الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شمهودة وحكاية اللطم الوطني

حسن الشرع

2009 / 2 / 2
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


يقول المتخصصون في لغة العرب ان الفعل لطم معناه ضرب ومن قام بعملية بحث بسيطة عبر احد محركات البحث في الانترنت سيلاحظ عدة امور اذكر اهمها :ارتباط الفعل غالبا بضرب الوجه فمثلا لا يدعى الرفس لطما،ثم ارتباط الفعل بالشيعة وعقيدتهم وتراثهم،واني وان كنت لا اريد الدخول في القضية الفقهية فالآراء كلها موجودة ابتداء من درجة الاستحباب القريب من الوجوب مرورا بالإباحة والجواز وانتهاء بالتحريم بما ورد عن البخاري بعد سلسلة الرواية(ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب).اما الخلاف حول شمهودة فليس بأقل منه حول اللطم..في الوقت الذي ينسب لهذه المرأة العراقية او البغدادية على رأي من يرى ذلك الجنون ،فان البعض يجعل منها أنموذجا للحظوظ السيئة كونها هربت مع حبيبها إلي بيت الزوجية عندما رفض أهلها زواجها من هذا الحبيب الذي وافاه الأجل اثر نوبة قلبية او انفجار سيارة مفخخة عشية الهروب الكبير....هنا لطمت شمهودة عندما لم تجد حلا .
لقد جرى حرف مسار دلالة لطم شمهودة وبصرف النظر عن كل الخلافات حول موضوع اللطم وهوية شمهودة..ومن مظاهر انصراف المعنى كثرة اللاطمين وطبيعة مجالسهم ،ففي هذه المجالس يجلس اللاطمين مع علية القوم وصفوتهم في الوقت الذي يتناولون الطعام مع العامة فان سالت احدهم فانه سيقول لك انني الطم لطم شمهودة!!.
وعلى اختلاف مشارب العراقيين ومذاهبهم ومناهلهم ومآربهم فالواضح انهم يستأنسون بشمهودة وبلطمها إلى الدرجة التي قد تجد فيها كثرا من مسؤولي الدولة مستشهدا بشمهودة للتدليل على مظلموميته ،فبعض الوزراء مثلا سيقول لك ان وزارته ليست سيادية وبعضهم يقول لك ان منصبه الوزاري لا تناسب مع مظلوميته عندما كان احد مهاجمي الخط الأول في برشلونة ،والآخر يدعي انه وزيرا بلا وزارة ،وغرة يقول لك انه وزيرا للاهوار التي جفت مياهها وهجرها اهلها وآخر وليس أخير ربما قال لك ان هناك جهات أخرى تشاطره الصلاحية في وزارته..الكل سيقول لك اني اجلس مع الكبار وآكل مع الصغار.
ترتبط ثقافة اللطم الشمهودي عند العامة بالمعاناة والحرمان اللذين يعاني منهما المواطن العراقي حيث أصبح يعبر عنهما بالمظلومية لاحقا..فالقضية بمجملها لا تعدو حرمان الفرد والأسرة والمجتمع من الحقوق المدنية والإنسانية وغيرها ثم تقديمها بمراحل وعلى شكل مكرمات لمن يِشترك في المجلس على إيقاعات اللطم،ولعل من أهم مظاهر م ما نذهب إليه ،هو كثرة الكيانات والمرشحين للانتخابات العامة فالكل لا يرغب بان يكون كشمهودة وسواءً سالت السيد الرئيس او أيا من نائبيه او أحدا من النخب السياسية و الرياضية من أمثال الظهير الأيسر الدكتور الدباغ او قلب الوسط السيد الحسيني ومرورا بالمشاط مدير عام البعثات على رأي من يرى ذلك والفتلاوي على رأي من يرى خلافه،وصولا لأبي الكيا البغدادي ....لا تستغرب ان أخبرك الكل بأنهم يلطمون لطم شمهودة.
لقد سمعت كثيرا عن جحا العربي والتركي والهندي وربما كانت هناك جنسيات أخرى لجحا ،لكني لم اعرف غير شمهودتنا الوطنية بمظلوميتها التاريخية وبلطمها العراقي بحثا عن قيمة إيديولوجية على التمن (الرز)السيامي ...تحت صورة أمير المؤمنين مستلا سيفه جالسا الى جانب الأسد الشاهنشاهي ...أكاد أجزم ان لا احد يجرؤ على ظلمه كما ظلمه شيعته بما أحدثوه وراءه لغاية في نفس السلطان الحكيم والمحتسب الكريم ومحيي الدين القويم ....انا لا أتحدث عن السقيفة قبل قرون خلت فذلك أمر متروك لأهل التاريخ والتحقيق..إنما أريد ان اذكره هنا مظلومية جاري المفترضة حيث طرقت زوجته كل أبواب منازل الجيران طالبة منهم التصويت له في الانتخابات تعويضا لما أصاب زوجها المرشح من ضرر في العهد السلجوقي عل يد الوالي والمتصرف وصاحب الجند قبل حلول العصر الجليدي الأخير.
يقول العارفون بالشأن العراقي ان الثقافة الاجتماعية العراقية ستتغير مع مرور الزمن بذات القدر الذي ستتركه الحضارة والثقافة الواردة على المجتمع العراقي...وقد نتفق مع هذا الفرض ،لكننا لا نخفي مخاوفنا في ان تتغير إيقاعات اللطم بتوزيع آخر...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف التنظيمات المسلحة الموالية لإيران من التصعيد في رفح| ال


.. إسرائيل - حماس: هل ما زالت الهدنة ممكنة في غزة؟




.. احتفال في قصر الإليزيه بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الف


.. بانتظار الحلم الأوروبي.. المهاجرون يعيشون -الكوابيس- في تونس




.. حقنة تخلصكم من ألم الظهر نهائيا | #برنامج_التشخيص