الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صولة فرسان على الفساد.. أم صولة الفساد على الدولة...؟!

هفال زاخويي

2009 / 1 / 30
كتابات ساخرة


تابعت باهتمام شديد الكلمة التي القاها دولة رئيس الوزراء نوري المالكي في حشد جماهيري قبل أيام في الديوانية – سبقتها بساعات كلمة للسيد عادل عبدالمهدي نائب رئيس الجمهورية- كلمتان جاءتا في خضم الحملة الإعلامية لانتخابات مجالس المحافظات ... المثير في كلمات القادة والزعماء هذه الأيام انهم لايروجون فقط لأحزابهم وتياراتهم بل كل يهاجم الطرف المنافس ... عبدالمهدي انتقد وبشدة مساعي دعم شيوخ العشائر ومجالس الاسناد من قبل الحكومة ...بعده بساعات اثنى السيد المالكي على الصحوات ومجالس الاسناد ... وبعد ذلك بيوم على ما اعتقد هاجم جلال الدين الصغير سياسات القيادات الكردية في كلمة القاها في بابل ...جميل الاختلاف في الآراء والطروحات ... لكن مثير تسيد ثقافة الغاء الآخر ... اركان الدولة غير متماسكة والفجوة كبيرة جداً بين قياداتنا وزعاماتنا التقليدية الدائرة في فلك المصالح الضيقة .
كلمة دولة رئيس الوزراء احتوت على فقرة مهمة للغاية اذ ذكر ان المفسدين والذين يسرقون اموال الدولة بحاجة الى صولة فرسان جديدة .
اعتقد ان الكلام وحده لايفيد ، فلطالما سمعنا الكلام ولطالما كانت الخطب لمجرد الحملات الانتخابية والاستهلاك الإعلامي ... مكافحة ومحاربة الفساد بحاجة الى الإصرار والإرادة الجرأة والتخلص من نفوذ الأحزاب وجعل الأحزاب مدنية غير مسلحة ...مكافحة الفساد بحاجة الى خطة عمل بعيدة كل البعد عن التأثيرات السياسية للأحزاب، بحاجة الى ان يتجرأ كل رئيس حزب وتيار لتبني الإصلاح داخل صفوف حزبه أولاً ومن ثم تبني الإصلاح الإداري والسياسي في مؤسسات الدولة ... ما زالت الدولة العراقية هرمة ، وديمقراطيتنا المشهودة حالياً لايمكن ان توقف المفسدين عند حدودهم ، فهذه ديمقراطية كبار القوم وليست ديمقراطية الرعية .
مثير ان نسمع ان الفساد بحاجة الى صولة فرسان... لا اطلاقاً الوصف ليس في محله، فمكافحة الفساد بحاجة فقط الى تفعيل القانون الفصل بين السلطات ، وحماية القضاء من أي تدخل أو تأثير سياسي ... مكافحة الفساد ليست بحاجة الى مصطلحات عسكرية وليست بحاجة الى إحمرار العيون وليست بحاجة الى تهديدات ، فقط القانون والقضاء المستقل هو الكفيل بوضع حد لمهزلة الفساد إذ ان المفسدين ومنذ وقت طويل لهم صولة على الدولة ومؤسسات الدولة ومقدرات البلد وأموال الشعب.
ان توفرت الإرادة الحقيقية وتوفر الشعور العالي بالمسؤولية والشعور بالانتماء للعراق قبل الانتماء للأحزاب والتيارات فبكل تأكيد سنرى ان الأمور ستسير في المجرى الصحيح ... لانطالب بجمهورية مثالية على غرار جمهورية افلاطون فهذا محال ، لكن نطالب بالحد الأقصى من النزاهة ومن الإخلاص ... ولو استقام القائمون على أمرنا واستطاعوا التغلب على ولاءاتهم الضيقة وغضوا الطرف عن مصالحهم الشخصية وتوفرت فعلاً عندهم شروط القيادة الحقيقية فهيهات آنذاك لمفسد حتى ان يحلم في منامه بممارسة الفساد.
يقول كونفوشيوس : أن تحكم هو أن تقود وإذا حكمت باستقامة فمن يجروء على أن لايكون مستقيماً...؟!
في معمعة هذه الخطابات والاتهامات المتبادلة ضاع المواطن ولا يعرف ما هو الصحيح ، هذه الحالة تذكرني بكلمات جميلة للشاعر الخالد أبي العلاء المعري :
في اللاذقية ضجة بين أحمد والمسيح
هذا بناقوس يدق وذا بمئذنة يصيح
كل يعظم دينه ، يا ليت شعري ما الصحيح...؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار


.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة




.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن


.. سلمى أبو ضيف قلدت نفسها في التمثيل مع منى الشاذلي .. شوفوا ع




.. سكرين شوت | الترند الذي يسبب انقساماً في مصر: استخدام أصوات