الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوباما .... وما توعدون

اديب طالب

2009 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


ثمة كتلة بشرية شرق اوسطية ، تتجاوز النصف مليار انسان ، كتلة صامتة ان حكت فبالقلب ، خائفة من الازمنة الثلاثة ، متعلقة بحبال الرجاء الالهي والتي يمسك بخيوطها الاستبداد " الديني " ، بعيدا عن قيم الاديان السامية ، متعلقة بحبال الهواء المسيطر عليه بالقهر والغلبة من قبل الاستبداد السياسي .
هذه الكتلة تطرح بوعيها ولاوعيها وعبر الرجاء والهواء سؤالا مهما :
بماذا يعد باراك حسين اوباما ، رئيس أعظم دولة في العالم راهنا ورئيس اعظم امبراطورية في التاريخ ، شاء المحبون ام كره الكارهون ؟ بم يعد هو وامته الامريكية ؟
ثمة تفاؤل حذر حول انفراجات اقليمية ودولية على ضوء السياسات المعلنة لاوباما . هذا التفاؤل ، فيه الذاتي وفيه الموضوعي وفيه الترقب والتتبع وفيه القراءة الهادئة لما ستفعله تلك السياسات وعبر الدوائر الايرانية والاسرائيلية والتركية والخليجية .

اذا كان الرجل رجل التغيير ، واذا كنا رجال الثبات والرباط والجهاد ، كيف سيغير ؟
لنبدأ بالدائرة الخليجية :

السفير السعودي السابق في واشنطن الأمير تركي الفيصل كتب مقالاً في صحيفة «فايننشال تايمز»، بعنوان «صبر السعودية بدأ ينفد»،. حذّر الأمير واشنطن من ان استمرار دعمها لسياسية اسرائيل سيهدد العلاقات الاستراتيجية بين بلاده وواشنطن ، الملك عبدالله بن عبدالعزيز امام قمة الكويت: المبادرة العربية لن تبقى طويلاً على الطاولة
السعودية زعيمة الاعتدال في المنطقة،وخيار السلام امر استراتيجي عندها ولكن الصير قد ينفذ ! ولا بد لاوباما ان يضيق على اسرائيل خيارات الفوضى وعدم الاسنقرارالتي ترتاح لها مرة وتساهم في
صنعها مرات في كل الشرق الاوسط ، هذا فضلا عن عدائها الاستراتيجي للسلام . وماذا قدمت ايجابا للرئيس الفلسطيني ابو مازن غير توسع الاستيطان وابقاء اكثر من 11 الف اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية واغلبهم من فتح ؟؟ !!
منذ انطلاق العملية السلمية في مدريد ، هل سيتمكن الخليجيون والفلسطينيون والعرب من ملاقاة الاميركي الجديدو موفده السيد ميتشل"ليس هناك مشكلة غير قابلة للحل "
اوباما يؤكدلعباس العمل معه،كشركاء، هدف قيام سلام دائم» وهذا ما رفع المعنويات في العالمين العربي والاسلامي . الى اي مدى سيترجم هذا التأكيد على الارض ؟ وطالما ان الفلسطينيين عاجزون عن حل الخيارات المتناقضة بين حماس وفتح فان الشريك اوباما لن يقدر على شيىء .

اما الدائرة التركية الحليفة لاوباما وليفني والصديق للاسد ومعها الدائرة الاسرائيلية :

اردوغان.." يجب على حماس ان تكون لاعبا سياسيا وجزءا من مسار التنافس الديموقراطي المتحضر مع بقية الاحزاب السياسية الفلسطينية الاخرى"" دون شك قد تكون حماس اخطأت ، يقصد اطلاق الصواريخ ".

هل ستقدر السياسات الأوبامية الحديثة حدا ان تقنع اسرائيل ولو بالضغط قليلا علبها ان حماس امر واقع في السياسة وفي التعطيل وفي الوجود الفلسطيني اليشري وانها يمكن ان تكون بعض الحل بدلا من ان تكون بعضا من المشكلة،وكما سعت وتسعى الادارة العبرية ؟ تقول معاريف 22/1/2009 :
" أن تعيين دينيس روس لمنصب رفيع حول اوباما لا يبشر بالخير " وعلى متخذي القرارات ان يحذروا الرئيس الجديد"
لانريد من اوباما ان يغير كوكب الارض ، وانما نريد منه بعض العدل في قضبة كلها عدل ، واحاق بها ظلم اسرائيل والعالم معها منذ عام 1948 . هل سيعجز عن التغيير كما يريد له الممانعون واليهود في وقت واحد ؟
هل من الممكن ان يعطي اوباما بعضا من الحكمة التي تبدو عليه لنتنياهو الماحق الساحق العاتي في الاجرام ؟

اماالدائرة الايراتية وقد فردت قلوعها في الشرق والغرب والشمال وفي الجنوب :

اوباما يرفض قيام ايران النووية ؛ معتمدا الحوار والتحالف. كيف ؟ وايران مقوم رئيس من شبكة مترامية الأطراف من العنف والكراهية ، لحمتها وسداتها وهدفها الارهاب في الزمان والمكان. اذا رفض " الايراني " هل يبقى اوباما عند كلمته " سنهزمكم " ؟ وهذه واحدة من مبهمات اوباما .

دعا اوباما الى اقامة علاقات جديدة بين امريكا والعالم الاسلامي، تقوم على اساس مصالح مشتركة واحترام متبادل. وحذر الحكام الفاسدين، القامعين لشعوبهم، بانهم في الجانب المغلوط من التاريخ، ولكنه وعد بان يمد لهم اليد اذا ما حرروا القبضة .
الكتلة البشرية الشرق اوسطية والتي يتجاوز عددها النصف مليار انسان اغلبها من المسلمين واغلب حكامها فاسدين وقامعين لشعوبهم فهل سيرخون قبضتهم عن رقبة شعوبهم " كرمال عيون وجاذبية " السيد اوباما ؟

ثمة وعظ وابهام وحسن نية عند الرئيس اوباما . ولن ننظر الا النصف المليىء من الكأس حتى لا تنقطع حبال الرجاء وحتى لا نبقى معلقين بحبال الهواء .

د. اديب طالب – معارض سوري











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة