الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزائيات لكاوا والأم الكرديين

ابراهيم محمود

2004 / 3 / 22
الادب والفن


كل عام،
ينحدر من أعلى قمة جبل
كاوا السلف الكردي المشتعل نوراً ونارا
ينتقل من قمة إلى أخرى دون استثناء
من قمة هضبة إلى أخرى
من قمة تلة إلى سواها
من قمة وهدة إلى ما عداها
ينحدر لاحقاً سابقاً ظله المشعشع
طاوياً المسافات في الجهات الأربع كردياً
يعرَف به اسمه الناري
منتقلاً من بيت كردي لآخر
معيداً إلى الأذهان شعلة السنة الكردية الكبرى
انبثاق نوروز الكردي في وميض المعنى المترامي الأنوار
مجدداً جلالة النار وجمال اللسان المتقد باللغة الكونية
أنت كردي، تلك هي فصاحتك النارية
هكذا يجدد وصيته في بلاغة الضوء وكرم شفافيته
يلتقي الليل بالنهار
يتوحدان عبر نارالليل ونور النهار
تبدو الكائنات في وضح النار محمولة بالمغاني
غائبة عن حقائقها المادية في سفرها الكوني
يصعد كاوا، وهو الصعود أصلاً
مطلاً من أعلى قمة جبل متشحة بجلال قدر النار
مستشرفاً الآفاق الكردية، ذائباً فيها حتى الدفق اللامتناهي من تجليه الناري
يستحم الكردي في الشعلة المضيئة المضاءة
متجاوزاً ليل ماديته التليدة
معانقاً رموزه النارية
متجاوزاً حتى ذاته الكردية
سوى هذا العام الذي عام في بحران رماده
لا كاوا انحدرأو كشف عن يقظته الضوئية
ولا القمم أبانت عن ألسنتها المتوهجة
ولا البيوت الكردية اعتمرت كوفياتها النارية
كان الكردي ، كما هي الندرة، متوحداً مع ذاته
مسكوناً مأخوذاً بالرمادالمتحجر للحظة الضاغطة
متدفقاً عيوناًتنفتح على جراحاتها المشتعلة
هناك حيث يقيم كاواالمأخوذ على غفلة من تاريخه
كما هي عادة الرابضين على مصيره
كماهو لسان حال الصاعد إليه غيلةً.
كل بيت في ظل رماده المتصاعد
ينفخ في ناره ليضيء من داخله فقط
ليري كاواه ناره التي لن تطفىء
ثمة حداد ساطع إلى ماوراء بلاغةاللغات
أفصح من كل يقين
حيث الحدث لايساوم عليه
حيث نار كاوا الحداد
ونار قلب الأم في عيدها الشهيد المديد
قلبها المفجوع حتى صمت السماء السابعة المريب
يتلاقيان في جرح، هو قاسمهما المشترك
جرح كاوا الذي منه وفيه كانت ناره الكردية
ونارقلب الأم الكردية حيث صورةالابن
دريئة رصاص العسكروأشباههم من سدنة الظلمات
وصورة الجريح المتهم بجرحه الناطق بكردية مهيوبة الجانب
قمم تنادت وقد أطفأت مشاعلها
خاشعة لأنَات أم تصادت في الجهات الأربع
هي لحظة التشفي حيث الظرابين سادرة في نتن رائحتها
وحيث الأم الكردية تفكرفي كاوا آخرلاحقاً
هكذا هي الحياة
تعرفها دون أن تقرأ أبجديتها
يعلمها رحمها كيف تقاوم الظرابين
وتعلم الظرابين مدى عناد رحمها المخصب في مثل هذه الحالات
انغلقت الأشجار على أوراقها،
وغابت الطيرطي أجنحتها المتكسرة
واستوى العشب تحية للدم المهدور
حيث نيروزلزم القتلى والجرحى من الكرد المغدور بهم
هم لا يعتذرون عما فعلوا
ونحن لاننسى طعنتهم النجلاء الآثمة
لاننسى فخاً كبيراً جهنمياً نصب للأكراد بالجملة
جرح تاريخي ينضم إلى أخوته وأخواته من الجراحات التاريخية الأخرى
جرح واحد في النهاية يتسلسل
جرح هو مأساة أن تكون كردياً،
أن تكون معلقاً باضطراد
بين إله يستهجن صوتك، لغتك، اسمك
كما تقول الأسفار التاريخية الكبرى،
وشيطان يؤلب عليك عباد الله (الصالحين)
يثير عليك غضب الرحمن المولَف
بين سماء تقود عالياً إلى تيه غير مسمى
وأرض تنخسف إلى أسفل سافلين
لالغة تقبل بك كردياً لحظة اعتراف
لا لساناً يرضى بك مأخوذاً بلغته بوصفك الدخيل
لم يبق إلا أن تعلن قيامتك
أن تكون الكردي ابن الكردي ابن الكردي حتى آدم نفسه
يضيق التاريخ بك لتعلن عن كرديتك
طالما الآخرون يتباهون بتسميتك صاحب اللسان العوج
فابحث عن ذاتك من ذاتك في ذاتك
وتأكد أنك صراطهم المستقيم
وتأكد أن كاوا الغائب الحاضر
وأن الأم الكردية المطعونة في كبدها
لم يعدما نيروزهما الكردي
إنما يدفعان استحقاقاته
وها هما ينتظرانه على أمل واعد
فترقَب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب