الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية الفلسطينية بين مساومات -المعتدلين- و مزايدات -الممانعين-

تكوشت لحسن

2009 / 2 / 2
القضية الفلسطينية


إن القضية الفلسطينية باعتبارها قضية تحرير و طني شكلت و لازالت تشكل طليعة النضال الوطني في مواجهة الثالوث الرجعي( الصهيونية - الامبريالية - الأنظمة العربية الرجعية ) . القضية الفلسطينية ليست قضية عاطفية أو إنسانية من حيث الجوهرلأستدرار عطف أصحاب المشاعر الرقيقة كما يروج له في أيامنا هاته كما لو أن شعب فلسطين قد حلت به كارثة طبيعية .إن أي تحليل لا يستند إلى الدياليكتيك باعتباره منهجا علميا أساسه التحليل الملموس للواقع الملموس سينتهي بالضرورة إلى خلاصات مثالية تعيق حركة الفعل المتجهة دوما و بالضرورة نحو التجاوز.من هنا يمكن القول أن المرحلة الراهنة من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني قد كشفت جملة من الحقائق وعرت كل الوجوه المقنعة واتضح أن القضية لم تعد تشكل لدى الانظمة العربية الرجعية كما كانت عمق الصراع العربي - الصهيوني بل أصبحت ورقة تقاطبات إقليمية و موضوع مزايدات سياسية ولا غرابة في أن يجد السيد حسن نصر الله نفسه في ورطة حقيقية وبدل أن ينخرط في معركة التصدي للعدوان الصهيوني البربري انبرى البائس إلى قصف النظام المصري المتجذر في العمالة بوابل من الصرخات الهستيرية لا تليق بقائد لتنظيم مقاوم يعتبر قضية فلسطين قضية مركزية والحقيقة أن الشئ الوحيد الذي برع فيه هو الصراخ وتذكير العدو الصهيوني بأنه يملك وسائل ردع لا قبل له بها ويحذره من تبعات الإقدام على حماقة غير محسوبة العواقب...كذا!!!! حسنا إذا كنت لم أحسن الفهم لنوايا شيخنا الطيبة فان العدوان البربري على شعبنا في غزة ليس "حماقة غير محسوبة العواقب" في عرف "فضيلة الشيخ" بل هي شئ آخر غير ذلك لايتطلب ردا "مزلزلا و مدويا" والعبارة له و ليست لي . وبالمناسبة ما زال الجميع ينتظر الرد "المدوي و المزلزل" جوابا على جريمة الاغتيال السياسية التي تعرض لها عماد مغنية ...اوووووووووه كم أنا فضولي .. !!نسيت أنكم من يختار" الزمان المناسب و المكان المناسب" لذلك وان كان العالم يعلم أن الذي يقرر حقا هو مجلس تشخيص مصلحة النظام ...النظام الإيراني طبعا وليس شيئا آخر .كم أشفقت لحال احد اطر تنظيم حسن نصر الله و هو يرعد و يزبد و رذاذ لعابه يتطاير من شدقيه في إحدى المهرجانات الخطابية - هاته الأخيرة يبرعون حقا في تنظيمها - كان المسكين يهدد بأنهم في حزب الله يمتلكون من الحكمة و التبصر و بعد النظر ما يكفي لفهم أبعاد و دلالات مغامرات أولائك الذين يلعبون بالنار -في إشارة إلى حادثة إطلاق صاروخ من جنوب لبنان نحو شمال فلسطين المحتلة - حيث أكد أن الحزب لن ينجر وراء الاستفزازات في إشارة مرة أخرى للعدو بأنه غير مسؤول عن إطلاق أي صاروخ ...حسنا إذا كانت صواريخ المقاومة عاجزة عن استهداف العدو أليس من المخجل حقا لوم النظام المصري الغارق في العمالة حتى أذنيه والذي ورط شعبه في معاهدات مخزية لازال الشعب المصري ومعه الشعوب العربية تؤذي ضريبتها إلى يومنا هذا. و لكن إذا كان موقف ما يسمى معسكر الاعتدال مفهوما اعتبارا لارتباطه البنيوي بالاستعمار في صيغته الجديدة و المعدلة وكونه ليس مؤهلا تاريخيا لقيادة نضالات الشعوب بل هو على العكس من ذلك يشكل عائقا أمام هذه المهمة .فالذي لم يعد مفهوما هو موقف مايسمى بمعسكر الممانعة فسوريا اكتفت بالدعم الإعلامي والدعوة إلى عقد قمة عربية دون أن ننسى تدبيج بيانات الإدانة وهذه مهمة يبرع فيها الجميع إيران وجدت نفسها في ورطة كبيرة اكتفت هي الأخرى بالبيانات و التصريحات النارية وشن هجوم على قيادة النظام المصري العميل عبر قناة العالم التي حشدت كل إمكاناتها لانجاز هذه المهمة بينما اكتفى أصحاب العمائم بالدعاء في المساجد والتضرع بالنصر المبين للمقاومة الفلسطينية بينما أتحفنا احمدي نجاد في قمة قطر بأطول مداخلة أكاديمية أراد من خلالها أن يقول شيئا ما و لم يقل في النهاية أي شئ . بينما اكتفى الرئيس التركي في مداخلاته العاطفية بتذكير العدو بأفضال الدولة العثمانية في حماية اليهود أيام كانوا يتعرضون للاضطهاد معاتبا إياهم بكونهم قد عرضوا تركيا لاهانة كبيرة باعتبارها و سيطا في عملية السلام من جهة و لكون القيادة الصهيونية لم تخطرهم بوقت العدوان ...كذا!!!! ليتوج شطحاته في دافوس بمهزلة أخرى حين خاطب المجرم شمعون بيريز " انك اكبر مني سنا " " انكم تقتلون الناس " لن أنسى مشهد الأطفال الذين قصفتهم طائراتكم و هم يلعبون الكرة في شواطئ غزة " ...لينسحب بعد ذلك لان مسير الجلسة لم يسمح له بالرد على مداخلة السفاح شمعون بيريز...و الآن أرى انه من حقي طرح الأسئلة التالية : ماذا كان يفعل السيد اردوغان بجانب السفاح بيريز ويداه لازالتا ملطختان بدماء الشهداء ؟ الم يكن حريا به الانسحاب منذ البداية ؟ لماذا لازال العلم الصهيوني يرفرف فوق ذات بناية في العاصمة انقرة ؟ الم يكن من الصواب طرد السفير الصهيوني من بلد اشمأزت نفس رئيسه من مشهد دماء أطفال سالت ذات غارة في غزة ؟ كم من الدماء يجب أن تسيل كي تقنع السيد اردوغان للقيام بهذا الأمر؟ لقد بدا منظر عمرو موسى مثيرا للشفقة و هو حائر في أمره بين الانسحاب من منصة قاعة الاجتماعات بدافوس و بين العودة إلى الجلوس حسمها " البوكيمون" بإلاشارة على البائس بالجلوس . بعد ذلك سيصرح فيما يشبه تداعيات وخز الضمير بأنه استمر في الجلسة كي لايدع الفرصة لبيريز لتمرير المغالطات ...يا لذكاء الرجل ...طيب ليتفضل السيد عمرو وليقل لنا ماذا فعل حيال ذلك .
إن القضية الفلسطينية هي قضية نضال شعب من اجل تحرير أرضه تهون من اجل ذلك كل التضحيات مهما بلغت جسامتها وليس هناك من سبيل سوى الكفاح المسلح الطويل النفس المستند إلى دعم الشعب و صموده وإيمانه بعدالة قضيته و مساندة كل الأحرار و الشرفاء وان كل استغلال للقضية لخدمة أهداف و أجندات إقليمية مهما كانت الجهة التي تقف و راء ذلك لا يمكن إلا أن تكون موضوعا للفضح و الإدانة . إن تجارب الشعوب أثبتت أن النضال غالبا ما يحسم الصراع في النهاية لصالحها و أن النصر مهما طال انتظاره سيتحقق حتما .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد