الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة الظل

عمر الفاتحي

2009 / 2 / 1
كتابات ساخرة


كلما إقتربت الانتخابات التشريعية في البلدان الديمقراطية – دول الاتحاد الأوروبي كنوذج- إلا ويجري الحديث في وسائل الاعلام ، عن حكومة الظل بالنسبة للأحزاب
التي تملك حظوظا قوية في الحصول على الأغلبية التي تمكنها من تشكيل حكومة .
وحسب إعتقادي المتواضع ، فإنها تعني وبكل بساطة ، أن أحزاب المعارضة تهيئ
نفسها قبل خوض غمار الانتخابات التشريعية وتقترح عبر أجهزتها التنفيذية الحزبية
بتشكيل حكومة في الظل ، تكون جاهزة لتولي تدبير الشأن الحكومي ، بعد نجاحها
في الانتخابات وحصولها على الأغلبية .
حكومة الظل ً هذه المتعارف عليها أوروبيا ، لم أجد أثرا لها في عالمنا العربي حتى بالنسبة للدول ، التي تعرف نوعا من التعددية السياسية وعلى علاتها!
حكومة الظل، لاوجود لها ، في نظام الخزب الوحيد المحتكر للسلطة بكل تلاوينها !
طبيعة هذا النظام يتنافى مع إنتخابات ديمقراطية ونزيهة ، وحتى وإن جرت هذه
الانتخابات ، فإنها تبقى شكلية الغاية منها تكريس ما هو قائم .فالحقائب الوزارية
تبقى حكرا على أعضاء المكاتب السياسي أو الأمانة العامة ، مع نوع من الانفتاح
ً الحكوميً على أطر ونخب بيرواقراطية قريبة من الحزب الحاكم أو متعاطف معه!
بالنسبة للأنظمة العربية ، التي تعرف نوعا من التعددية السياسية والتي تعتبر نفسها
ديمقراطية وتأخد شكلا من أشكال التداول على السلطة وتدبير الشأن العام ، لامجال
للحديث عن ً حكومة الظل ً ، وفي هذا السياق نأخد المغرب كنموذج ، فالأحزاب
السياسية المغربية ، آخر ما تفكر فيه هو تهيئة حكومة ظل تحسبا لحصولها على الأغلبية التي تمكنها من تشكيل حكومة ، رغم أنه لاحزب سياسي في المغرب
حصل في يوم من الأيام على أغلبية !
تجري الانتخابات التشريعية وً تفرزً صناديق الاقتراع عن أغلبية ، فتبدأ المشاروات
لتشكيل حكومة ، الحزب الحاصل على ً الأغلبيةً ، يقدم ثلاث مرشحين لكل وزارة ، لكن الحسم في إسم الوزير لهذا المنصب أوذاك ، تحكمه إعتبارات أخرى منصوص عليه بالفصل 19 من الدستور المغربي ، وإذا تعذر إختيار وزير من من الأغلبية نبحث عنه من خارج الأغلبية ، إما كمستقل أو ًنمنحهً عضوية الحزب الحاصل
على الأغلبية ، حتى يشارك في الحكومة !
ما هو متعارف عليه لذى كل الفاعلين السياسيين والاعلاميين في المغرب ، ان إسناد
حقيبة وزارية لفلان أو فلان ، تحكمه إعتبارات أخرى لاعلاقة لها بنتائج الاقتراع
كما أنه ليس بالضرورة ، أن يكون الوزير المعين على دراية بطبيعة عمل وزارته .يصدر بلاغ رسمي في الموضوع للاعلان عن إسم الوزير الأول وأعضاء الحكومة
وسيرهم الذاتية : فلان محام أسندت له وزارة الفلاحة والصيد البحري ،وفلان رجل أعمال ، أسندت له وزارة الصحة ........ إلى آخره .
فقد يقول البعض أن منصب الوزير هو منصب سياسي ، وأن مهمته الأساسية
هي السهر على تنفيذ البرنامج الحكومي ،وليس بالضرورة أن يكون ملما بطبيعة
عمل وزارته ، ولكن هدا الطرح يصعب إقناع الراي العام به !
تجري حفلات تسيلم السلط بين الوزارء القدامي والوزراء الجدد ، يحل الوزير الجديد بمكتبه وهو يجهل أي شيء عن وزارته ، لكن مع الأيام يكتشف أن له طاقم
تقني وإداري هو المدبر والمسير الحقيقة لهذه الوزارة ، وأن مهامه الحقيقية ، تقتصرعلى المشاركة في الاجتماعات الحكومية والتوقيع على هذا المرسوم الوزاري
أو ذاك ، أو تمثيل المغرب في الخارج ، وفي أقصى الأحوال تدشين مشروع ما يتعلق بوزارته !
غياب حكوم الظل ً المغرب ً كنموذج ً ، لدى الأحزاب السياسيية المغربية ن وبغض النظر ، عن حجمها السياسي في المغرب ، خاصة الأحزاب التي تشارك في الحكومة حاليا أو التي شاركت في الحكومات السابقة، كان السبب الرئيسي في الانشقاقات التي تعرفها بعض الأحزاب المغربية ، وكذلك ما تعرفه بعض المكاتب السياسية
والأمانات العامة من صراعات داخلية ، لان هذه الهيئات الحزبية تعتبر ً المدخل الطبيعي ً للاستوزار في المغرب!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنا والست والجيران?? علاقة ممتعة بين مزاج صلاح عبدالله وصوت


.. كل الزوايا - الفنان أيمن الشيوي مدير المسرح القومي يوضح استع




.. كل الزوايا - هل الاقبال على المسرح بيكون كبير ولا متوسط؟ الف


.. كل الزوايا - بأسعار رمزية .. سينما الشعب تعرض 4 أفلام في موس




.. رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة يوضح الاستعدادات لعرض افلام