الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايها العراقيون صوتوا لوطنكم وليس لتجار الحروب الطائفية

رزاق عبود

2009 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


بصراحة ابن عبود

ايها العراقيون صوتوا لوطنكم وليس لتجار الحروب الطائفية

في الانتخابات السابقة نشط المتاجرون بالدين لشحذ حدة الفتنة الطائفية بشتى الاشكال، والصور، وسيطرت عليهم مكبرات الارهاب، ودعوات الاحتراب، وتحولت منائر الايمان الى ابواق للتشويش، والغلواء، والجاهلية، وتحول الملالي الاميين الى سياسيين. وقتها لم يكن الامر مهما ان تكون مثقفا، واعيا، وطنيا، كفوءا، شريفا، امينا، وطنيا، مخلصا، مقتدرا. الاهم ان تكون من ملتي، وطائفتي! المهم ان تكون معمما حتى لو كنت اميا! ان تكون سيدا، شيخا، مقلدا حتى لو كنت قاتلا، او سارقا. ان تكون من اتباع اهل البيت، او سنة النبي، حتى لو كنت ضابط امن سابق عذب، واغتصب، ونهب، وسرق، وفرهد. سيطرت على الناس روح القطيع، والحث الجمعي دون وعي، او تفكير، او مراجعة، او استفسار. وصوت حتى الملحدين، والسرسرية، والقمرچية، والمدمنين(حشاشة وعرگچية، ومكبسلين) للطائفة، وزعيمها، وممثلها، وشيخها، وسيدها، والمتحدث باسمها وهو لا يعرف عنه شيئا، بل لايعرف حتى اسمه، ولم ير شكله، او صورته. وكان التهديد، والتخويف: صوتوا للطائفة، والا فان البعث عائد سيذبح، ويقتل، ويسلخ! او ان الكفار سيسيطرون على الحكم، ويمنعون كل ما يمت بصلة لاهل البيت من شعائر. بعض المرجعيات شاركت في تلك الحملة الهستيرية ضد عقول الناس، ووزعت صكوك الغفران، وقطع في الجنة، وقصور فيها ملاصقة للصحابة، واهل البيت. وحرم على المعارض كل شئ، حتى لو كان جده النبي محمد!! بل اغتيل الكثير من علماء الدين الشرفاء المعارضين لسفك دم اخوة الدين، والوطن.

واليوم يعود مبدأ التقية على اقبح صوره فالمرجعيات من كلا الطائفتين، لم تظهر على شاشات التلفزيون، او صفحات الجرائد لتقول للناخبين صوتوا حسب ضمائركم. فالاوامر الايرانية، والوهابية، والاخوانچية تطالب من كل السادة، والملالي، والعلماء، والشيوخ، والدعاة، ان يجبروا الناس على التصويت لحزب بعينه، لقائمة بعينها، لزعيم بعينه. رغم خمس سنوات من السرقات، والفرهود، والفساد، والتهريب، والخيانات، والصفقات، والتعاون مع اعداء الوطن، والارهابيين، وتعطيل اعادة الاعمار، والبناء، والامن، والاستقرار. على شعبنا ان يفكر لماذا يتكالب هؤلاء على المناصب؟ لماذا يصرفون الملايين في الدعاية، والترويج، وتشويه الحقائق؟ لماذا تساعدهم فضائيات، وصحف، ودول، واذاعات؟ لماذا يريدون ان يظلوا في مناصبهم؟ لماذا اصبحوا بقدرة قادر مستقلين، ووطنيين، وثوريين؟!

ان شعبنا يعرف الحرباء التي تغير لونها، ويعرف حكاية ابو گاطع عن الواوية التي ادعت النسب الى النبى، لكنها انكشفت عند العبرة. لقد نفضت اغلبية شعبنا اياديها من مدعي الدين، والمتاجرين بالطائفية بعد ان خبرتهم خلال الفترة السابقة. وسينفض يده عن المرجعيات، التي لا تقف الى جانبه. كما رفضت الجموع العراقية الانصياع الى اوامر رجال الدين الذين وقفوا ضد ثورة14 تموز واصلاحها الزراعي. وعارضت فتاويها من الجنوب الى الشمال. وهاهي الجماهير ترى صمت المرجعيات على التزوير، والنفاق، وشراء الاصوات، ومحاولة اذكاء الفتنة الطائفية المقيتة! وهاهي الاستطلاعات المفبركة تحاول ايهام الناس بان العلمانيين سيسيطرون على كل شئ ويمنعون الشرائع، ويلغون الدين، والى اخره من الاكاذيب. او في الاقل تثبيط الهمم في الخروج، والتصويت للقوائم الشريفة. وهم في الواقع لايخافون لا على الدين، ولا على الوطن. انهم خائفين، ان ياتي العلمانيين، ويفضحوا سرقاتهم، ويلغوا امتيازاتهم، ويضعوا حدا لتسلطهم، ويوقفوا تلاعبهم بمقدرات الناس، ومصائرهم. وكما علق احدهم: "ان نجاح العلمانيين في الانتخابات هي حملة وطنية لكشف الحرامية"!

فهل نتفق معه وننتخب من يحافظ على المال العام، وينفقه في خدمة الناس ام تنخدع الجماهير العراقية مرة اخرى؟ هل تبقى في بيوتها وتترك الحرامية يفوزون مرة اخرى؟ ام يخرجوا ليصوتوا للايادي البيضاء كي يتنعموا بالخدمات المفقودة، والتمتع بالحاجات المعدومة.

نتمنى ان يصوت شعبنا لصالحه، وليس لصالح سراقه. ولنا ثقة كبيرة بحكمة شعبنا الابي!!

الحيانية 29/1/2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الغربال لا يُمكنه حجب نور الشمس
خليل الجنابي ( 2009 / 1 / 31 - 18:53 )
تشخيص سليم ( يوكع على الجرح يطيب ) وعليه فمن خلال مشاهداتي الحيِّة للمركز الإنتخابي الذي ساهم فيه ( أهلي وبعض أقربائي ) كان حافلاً بالتفاؤل والأمل , والجميع ينظر بمنظار آخر يختلف عن الواقع الذي جرى في الإنتخابات القديمة , ومزاج الناس نحو العلمانيين أكثر, ولم تكن هناك مُقاطعة محسوسة كما جرى سابقاً نتيجة الخوف والتهديد .. لكن للأسف لم يكن من حقي المساهمة بالإنتخاب رغم أنني دخلت العراق بجواز سفر عراقي , وذلك لعدم حصولي على ( البطاقة التموينية ) لحد الآن رغم مرور حوالي شهر ونصف من دخولي أرض الوطن , وحين دخولي المركز الأنتخابي عرفتهم بنفسي وأبرزت جواز سفري وشهادة الجنسية العراقية وهوية الأحوال المدنية .. رحبوا بيَّ وقالوا أنت متأخر وإسمك غير مُسَجل عندنا .. وعليه لم أستطع أن أُثبت عِراقيتي , وعُدت ( بخُفَي حُنين ) على امل المساهمة بالإنتخابات القادمة .. بعد عُمر طويل
مع أمنياتي لك بالصحة والنشاط الدائم الوفير لِما فيه الخير للوطن الحبيب
أخوك / خليل الجنابي
بغداد في 31/ 1 / 2009

اخر الافلام

.. انتقادات واسعة لأداء بايدن أمام ترامب في المناظرة الرئاسية


.. الأسد يبدي انفتاحه لتحسين العلاقات مع تركيا




.. رئيس الوزراء الإسرائيلي: جنودنا مصممون وملتزمون بمهمة حماية


.. صحيفة لوموند: مفتاح السلام يكمن في مرحلة ما بعد نتنياهو




.. اللواء فايز الدويري يحلل العملية العسكرية الإسرائيلية في حي