الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردوغان وبيريز : من اي زاوية يجب ان ننظر للمشهد

حسام مطلق

2009 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


بالنسبة لي سوف انظر للحادثة من زاوية اخرى, من زاوية العلاقة بين الفرد والمجتمع. السيد اردوغان واحد من اكثر الشخصيات كاريزمية في تاريخ الحضارة الشرقية الحديث. فهو لايقل كاريزمية عن مؤسس الجمهورية التركية كمال اتاتورك ولا عن مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية الخميني بل هو يتجاوز الراحل عبد الناصر فذاك كان دوغمائي فيما اردوغان عقائدي. لست هنا اقيم السيد اردوغان ولكنني الفت النظر الى دور المنظومة القيمية في تشكل وعي الفرد وطمسها لملكاته بغض النظر عن مدى الامتداد الذي قد يمضي به. المجتمعات التوحيدية تخضع للتراتبية, اساسها, تراتبية العقيدة : الله – الملائكة – الانبياء – رجال الدين – المؤمنون. وضمن حلقة المؤمنون هناك : الاب – الاخ الاكبر – الام – الجد – المدرس – كبير الحارة – كبير العائلة الاوسع وهكذا, وهو ما يستتبع لاحقا الخضوع لرئيس المخفر والمدير المباشر والمدير العام وسواهم. لاحظوا كيف بدأ السيد اردوغان رده لبيريس : انت أكبر مني سنا. الرجل اصبح رئيسا لوزراء اكبر دولة في الحضارة الشرقية وواحدة من اكبر القوميات وتجاوز سنوات في عقده السادس ومازال يخاطب رئيس دولة اخرى ضمن مصطلح " اكبر مني سنا " في الحضارة الغربية ينادى المراهق الذي بلغ 14 او 15 سنة " مستر فلان " والمراهق بدوره ينادي الاخرين : سيد فلان, كلمة " عمو " لا تقال على الاطلاق الا للعم بالدم, وحتى هذه قد تسقط في بعض المجتمعات مع تقدم العمر. هناك الفرد غير معني بتقديم تفسيرات عن لهجته وعن دوافعه, فالاساس هل الكلام منطقي ام لا, ولكن في شرقنا حتى رئيس وزراء تركيا عليه ان يبرر لماذا يخاطب رجل اكبر سنا بحدة. ارجو ايضا الا تفوتوا من الصورة رؤيا السيد عمر موسى وهو يقف استجابة لوقوف السيد اردوغان ثم يجلس استجابة لاشارة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. كلمة واحدة ايها السادة : بغض النظر عما يبلغه الفرد في مشواره الذاتي لن يكون بامكاننا ان نبني مجتمعاتنا على القوة والحصانة ما لم نحرر الفرد من المشيمة. المطلوب قطع الحبل السري بين الرجل والاسرة الوالدة ثم بين الاسرة الوالدة والاسرة الاكبر, وبين كل اشكال التراتبيات التي اشرت اليها اعلاه, واعادة العلاقة بينها على اساس الحدود الشخصية لا على التجاوز والتبعية, بغير ذلك فحتى اردوغان يعتذر قبل ان يدافع وحتى عمر موسى يرتبك هل يبقى ام ينسحب.
أختم بما قاله عالم النفس والإجتماع الفرنسي " كورنيليوس كاستورياديب " أورده في كتابه " مفترقات طرق المتاهة : مشروع ووضوح " الإقتباس يقول " المعلم لا وجود له, من يتبعه ليس سوى رجل فاقد للشخصية. الوهم القائل أن هناك من هو من لحم ودم يؤدي دور المعلم هو ببساطة يعني ان يظل المرء مستعبدا لشخص لا يفعل شيئا سوى احتقار قدراتك على الاستقلال










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المستعبدون
alosy79 ( 2009 / 1 / 31 - 23:50 )
يعني كلماقرينا مقال جديدعم يصير عنا احباط من الناس اللي حوليناشلون بفكروا للاسف هي الحقيقة شوبدنا نحكي شي بعقد وشكرا.

اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو