الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطفل والعادات المكتسبة من الأسرة

سليم محسن نجم العبوده

2009 / 2 / 1
حقوق الاطفال والشبيبة


أذا ما وضعنا الأمور الغريزية جانبا فان الإنسان يعتمد بشكل كبير جدا على ما يكتسبه من مهارات مختلفة تساعده في مواجهة الحياة المستمرة في تعقيداتها وعلى الرغم من ذلك فان الإنسان يستمر بعملية اكتساب المهارات منذ أول لحضه لولادته وحتى أخر لحضه عند مماته فان الإنسان حتى في لحضه الموت يتعلم كيفية تحقيق الموت ذاته .
ولا نريد الدخول في تفاصيل معقدة ألا أن الموضوع الذي تناولناه هوا محدد بشكل كبير أي أننا سوف نتكلم عن التأثير الأسري على نشأة الأطفال وبالتالي نوعية الإنتاج الاجتماعي لتلك الاسره هل هي ايجابيه أم سلبية وعلى هذا الأساس اعتمدنا الحديث في هذا المقال المستعجل المختصر .
اثبت العلم الحديث الذي يهتم بتنشئة الأطفال أن الصغار الرضع يعتادون بعض المهارات التي تسهل عليهم التواصل مع المحيط ومن تلك المهارات التي يكتسبها الرضع هي اعتياد رائحة الأم كوسيلة للتعرف عليها أي أن الرضيع من الممكن أن يتعرف على المحيط الأكثر أمنا له أي أحضان أمه عن طريق الرائحة وبعد التدرج في النمو تجد أن المهارات البصرية تكون أكثر قدرة على التعرف على المحيط ومن ثم قدرات اللمس أي استخدام الأيدي للتعرف على المجاور المجهول . ولا يعني ذلك أن الأطفال الرضع لا يستخدمون حواسهم بشكل كامل لكنهم يستخدمونها تباعا وبنسب مختلفة وبحسب التطور الدماغي لهم .
أن من لأمور التي يتعلمها الرضيع غريزيا هي الرضاعة والبكاء والفرح والحزن بل أن اغلب المهارات المكتسبة غريزيا هي معنوية لها علاقة بالمشاعر والأحاسيس . والتي تكون أحيانا في أوجها في مراحل معينه من عمر الرضيع .
لكن ما الذي يمكن على الرضيع ان يكتسبه من كنف عائلته يحصل الطفل على الصفات المكتسبة وغالبا ما تكون أخلاقية ومزاجية مثل أن يكون عطوفا أو محبا متعاونا ورقيقا متسامحا أو متعصبا مرنا أو صلبا عنيف أو غير عنيف . وكثير من هذه الصفات ممكن للطفل أن يحصل عليها من خلال الاحتكاك والمشاهدة التي تحصل داخل أسرة الطفل وبالتالي تتحول الى شكل من أشكال التغذية المعلوماتية التي تعمل على ترتيب المنهجية الفكرية التي تحدد شخصية الطفل من المراحل الأولى وحتى مراحل متقدمة من النضوج فتصبح تلك المكتسبات بديهيات وثوابت يصاغ عليها تعلم أي مهار من الممكن ان يحصل عليها في المستقبل .
وهذا يعني أن الطفل الرضيع و بمراحله النضجية وبتقدم العمر حتى مرحلة الشيخوخة والموت يكتسب من عائلته ومحيطة تلك المهارات سواء كانت جيده او غير جيدة ألا أن الفرق الوحيد في الاكتساب خلال المراحل العمرية هي ان الأطفال يكونون أشبة بالشريحة الالكترونية (فلاش) تتغذى وتكتسب ما يضاف إليها بسهولة ويسر بينما البالغ فأنة أشبة ما يكون ببرنامج معين متكامل لا يقبل أي مهارة جديدة او إضافة عليه ألا من خلال ضوابط معينة .
الأطفال يشاهدون عوائلهم الأب الأم الاخوه الجدة وربما بعض الأقارب في داخل المنزل سواء المترددين او القاطنين . يقومون بتصرفات مختلفة أمام الأطفال سواء كانت سلبيه او ايجابية الا أنها عند الأطفال في فترات معينه لا تخضع الى فلتره من هذا النوع ولذلك فهي بديهية مقبولة والسبب في ذلك هوا قلة المكتسب وبالتالي المهارة القادرة على تحديد كل ذلك .
و سوف لا ندخل بمزيد من الأمثلة و أنما سنقتصر على المثل ألا عند الناشئة ألا وهما الأب وإلام . أذا كان الأب يتعامل مع الأم بعطف وحنان واحترام متبادل ويقوم باستشارتها بصوره دائمة فان هذا سيولد ذات المهارات إلى الابن الذكر وكذلك تكون ذات المهارات للبنت أي أنها الأطفال يكتسبون مهارات التعامل المبني على احترام الأخر وعدم مصادرة راية .
لكن في حالة ان العائلة غير متفاهمة ولا نريد أن نقول أنها مفككة لكن عدم استقرارالى حد معين . كان يكون الأب يستخدم العنف الموجه المباشر على الأم أمام الأطفال كان يقوم بضرب الأم او شتمها او تحقيرها أو مصادرة رأيها وحقوقها إذلالها و يستخدم الكثير من الأساليب العنفية تجاه الأم ..السؤال .. ماذا سيولد ذلك .؟
سيولد الأتي ان الأطفال سيكتسبون المهارات الاتيه : البنت يصبح لها ألقدره والقابلية على ان تهان فهي فهمت ضمنا ان المرأة يجب ان تهان وان تكون خاضعة وهذا ليس اكتشاف لأنها شاهدت أمها على هذه السلبية لذلك اكتسبت مهارات أمها بالخنوع والخضوع والقبول بالاهانة والإذلال ومصادرة الحقوق أي القبول بمبدأ المظلوم أو الأضعف الغير قادر على حماية نفسه لذلك فأن اسلم الطرق للبقاء داخل السرب هوا الاستسلام والتحمل .
أما بالنسبة للأطفال الذكور : فان مشاهدة العنف الذي يقوم به الأب تجاه أمه سيولد مهارات جديدة ستكون جزء من شخصياتهم مثل انه تعلم ضمنا ان الرجل هوا المسيطر سيد يجب أن يطاع لا حدود إلى صلاحياته الاسريه و لذلك فانه سيمارس الفعل العنيف تجاه زوجته وبالتالي تطبيق كل ما شاهدة في حياته من تعسف واقع على المرأة على النساء خاصته وهوا سيقوم بهذا الفعل دون قصد وإنما أشبه ما تكون المسألة بتطبيق عادة معينه .
أن اكتساب مهارات سلبية لكلا الجنسين فيما يخص الأطفال سيؤثر على واقعهم ومستقبلهم بصوره مباشره والسبب في ذلك هوا ان (( الإنسان سجين مهاراته التي اكتسبها )) فملامح شخصية من هذا النوع لا يمكن ان تكون فعالة في المجتمع وإنما من الممكن أن تكون مهزومة من الداخل وبالتالي ستكون انطوائية وهذه الانطوائية ستكون نابعة لسببين أولهما ان المهزوم الخانع وغالبا ما تكون الأنثى سوف تحاول تجنب المجتمع حذا الاحتكاك واحتمال التعرض للعنف المبرر او الغير مبرر ولذلك تجد انه من الأسلم هوا الابتعاد والانطواء .
أما الجانب الأخر أي من تحول إلى إنسان عدواني فهوا من الممكن ان يكون انطوائيا أما بسبب نفور المجتمع منه لما يمتلكه من غلظه او الابتعاد عن المجتمع خوفا من الأقوى الذي يمكن يقلل من قيمته أمام نفسه .
وفي كل الحالات فان التأثير الأسري على نشأة الأطفال مهمة جدا في صياغة الشخصية وتحديد ملامحها والركائز التي تبني الكيان الإنساني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات | طرد جندي إسرائيلي شارك في حرب غزة من اعتصام تضامني ب


.. مع مطالبات الجيش الإسرائيلي سكاناً في رفح بالتوجه إليها. منط




.. لبنان: موجة -عنصرية- ضد اللاجئين السوريين • فرانس 24


.. أزمة المهاجرين في تونس.. بين مخاوف التوطين واحترام حقوق الإن




.. استمرار الاحتجاجات في جامعات أميركية عدة رغم اعتقال المئات م