الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهجان عقيمان

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

2009 / 2 / 3
القضية الفلسطينية


الكل الفلسطيني يعيش اليوم في أزمة.. أزمة ابتدأت بمأزق المفاوضات، وتجلت مع نتائج آخر انتخابات تشريعية، وتعمقت مع حالة الانقسام.. ونتائج العدوان على غزة أضافت هي الأخرى إلى التحديات القائمة تحديات جديدة بل وأكثر خطورة.. والتحديات هي :
1. انقسام يتعمق أكثر فأكثر ويسير باتجاه طريق اللا عودة ، ويهدد جديا المشروع الوطني الفلسطيني بمجمله.
2. انعدام كبير في ثقة الجماهير بقياداتها.. وهذا ما تؤكده كل استطلاعات الرأي.
3. وضع تآكلت فيه سمعة السلطة والرئاسة، وظهرتا فيه عاجزتان ضعيفتان.. وظهرت فيه آثار وتبعات القيود والالتزامات، التي كانت قد قبلت بهما القيادة عند ولوجها بوابة المفاوضات.
4. وضع تمتلك فيه حركة حماس زمام المبادرة، وتداهم الكل الفلسطيني وتشغله بقضايا تقع ضمن أجندتها الخاصة.
5. حالة تعيش فيها الجماهير بدون أفق سياسي.. حيث لدينا أكثر من برنامج وخطاب سياسي.
6. انحراف لبوصلة العمل الوطني.. فبدلا من حشد معظم الجهود في المعارك ضد الاحتلال.. تحشد معظم الجهود في المعارك الداخلية.
7. وضع تستشعر فيه الجماهير خطرا حقيقيا على أسس النظام السياسي.. حيث تنتهك الحقوق وتقمع الحريات.
8. وضع فقدنا فيه القرار المستقل.. وتحولت فيه قضيتنا إلى ورقة تستخدمها المحاور الإقليمية والدولية في معاركها الدائرة على المصالح.

ويمكن القول انه لدينا الآن على الساحة الفلسطينية مشروعان سياسيان متطاحنان، يحاول كل واحد منهما إقصاء الآخر وهما :
• مشروع بدا بالمقاومة وانتهى بالتسوية.. لم يحقق للشعب انجازات ملموسة ولم يراكم خلال مسيرته انجازات يمكن البناء عليها للوصول إلى هدف التحرر والاستقلال والعودة.. ويسجل على هذا المشروع الإخفاقات التالية :
1. حصل هبوط بسقف المطالب السياسية.. وتآكل للسلطة حتى غدت اقرب إلى ( إدارة مدنية فلسطينية ).
2. حصل تدمير لمقومات إقامة الدولة الفلسطينية المنشودة ( نهبت الأرض وتفتت وحدتها ).
3. همشت منظمة التحرير وجرى إضعافها ومن ثم تذويبها في جسم السلطة.
4. حددت الخيارات النضالية بالمفاوضات.
5. رهن القرار الفلسطيني لاستحقاقات العملية التفاوضية.. وبالتالي تم تكبيل الحركة النضالية بالتزامات وقيود مذلة.

• مشروع استخدم المقاومة لتحقيق مكاسب ذاتية فئوية تصب في خدمة رؤياه السياسية والمجتمعية.. وقد جر هذا المشروع على القضية الفلسطينية القضايا التالية :
1. جرى تمزيق الوحدة الوطنية ( وحدة الأرض ووحدة الشعب ووحدة النظام السياسي وأداته التنفيذية- الحومة- ).
2. الحق اشد الضرر بمنظمة التحرير الفلسطينية.. كرمز للنضال الوطني.. وعنوان موحد للشعب.. وعنوان أمام العالم الخارجي.
3. اضعف القرار المستقل بإقحام الموضوع الفلسطيني في اللعبة الإقليمية والدولية.
4. فتح الآفاق أمام خيارات سياسية كان شعبنا قد رفضها ( كالخيار الأردني والخيار المصري ).
5. مس بأسس وقواعد النظام السياسي الفلسطيني ( الديمقراطية والحريات ).

هذه هي الصورة الحقيقية للواقع الفلسطيني بلا تجميل ولا تضليل.. لكن هل هذا هو قدر الشعب الفلسطيني الذي لا فكاك منه..؟؟ اعتقد أن الجواب لا.. فهناك طريق آخر بديل آخر.. وهو نهج مجرب تعرفه وسارت على دربه الجماهير العريضة في مراحل مختلفة .. وهو يقوم على الأسس التالية:
1. خطته السياسية هي برنامج الإجماع الفلسطيني والتي صدرت عن اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر عام 1988 والداعي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194.
2. آليات تحقيق هذا البرنامج هي المقاومة الشعبية ( دون إسقاط كل الآليات الأخرى من مفاوضات أو مقاومة مسلحة شرط أن تمارس وفق ضوابط وشروط ).. ويقوم على أساس إرساء قاعدة في العمل الفلسطيني ترفض اختزال الفعل النضالي-- إما بالمفاوضات دون فعل نضالي.. أو بالمقاومة المسلحة دون فعل سياسي..
3. الحفاظ على منظمة التحرير كرمز للنضال ولوحدة الشعب وكعنوان للشعب وأمام العالم.. وكبرنامج سياسي واقعي.. مع المطالبة والعمل من اجل إعادة بناء مؤسساتها وهياكلها على أسس الشراكة الحقيقية وباليات ديمقراطية ( الانتخابات ) لتكون القائد والمرجعية الحقيقيان للشعب وللسلطة.
4. مغادرة نهج المفاوضات الجزئية والمرحلية ووقف التفاوض وفق صيغة انابوليس وخارطة الطريق لما شكلاه من غطاء لنهب الأرض الفلسطينية ولارتكاب الجرائم ضد شعبنا.. والدعوة لعقد مؤتمر دولي جديد استنادا للقرار الدولي 242 ومبادرة السلام العربية.
5. العمل من اجل بناء مجتمع فلسطيني حر ديمقراطي تسود فيه قيم المساواة والعدالة الاجتماعية.. والدفاع عن مصالح الجماهير الشعبية باعتبارها ذات المصلحة الأكبر بالتحرر والأكثر إخلاصا وتفانيا لهدف الانعتاق من نير الاحتلال.

وأمام هذا الواقع المأساوي.. وأمام تعدد البرامج والمشاريع التي تحملها الأطراف الفلسطينية ( التي لا يمكن ولا يجوز لأحد مهما كانت درجة اختلافه معها جميعا أن يخرجها من دائرة الوطنية ).. ولكي يخرج الشعب الفلسطيني من حالة الانقسام والصراع.. يكون لابد ولزاما على الجميع القبول بإعادة الأمانة إلى أصحابها، والعودة إلى الجماهير التي عليها أن تقرر-- ومن خلال الانتخابات-- أي البرامج أصلح.. وأي البرامج أكثر واقعية واقل تكلفة وتقربها من هدف الاستقلال.

مخيم الفارعة – 30/1/2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ