الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام السوري مصدر واحد وسطور متواضعة

بهية مارديني

2004 / 3 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تعد وكالة الأنباء السورية "سانا "هي المصدر الوحيد للمعلومات في سورية وهي من توزع أخبارها على التلفزيون و الصحف السورية الحكومية في دمشق والمحافظات إضافة الى وكالات الأنباء المتعاقدة معها مثل وكالة الأنباء الفرنسية وقد قامت الفرنسية منذ ايام بالاعتذار لأنها أوردت خبرا منها كما هو دون تحريره ..
لذلك وفي كثير من الأحيان تتشابه الأخبار في الصحف السورية اليومية بشكل كبير ..
كما ان "سانا" أيضا هي الوسيلة الوحيدة التي تستورد الخبر من وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الكبرى وتعيد انتاجه وتصديره إلي السوق المحلية التي يجب عليها التزامها التزاماً حرفياً وفق الأنظمة المحلية اما بالنسبة إلى أخبار المؤسسات والهيئات الحكومية, فان كل مسؤول يرسل عبر مكتبه الصحافي اخباره الى "سانا" التي تعيد بدورها ارساله الى وسائل الاعلام مع تحديد ما اذا كان خاصا بالصحف ام يحق للتلفزيون بثه.
وقد نشرت مادة منذ أيام على موقع المركز الاقتصادي السوري تنتقد فيها سانا بشدة لعدم نشرها عنوانا مختارا في أخبارها على موقعها في الإنترنت مع أن الأساتذة في كلية الصحافة اول ما يعلمونه لطلابهم هو أهمية عنوان الخبر ولكن "سانا "تكتفي بكتابة "وفد/بلجيكا" او "سورية /صناعيون "وتساءل الكاتب ماذا يفعل الموظفون في هذا المبنى الضخم ؟
وقد اثارت الموضوع نفسه جريدة الحياة عبر مراسلها في دمشق بتوسع اكبر وقال ابراهيم حميدي :انه بوصول حزب "البعث" الى الحكم في الثامن من اذار "مارس"1963, باتت جميع وسائل الاعلام حكراً على الدولة, مما سمح بسيطرة كاملة على مصادر المعلومات ووسائل انتاجها حتى اصدار الرئيس بشار الاسد مرسوم الاعلام في ايلول "سبتمبر" 2001, ما سمح بتأسيس دوريات واذاعات خاصة. فمنحت 40 رخصة, كان بينها دورية سياسية واحدة هي مجلة "ابيض واسود".
ويلخص مدير عام سابق لسانا فايز الصايغ دوره مع القيمين على الاعلام الرسمي خلال ادارته لسنوات ابرز مؤسسة اعلامية حكومية ."كنا نشعر بأننا نصوغ العقل السياسي للسوريين".
ويقول المفكر صادق جلال العظم انه في بلد تكون الصحافة تحت سيطرة الحكومة "يطور المتابع مهارة خاصة في فك رموز: الكلمة او المفردة, استخدامها او عدم استخدامها, لانه ليس هناك استخدام بريء للكلمات". ويضيف: "سياستنا غير شفافة اجمالاً. كي نفهم ما يحصل نضطر الى تفكيك الرموز والاستنتاج من استخدامها او عدم استخدامها او وتيرة الاستخدام لفهم المناخ السياسي على مستوى السلطة: الاجتهادات والخلافات والتوافقات".
لكن رئيس تحرير صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم الدكتور مهدي دخل الله يميز بين "نص حزبي ونص سياسي" وينفي وجود "توجيهات سياسية" حول كيفية التعاطي اليومي مع الاخبار لان الامر حسم لدى اختيار رئيس التحرير اذ ان ذلك يجري "على اساس الثقافة السياسية (لرئيس التحرير المرشح) والبنية العقائدية والسياسية والتزام النهج السوري ثم قناعاته الشخصية ومتابعته الاوضاع".
ويقول رئيس تحرير جريدة "تشرين" خلف الجراد: "لا اميل الى نشر جميع الاخبار الرسمية المحلية لتكون في الصفحة الاولى. الحدث هو الذي يقرر ذلك وليس الشخص".
ويقول المدير السابق لسانا والذي كان في منصبه لدى انتخاب الدكتور بشار الاسد رئيساً منتصف عام 2000, ان الرئيس الاسد "لا تروق له مصطلحات التفخيم, بل لغة واقعية متجددة تتناسب مع التجدد في المرحلة السورية بعيداً من المبالغات التي درج عدد من الصحافيين السوريين استخدامها في مرحلة من المراحل".
اما الواقع والمعطيات فيعبّران ان الاعلام السوري قادر على النهوض والارتقاء واحتلال مكانا جيدا بكوادره الحالية مع ازدياد مساحة الحرية التي نتنفس اولى نسائمها حاليا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش