الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سنتغير طواعية أم ؟!!

سميه عريشه

2004 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


للأسف هذه هي الحقيقة أبدا لا نتغير من تلقاء أنفسنا تلبية لاحتياجات إنسانيتنا أو احتياجات تطورنا على مستوي الوطن أو المواطن، ونعيش جميعا في شخصيات مخادعة ومخدوعة رغما عنا، وبرغبتنا نعيش كجلاد وكضحايا في ذات الوقت، فمن المعروف طبيا أن الاستمتاع بالتعذيب من الغير أو للغير كلاهما مرضي وممارسهما مريض وجب على المحيطين به المبادرة بإقناعه بالبدء في العلاج وإن راوغ أو رفض تحت أية مسميات فارغة فعليهم إجباره علي العلاج لأن حالة المرض تتطور وتستفحل ، وتدخل في دائرة الخطر لذاته ، ولذوات الآخرين ، وهذا هو - من وجهة نظري - التوصيف الدقيق لما حدث ويحدث ، فالمرض كما يصيب الفرد يصيب الجماعة ، بل يمكن أن يصيب شعباً كاملاً أو حتى شعوباً تجمعها ذات الظروف المولدة لتلك الحالات المرضية ، وتلك الظروف في حال الشعوب والمجتمعات هي (انعدام العدل والديمقراطية) يصبح الجميع مخدوعاً ومخادعاً وكاذباً على النفس ، وعلى الغير وباحثا دوما عن شماعات قديمة للمجد لزوم التباهي مثل أجدادنا وحضارة السبعة آلاف عام . وتأرجحنا بين تسمياتهم بأجدادنا الفراعنة العظماء ، أو الفراعنة الكفار ، طبقاً لمنظور بعض رجال الدين !!
لا أحد يجرؤ على قراءة الواقع كما هو ليس عن جهل ولكن عن خوف ومرض ، تربينا عليه رغم أنه يعذبنا وقراءته هي الخطوة الأولي في طريق تغييره ، ولكن لكي تتأتى لنا القدرة علي أن نبدأ في قراءة الواقع ، لابد من نبدأ مع أنفسنا ، نربيها على عدم الخوف من التغيير ولأن المهيمنين العرب مرتاحون لمرضنا ، وتذبذبنا ، وتناقضنا ، وجهلنا المفروض علينا والمختار منا -في ذات الوقت- لأنه حالنا ومرضنا هذا هو صمام الأمان لاستمرار ديكتاتوريتهم في سلبنا ،ونهبنا، وقهرنا، فأبدا لن يشرعون من تلقاء أنفسهم في فتح باب الخروج من الأزمة والبدء في العلاج الذي كما قلت في حال المجتمعات هو (العدل والديمقراطية) ، يخلقان فردا يحترم نفسه ويحترم الآخرين، وبالتالي مجتمع ينمو إنسانياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً لأنه- بذلك- يحقق احتياجات الفرد فيه ، وبالتالي سيحترم حقوق الشعوب في المجتمعات الأخرى ، سواء كانوا من نفس عرقهم ، أو مختلفون ، ويصبح عقل الفرد وعقل المجتمع قادراً علي الفهم والتفاهم ، والتطور، والتطوير، وهذا هو ما يسمي عالميا بحقوق الإنسان داخل المجتمع الواحد أو داخل العالم كله . وهي قيم سبقنا العالم المتحضر في تطبيقها ، بينما اكتفينا –نحن- بالتقوقع علي ذواتنا فاردين اشواكنا كالقنافذ لكل من يحاول أن يلفت نظرنا، أو يقول لنا/ ويبصرنا أننا تخلفنا كثيراً .. كثيراً . مما جعلنا حالة مرضية خطرة للفرد في داخل مجتمعاتنا ، وللإنسانية في المجتمعات الأخرى، حيث أفرزت تجربة عروبتنا -منذ أكثر من نصف قرن- معني في قيادة المجتمع ، قادتنا إلى فشل ذريع علي كل المستويات الإنسانية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية ولأن بعض إدارات تلك المجتمعات فضلت أن تدافع عن بقائها بنشر الخوف والتخلف والمرض الاجتماعي ،وسلحت نفسها بأسلحة خطيرة، لفرض بقاء الحال علي ما هو عليه، كما في حالة صدام فإنه وجب علي أولي الأمر في المجتمع الأقرب علي فرض العلاج بعدما تعذر إقناع المريض بضرورة البدء في العلاج .

ولأننا لم نتدرب حكاماً وشعوباً علي ترويض النفس علي التعلم من أخطائنا، واخطاء الغير وأيضا نجاحات الغير فإن حكامنا الفاشلين في إدارة المجتمع والإنسان حتى الآن ، لا يتوقفون لحظة عن أساليبهم العقيمة السابقة ، في الهاء الناس ، وتشتيت طاقاتهم بالانغماس في قضايا الإنسان في شعوبهم حتى أن الحكومات وجمعيات حقوق الإنسان تتحدث ليل نهار في غضب وحماس وهتاف عن حقوق الشعوب المجاورة ، ولا أحد يتحدث عن حقه وحق شعبه في ذات الحقوق ، وهي ذاتها القدرة والحيلة لدي المريض الذي يتعب والذي يتعذب في القدرة علي الهروب من مواجهة الأمر الواقع كشرط لبداية التغيير ذاتيا .. وهو ما سيعرض علينا من الخارج ما لم نفق جميعا ، ونبدأ في تغيير أنفسنا، بانتهاج الديمقراطية الحقيقية المتعارف عليها في العالم وليست الخارجة من مجالس تزييف المصطلحات والمفاهيم، ولن يجدي ولن يخدع العالم محاولات أو حتى استمرار ترديدنا لشعارات الديمقراطية بينما نطبق العكس . لن يجدي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو