الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بداية انكشاف أسطورة النصر الإلهي الحمساوي

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2009 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


كان من الأمور البديهية عند كل المتابعين لما جرى في قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة ؛ أن حماس قد تلقت ضربة قاسية لم تكن تتوقعها – كما أكد على ذلك خالد مشعل نفسه – لكن الخطاب الحمساوى ما بعد الحرب كان ذرا للرماد في عيون الشارع العربي الذي ظل ينتظر صواريخ حماس و مجاهديها ؛ و التي طالما تزينت بها الاستعراضات العسكرية في شوارع غزة ؛ لردع الخصم الداخلي طبعا ؛ و ليس لردع إسرائيل .
لقد ردد مثقفو الممانعة بشكل ببغائي طويلا خرافات حماس حول هذا النصر الإلهي ؛ الذي تحقق بشكل خارق ؛ لكن الأخبار الأخيرة التي بدأت تتحدث بشكل علني عن التقصير الحمساوي في مواجهة الاجتياح الإسرائيلي الأخير ؛ تطرح الكثير من الأسئلة المحرجة على خطابهم التهييجي ؛ الذي لا يقوم على أبسط معايير العقل ؛ بل يسعى إلى تحقيق هدف واحد هو الخروج بالجماهير العربية إلى الشوارع لخدمة أجندتهم السياسوية .
فقد أوردت مجلة "جينز ديفنس" الأسبوعية المتخصصة أن تحقيقا داخليا في حركة حماس كشف الأداء الضعيف للجناح العسكري خلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأوضحت المجلة نقلا عن "مسؤول كبير" في الجناح العسكري لحركة حماس أن تقريرا في نهاية التحقيق سيسلم قريبا للمسؤولين في الحركة ينتقد " كل القرارات تقريبا " التي اتخذها القادة خلال الهجوم الإسرائيلي .
وتابعت المجلة أن كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس وجهاز الاستخبارات للحركة أقرا بوجود قصور في الرد على الهجوم الإسرائيلي ؛ الذي قضى على ترسانة الصواريخ التي تملكها حماس ؛ و دمر البنى التحتية المهمة في غزة .
و في نفي تام لأسطورة النصر الإلهي ؛ وجه التقرير انتقادات حادة إلى قادة كتائب القسام الذين أنهوا التهدئة مع إسرائيل من جانب واحد في 19 كانون الأول (ديسمبر) الماضي ؛ قبل أن تكون الاستعدادات اللازمة للرد جاهزة .
كما أكدت المجلة أن التقرير قد انتقد بشدة – صانع أسطورة النصر الإلهي - خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، لدعوته إلى إنهاء التهدئة؛ وبالتالي إثارة حرب لم تكن حماس مستعدة لها. و يضيف التقرير كذلك – حسب المجلة - أن حركة حماس تعرضت لخسائر كبيرة، مادية وبشرية. ( للاطلاع على الخبر في المجلة يمكن الدخول على الرابط التالي : http://jdw.Janes.com/public/jdw/mideast_africa.sh
ما ذا بعد سقوط ورقة التوت الأخيرة هاته ؛ التي كانت تغطي سوءات الفكر الإعجازي ؛ الذي يسوق للأوهام ؛ و لم يمر بعد الأسبوع الأول من إيقاف إسرائيل لحربها من جانب واحد ؛ دون الدخول في مفاوضات الوضع النهائي مع حركة حماس ؟
إلى متى يمكن الاستمرار في التسويق لإيديولوجيا الإعجاز؛ بعيدا عن التفكير العقلاني ؛ الذي يستعد للمعركة ؛ و إذا فشل في تحقيق الأهداف ؛ يعيد النظر قي نقط الضعف ؛ التي عرقلت تحقيقها ؟
إننا لا ندعو هنا إلى الاستسلام أمام العدو الصهيوني؛ و لا نشكك في المقاومة ضده؛ و لكن من حقنا – كنخبة مثقفة – أن نتساءل عن طبيعة هذه المقاومة؛ و هل تمتلك رؤية واضحة للصراع الذي تخوضه ؛ و ما هي النتائج الواقعية – لا الموهومة – التي حققتها على أرض الواقع ؟
و كلها أسئلة نابعة من دعمنا اللامشروط للنضال الفلسطيني المعقلن ؛ الذي يمكنه لوحده أن يحقق حلم الشعب الفلسطيني في الاستقلال و بناء دولته المستقلة ؛ و هو نضال يفترض توفر نخب تمتلك وعيا فكريا و سياسيا حديثا ؛ يستفيد من تجارب التحرر الوطني في العالم ؛ بعيدا عن التفكير الأصولي ؛ الذي لا يمكنه أن يخدم إلا المشروع الصهيوني ؛ الذي لا يختلف في جوهره عن هذا الفكر ؛ و لذلك فهو يسعى إلى منحه المشروعية بكل الوسائل ؛ ليوافق شن طبقة كما يجسد المثل العربي .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يترأس اجتماعا بمشاركة غالانت ومسؤولين آخرين


.. متحدث باسم حماس لـ-سكاي نيوز عربية-: إسرائيل ما زالت ترفض ال




.. بعد فشل الوساطات.. استمرار التصعيد بين حزب الله وإسرائيل| #غ


.. المراكب تصبح وسيلة تنقل السكان في مناطق واسعة بالهند جراء ال




.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه