخر فهي تعلم أن سياسة هذه الحركات غير الواقعية ستورطهم في معارك لا تجلب لهم سوى المزيد من الخراب فتكون بذلك انتقمت ممن حاولوا خداعها من هذا

اخر الافلام

.. 3 وكالات في الأمم المتحدة تصدر تحذيرا من أزمة سوء تغذية تضرب


.. إسرائيل على صفيح ساخن.. مظاهرات واعتقالات




.. موجز أخبار السابعة مساءً- رئيس تشيلي: الوضع الإنساني في غزة


.. الأونروا: ملاجئنا في رفح أصبحت فارغة ونحذر من نفاد الوقود




.. بعد قصة مذكرات الاعتقال بحق صحفيين روس.. مدفيديف يهدد جورج ك