الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقابلة مع نادية محمود- عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي حول الانتخابات و مشاركة المرأة

نادية محمود

2009 / 2 / 1
مقابلات و حوارات


الى الامام: هناك دعوات عدة من قبل الاطراف البرجوازية القومية و حتى الاسلامية في العراق لمشاركة المرأة كمرشحة في الانتخابات سواء كان في مجالس المحافظات او الانتخابات البرلمانية. ما المقصود من وراء هذه الدعوات من قبل تلك القوى التي أعلنت جهادها ضد المرأة سواء كان من خلال الاقرار على القوانين الرجعية ضد المرأة او من خلال الممارسات اليومية او فرض انواع التقاليد الرجعية على المجتمع؟!

نادية محمود: المقصود هو تجميل " الصورة الديمقراطية" للبرلمان العراقي. المقصود هو ذر الرماد في العيون عن رؤية الحقيقة المخجلة و المتوقعة من ذلك البرلمان الذي تشكل الاحزاب الاسلامية جزءه الاكبر،و الاحزاب القومية جزءه الثاني. دعوة النساء للمشاركة في البرلمان هو للتظاهر اذا ما تحدث احدا عن عدم تمثيل النساء في البرلمان، سيرفع بوجههم اسماء فلانة و فلانة من عضوات البرلمان،و كأنهن يمثلن النساء. ان تلك الاحزاب بدأت عملية تصفيتها لحقوق المرأة منذ اللحظة الاولى لاستتاب الوضع لها. و قد اظهروا للمجتمع برمته مدى عدائهم للمرأة، و قد اثاروا سخط الناس عليهم. العائلة العراقية، تريد التعليم لبناتها، و تريد من بناتها الانخراط في العمل، و لطالما ساندت الاسر العراقية بناتهم، و اخواتهم في تحقيق تطلعاتهن المهنية و الشخصية، لم يشكل لديهم الحجاب قضية تذكر، و لا تقتل الاسر بناتها اذا ما كان لديهن علاقات عاطفية. لكن منذ وصول هذه الاحزاب التي تدعي اليوم النساء للمشاركة في الانتخابات لحد اليوم، جعلوا من قتل النساء اسهل من شرب الماء، جعلوا من عقلية قتل النساء لاتفه الاسباب عقلية سائدة في المجتمع. ان ايديهم ملطخة بدماء النساء، فعن اية مشاركة برلمانية للنساء يريدون؟ يدعون النساء للمشاركة في البرلمان من اجل ان يتظاهروا بان البرلمان العراقي يضم النساء و الرجال سواء بسواء. و الحال البرلمان العراقي، لا يضم النساء و الرجال سواء بسواء. البرلمان العراقي برلمان رجولي مقيت ، تسوده العقلية الذكورية التمييزية ضد المرأة، سواء كانت هنالك نساء ام لم تكن. كل تلك الدعوات للمرأة لمشاركة المرأة، لا تمت بصلة لا من قريب و لا من بعيد بموضوع احترام المرأة و حقوقها. لا دستور الدولة، و لا الاحزاب الموجودة في الحكومة و البرلمان، و لا ميلشياتهم، و لا حتى اعضائهم من النساء يحترمن حقوق المرأة. لقد خرجت عضوات البرلمان الممثلات لاحزابهن الاسلامية، ليرفعن شعارات " لا لمساواة المرأة". ليست هنالك عضوات برلمان في اي مكان بالعالم تتظاهر للدفاع عن عبودية النساء، الا عضوات البرلمان العراقي، و كن يواجهن النساء و مظماتهن النسوية في شوارع بغداد، اللواتي تظاهرن مطالبات بالغاء الدستور، و الغاء مشروع 137 قبلها. ان الجواب الوحيد الذي يمكن ان تجيب فيه نساء العراق على دعوات كهذه هو اولا احترموا النساء، ازيلوا كل تلك القوانين و ذلك الدستور الذي ينضح بكل ما هو رجعي و معادي للمرأة، قبل ان تتحدثوا عن مشاركة النساء، عيشوا في هذا العصر اولا و ليس في عصر الكهوف، ثم تعالوا لنتحدث عن المشاركة السياسية للمرأة. على النساء ان ترفع شعار لا للانتخابات، و ان تقاطعها، و اذا سأل احد لماذا، نقول له. لان اولئك الداعين الى مشاركة النساء في الانتخابات، ايديهم ملطخة بدماء النساء، و يجب تقديمهم الى محاكمة، لا ان يدعونا الى مشاركة سياسية في الانتخابات. ان جرائمهم يندى لها الجبين. على النساء ان يستجمعن قواهن، لا لهذا البرلمان، و لا لحكومة السلب و النهب، و لا لهذا الدستور الرجعي، و لا نريد دعوتهم لنا. ليست دعوتهم مرفوضة فقط، بل هم مرفوضين جملة و تفصيلا. و ليشكروا اولياء نعمتهم من المحتلين و يقبلوا ايديهم بعد كل تلاوة صلاة او حتى قبلها الذين مكنوهم من الجلوس في البرلمان و " توجيه" الدعوات لنا.





الى الامام: هل ترون ان وجود المرأة في المجالس المحلية او في البرلمان او حتى في مناصب الوزراية او حتى السيادية، تدل على تقدم ما او تحسن ما في وضع المرأة الاجتماعي في العراق وفي ظل الاوضاع السياسية الراهنة؟!





نادية محمود: ان العبرة الحقيقية هي ليست في تواجد المرأة فقط. ماهو دور المرأة في هذه الاماكن؟ ماذا تستطيع ان تفعل هناك؟ و حين نقول ان و جود الممثلين من النساء، نفترض ان الحديث يدور في جانب منه عن الدفاع عن قضية الجندر، عن مسالة المساواة بين المرأة و الرجل. فهل اشتراك المرأة يحمل هذا الجانب؟ هل يعني انتخاب النساء في المجالس المحلية انه سيسمع صوت النساء بصوت اعلى و اوضح؟ هل يعني ان تدفع مطاليب و حقوق للنساء للامام؟ هل يعني ان ممثلات الحركة النسوية سيكون لهن صوتا و قرارا في قيادة المجتمع؟ هل يعني ذلك، فرصا افضل للعمل و التعلم للنساء، هل يعني احقاق حقوقا افضل للنساء؟ هل يعني ازالة القوانين التمييزية التي تمارس ضد النساء؟ هل يعني الغاء القوانين القروسطية من النساء؟ الجواب بالتاكيد هو لا على كل تلك الاسئلة. لقد رأينا في افغانستان قبل العراق، كيف اريد دفع النساء الى المجالس المحلية و البرلمان، من اجل ان يقال ان هنالك مشاركة للنساء، في الوقت الذي لا تستطع فيه النساء الخروج من المنطقة المحمية العائدة للحكومة. ما ان تخرج حدود تلك المنطقة حتى تقتل. ان وجود المرأة في البرلمان هو وجود شكلي، للتظاهر فقط، لتجميل "الصورة الديمقراطية" في العراق. انت و انا سمعنا العديد من النكات المضحكة و المبكية عن عضوات البرلمان، تلك التي تاتي بزنبيل التسوق الى البرلمان، و تلك التي قيل لها ان ترفع يدها حالما تجد رفاقها في الحزب رفعوا ايديهم، ولا يهم معرفة على ماذا رفعوا ايديهم؟ و اولئك الذين قيل لهن انه سيصبحن عضوات في البرلمان، سيعطين رواتب عالية الا ان عليهن اعادة جزء من رواتبهن الى احزابهن. انت ترى، تقف النساء بملابسهن السوداء مكتفات في البرلمان. هؤلاء النسوة عليهن اولا و قبل كل شيء تحرير انفسهن، الدفاع عن حقوقهن قبل ان يتمكن من ان يحررن احدا او يدافعن عن حقوق احد. هنالك الكثير من النساء الكفؤات اللواتي لا يجدن البرلمان العراقي المكان الذي يمكن ان يتواجدن فيه، و ان يعملن فيه. البرلمان العراقي مرتع للعقليات الرجولية و الذكورية، التي ترى للمرأة كائنا ناقص عقل، تنظر للمرأة باستهانة و بدونية، و بدون ادنى درجة من الاحترام. اية امرأة تتطلع الى ان تكون حرمتها و كيانها الفردي مصانا، ستجد غير قابل للتفكير بالنسبة لها الدخول في هكذا هيئات، هذا بغض النظر عن موقفها السياسي، و ارادتها السياسية، او تقدم مقترحات قرارات الى البرلمان، او تدافع عنها، او ترفع صوتها، او تحاجج او تجادل اذا كانت تحتاج الى الدخول في صراعات سياسية،. ستجد جبلا من القيم و التصورات الرجعية التي تحتاج الى ردم بل الى ثورة، قبل الحديث عن احترامها ككائن مثلها مثلهم. ليس مطلوب من النساء ان يجملن هذه الصورة" الديمقراطية". ان النساء في البرلمان يمثلن احزابهن، و لا يمثلن مطالب بنات جنسهن، او مطالب المجتمع. لان كل تلك العملية" الديمقراطية" لا علاقة لها بمطالب المجتمع، سواء كان المنتخبون رجالا او نساء. ارى على النساء ان يقاطعن الانتخابات لهذه الاسباب. حيث لا الدستور، و لا الاحزاب التي ستنال مقاعدها في البرلمان، و لا هنالك اي تطلع لوضع قضية المرأة على اجندتها، لا من بعيد و لا من قريب. ان دستورا ينص على ان الدين الرسمي للدولة هو الدين الاسلامي، اي حديث يمكن ان يجري في برلمانه عن احترام المرأة و احترام حقوقها؟ التمييز الجنسي ضد النساء مكون و عنصر من العناصر التي تقوم عليها الحكومة و البرلمان، و احزابها الميلشياتية، التي فتحت النار على النساء. يأتون اليوم ليتحدثوا عن مشاركة النساء؟ ان دعوتهم لمشاركة المرأة في البرلمان ليس دليل التقدم في وضع النساء، بل دليل صفاقتهم، اولئك الذي لا يقيمون اعتبار و مكانا للمرأة مثله مثل الرجل، يريدون ان تاتي لتجلس في البرلمان، من اجل استكماله بقطعة ديكور ناقصة. ان هذه لمأساة، و يجب ان تتظافر جهود الرجال والنساء لوضع نهاية لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قصر نظر سياسي
خالد عبد الحميد العاني ( 2009 / 1 / 31 - 22:07 )
السيدة ناديم محمودة
تحياتي
نعم يوجد في البرلمان العراقي نساء يحق لنا أن نفخر بهم أمثال ميسون الدملوجي وصفية السهيل و النساء اممثلين لبعض القوائم العلمانية. إن حديثك عن النساء الموجودات حاليا في البرلمان ربما ينطبق على نساء الأحزاب الأسلامية وليس على الأحزاب الأخرى ولا يجوز التعميم وكلنا يعرف الظروف التي أجريت فيها الأنتخابات قبل ثلاثة سنوات. إن موقفك من مشاركة النساء في الأنتخابات البرلمانية ينم عن قصر نظر سياسي يعاني منه حزبكم فمواقفكم هذه تصب في خدمة البرامج المعادية للمرأة . إن قوائم الحزب الشيوعي العراقي والقوى المؤتلفة معه وكذلك القوائم العلمانية الأخرى تعج بالعديد من العناصر النسائية الكفؤة والتي لو قدر لها الفوز في إنتخابات مجالس المحافظات لأصبح بالأمكان تحقيق مكتسبات لا يستهان بها بالنسبة للمرأة ولأعطت دفعا كبير لها للمساهمة في الأنتخابات التشريعية القادمة لتحقيق مكتسبات ليس للمرأة فقط بل لمجموع الشعب العراقي. إنكم بموقفكم هذا تعزلون أنفسكم ليس عن النساء فقط بل عن عموم الجماهير التي تتطلع للتغير ولا أستغرب إن وجدت أن حزبكم لا يتمتع بأية شعبية وهو حزب نخبوي وبرامجه لا يمت للواقع بصلة فأنتم لا نعرف ماذا تريدون هل مقاومة مسلحة للأحتلال أم مشاركة سياسية تعمل لتغيي


2 - عذرا سيدتي ..انني اناديك من كوكب نبتون
ابراهيم البهرزي ( 2009 / 2 / 1 - 01:27 )
الرفيقة العزيزة نادية
(والرفقة ..لمن يلومون هي طبيعة بشرية لا تستحق التخصيص او التهويل )
تعالوا رجاءا الى العراق (وحماية حياتكم ذمة باعناق هؤلاء العمال الفقراء ..ان كنتم تخشون ما يريبكم )
وانظروا كيف تسود الروح التلقائية الفطرية (الشيوعية ؟ )في محاولة ترتيب اسس بادنى حدود الامكانيات (فكرية كانت ام تنظيمية ) وبعد ذلك علقوا من منافيكم الساحرة على التفاصيل والثغرات والمطالب السحرية الخارقة للطبيعة السكونية البطيئة الاستجابة التي اصيب بها المجتمع العراقي وطبقاته الكادحة بسبب من تتالي اللصوص والعساكر والساسة الاشتراكيين ذوي الياقات البيض والجنسيات المترفة
تعالوا (بس تعالو ا.......)
لانه من المستحيل ان توجهوا سهام النقد وان كانت صائبة المرمى على اناس يعيشون في مرمى السهام
محبتي لك ان تفهمت مقاصدي او اسات الظنون بها

ابراهيم


3 - التفاعل العملي مع الواقع
ناصر عجمايا ( 2009 / 2 / 1 - 13:27 )
الأخت العزيزة نادية .. تحياتي
من السهولة هدم اي شيء .. لكن من الصعوبة جدا اعادة البناء
انت محقة حول النساء المشاركات في البرلمان من الاحزاب الاسلامية وحتى القومية منها , وهدر دم النساء قائم في عراق اليوم . والدستور فيه نواقص وتناقضات كثيرة , خاصة دين الدولة الرسمي الاسلام وسن قوانين لا تتناقض مع الاسلام , كما لاتتناقض مع البناء الديمقراطي , وهذا تناقض صارخ لا محال. ولكن هذا هو الواقع وهذه هي الافرازات ما بعد التغيير في ظل الاحتلال.
العراق هدم بالكامل من كل النواحي بسبب الحصار الظالم والطويل جورا ,كما الحروب اللاحقة والمتكررة وآخرها الاحتلال المقيت.
ولكن مالعمل؟؟؟؟!!! وكيف يجب التعامل مع الحدث والوضع القائم الذي ذكرتيه انت وسبقني الاخوة المعلقين اعلاه.
تلك هي المصيبة ان تدري... وان لم تدري فالمصيبة اعظم
هذا هو واقع حال
كيف يجب ان نخرج منه بنجاح , ؟؟؟ هل ننتظر التغيير من عالم آخر؟ ام من كوكب ثاني؟؟
باعتقادي يجب علينا ان نتعامل مع الواقع بدراية تامة وفطنة وذكاء خارق وتفاعل منطقي مع الحدث والمستجدات والتغييرات الطارئة ونستغلها لصالح شعبنا , والعلم الماركسي لابد ان نسترشد به في دراسة كل حدث وتغيير ووضع العلاج المناسب للداء , ولا نترك الداء يستشري وينتشر في جسمنا دو


4 - التحليق بعيدا عن الواقع
احمد المهاجر ( 2009 / 2 / 1 - 13:39 )
عزيزتي نادية تحياتي الكم ، بس هم انصح ان تمشون على الارض وان تكفوا عن التحليق عاليا فوق الواقع ،


5 - شمعة
اسماعيل ميرشم ( 2009 / 2 / 1 - 15:05 )
ان نشعل شمعة ولو واحدة في الظلام خير من ان نبقى طول عمرنا نلعن الظلام
تحياتي


6 - بدون وعي
هاشم نادر ( 2009 / 2 / 1 - 15:13 )
لقد كنتي من الاوائل الذين ظهرن على شاشات الفضائيات وساهمتي بدون وعي منك في ابعاد مشاركتهن ولعدم وعيك في طرح بعض الافكار السابقة لاوانها ،نضريا هناك الكثير من يشاركك الرأي . كيف وصلتي الى هذا المستوى في الحزب .لا استغرب فقد كنت اعمل في القيادة المركزية سابقاً وتعرفت هناك على بعض قادتها كان فيهم من الابطال ،ومن لايستحقوحتى درج العضوية.

اخر الافلام

.. بين بزشكيان وجليلي.. من الأوفر حظًا لقيادة إيران؟


.. منتخب سويسرا يجرد إيطاليا من اللقب ويقصيها من الدور ثمن النه




.. بدء التصويت في الانتخابات التشريعية الفرنسية | #عاجل


.. الدعم السريع: حررنا الفرقة 17 مشاة من مقاتلي البرهان في سنجة




.. حلف النيتو يفرض عقوبات ضد الصين على خلفية دعمها لموسكو