الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مديح الظل المنكسر

دنيا الأمل إسماعيل

2009 / 2 / 3
القضية الفلسطينية


في مشهد الخراب المتناثر على طول القطاع، لم يكن ثمة أمل قريب في تغير الحال، الحزن شديد، والناس يمشون ويكادون لا يلمسون الأرض، لم يعد أحد على حاله، حتى أولئك الذين لم يتضرروا مادياً، ولم تقصف منازلهم، ولم يستشهد أحد من ذويهم، وحتى أيضاً، أولئك الذين سادوا القطاع وتسيدّوا على جراحه.
اختلفت الجراح، وتعاظم بعضها ليصبح أكبر من الوطن ومن الحياة ومن فلسفة الوجود برمتها، تعاظمت اللغة والصورة، وصغرت قيم كثيرة ، تسربت من القلوب والعقول إلى تربة تعج بالموتى من البشر وغيرهم، لم نعد نحن نحن، ومتى كنا نحن نحن، فما أكثر الأقنعة التي لا تشبه سوى عجزنا عن قول الحقيقة، عن أن نكون أنفسنا، وأن نشبه جرحنا الحقيقي، أن تكون لنا حياة، خالية من تجار الموت والشهادة من الفلسطينيين قبل الإسرائيليين0
نحن شعب ، لا يعيش إلاّ على موته وعلى خرابه، وفي فترات الحياة العابرة، التي تمنح لنا ننشغل بقتل بعضنا بعضا.
طوال عمري، لم أشعر بأن هذا ليس وطني ، كما أشعر الآن، حتى أثناء انقلاب حركة حماس على السلطة، كان لدّي بعض الأمل في بعض إصلاح تائه في القلوب والعقول، في زاوية ما هنا أو هناك، وثبت خطأ الأمل الذي
يفيض عن حاجة الساسة وعبدّة الوجاهة وشعارات الردح الوطني، لكني شعرت بانكماشي ، وقهري المكين، أمام هول القيامة التي حلّت بنسائنا وأطفالنا، ولم يزل هناك من يعبد رباً آخر، جهرة وخفية،000 ليس المطلوب سوى الموت، المزيد من الموت، هذا ما يحتاجه الساسة في الجانبين.


يا نصر000 يا
الانتصار والهزيمة، دخلا معيار التأويل المجازي بامتياز، العلاقة بينهما لم تعد واضحة، ربما ليس ثمة فروق، أو ليس ثمة تشابه بينهما، سوى في الطرف الثالث وخسارته الأكيدة.
في عمر الشعوب ونضالاتها، لا قيمة كبرى لألف وخمسمائة شهيد، وفي عمر الشعوب أيضاً ليس مهماً سوى أن تعزز من الصمود الظاهري/ الآني أثناء مقابلة تلفازية، أو في حضور وفد دولي، فالتجميل الوطني، المبني على تعظيم الذات وإلغاء الآخر، ضرورة وطنية، لا يقدرها إلاّ ذو حكمة سياسية، غير مشهود بوجودها سوى في فصيل واحد 0


الجهاد الأكبر
انتهت حربهم علينا – وأظنها غير ذلك- أمّا حربنا علينا فلم تنته، الآن يبدأ النضال الحقيقي، فأظهروا السلاح وعيثوا قصاصاً من البسمات واللفتات والهمزات، حاسبوا عتبات البيوت على جلساتها المسائية، واجلدوا الشوارع التي تسمح للمشاة أن يعانقوها بعد السابعة، وارصدوا كل خطوة مشبوهة نحو مشفى أو مقهى أو صلة رحم، ومن تجاوز أو غفل، فقصّوا رقابهم وأرجلهم، فأكبر الجهاد، جهاد النفس الأمّارة بالسوء.


لا عزاء
مسكينة صديقتي الحرية، خرجت من سجن إلى سجن إلى جهنم، سألتها: أي السجون أفضل يا حرية ؟ فقالت: بالطبع ليس مستشفى الولادة ولا قسم الأشعة فيها ولا مستشفى الصحة العامة، ولا حتى مستشفى العيون.
إذن، أين يا حرية؟
في المقبرة ، ففيها نهاية الأشرار وقيامة الأحرار0




نداء لا محل له
أيها المنتصرون: نحن لا نشبهكم، نحن مهزومون من أعلى الرأس إلى أخمص القدم، مهزومون بكم، ومهزومون منكم، ومهزومون عليكم ، على رؤوسكم وهي تتطوح يمنة ويسرة أمام الكاميرات0
أيها المنتصرون ، المنتصرون
لا ينعم بالنصر سوى من عرف الهزيمة، فانعموا وتنّعموا ودلونا على وطن آخر يعترف بالمهزومين أمثالي.


رام الله 000 غزة 000 لا مرحبا

بين حنين لخطوات مضت في شوارع تصادقت مع أرواحنا قبل أقدامنا، وخطوات حبيسة الأمنيات - لم تزل-،
ماتت رام الله في قلوبنا، وهي تنبش خرابنا بخراب آخر، وبعض غزيينا انتعشت نواقصهم في غياب الخوف الذي تركوه لنا، فالحمد لله الذي لم يجعل لنا في وطننا أمنا ولا حماية ولا راحة، والذي لا يحمد على مكروه سواه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر