الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان تأسيس حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية

حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية

2002 / 10 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية تأسس منذ عام و نصف
وربما و إلى الان لم يسمع بتأسيس هذا الحزب غالبية الشعب
السوري لكن
الحزب بدأ يعد نفسه للتطورات القادمة في سوريةو التي قد
تسمح بتقنين وجوده و كافة الاحزاب السياسية  الأخرى رغم
أن التشاؤم  من هذا القانون المنتظر يفرض نفسه استنادا
إلى التلوينة الأليغاركية و العسكرية و الوراثية للسلطة
السياسية في سوريا
وقد قرر الحزب أن يضع بيانه التأسيسي بين يدي المثقفين و
القراء السوريين و المهتمين في الشأن السياسي السوري
للإفادة من ملاحظاتهم و رغبة في بداية إعلان حقيقية
لولادته
و هذا هو البيان التأسيسي نضعه بين أيديكم

أيها السوريون :
لقد أكدت الأحداث المتوالية في الساحة  السورية بدءاً من
شباط في هذا العام  أن العهد الجديد امتداد طبيعي و
استمرار حثيث  للنظام السابق إبان حكم الدكتاتور الراحل
حافظ الأسد .
لقد أعلن " العهد الجديد" عن رفضه لأي سلوك سياسي يخرج
عن ضبطه و  خطه السياسي ، معتبراً أن المنتديات الثقافية
و السياسية و المساحة الضئيلة التي أتيحت مؤخراً لحرية
الكلمة باتت معيقات "تهدد سيادة الدولة ووحدة الوطن" .
ولأننا أدركنا أن السلطة في العهد الماضي أقالت
السوريين سياسياً ، أفراداً و أحزاب و مؤسسات مجتمع مدني
، و روعتهم و أفقرتهم ونهبتهم دون رقيب أو محاسب . و أن
القوى الجديدة في العهد الجديد ليست إلا امتدادات للقوى
القديمة في العهد السابق ، أو هي من رحمها تجرعت نهبها و
أفادت من قمعها و تسلطها ، بحيث سهل لها ذلك الوصول إلى
مواقعها الحالية ،و هي غير ذات مصلحة حقيقية بالتغيير و
لا تملك الإرادة لذلك ،  فإننا نعتقد أن كل ما يميز
العهد الجديد  هو غياب الرمز المرعب للديكتاتور الراحل
(و الذي تشكل بدءاً من أحداث1979-1982م في سورية)، ذلك
الغياب الذي   أحدث هوة كبيرة في الجو الدلالي السياسي
السوري وأفرغ جزءاً كبيراً من شحنة الخوف و الرعب التي
طالما سكنت السوريين . 
لكن وجود الحاجة و الرغبة الحقيقية لدى السوريين في
التغيير في ظل  هذا الجو الدلالي الجديد هو الذي جعل من
بداية الحركية السورية أمرا واقعا  ، و لذلك فقد عقد جمع
من السوريين مؤتمراً في الثالث و العشرين من شهر آذار من
عام 2001 ، أرادوا فيه تنظيم أنفسهم ، وتأسيس حزب سياسي
يعبرون من خلاله عن و موضوعاتهم و ثوابتهم و منهج عملهم،
فولد حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية ، ليأخذ  على
عاتقه المشاركة في تغيير الواقع السوري السياسي و
الثقافي  و الاقتصادي المزري، و ليشارك في صنع الغد و
المستقبل الآمن و المزدهر و العصري لوطن السوريين،
الغارق في الأزمات و الكوارث الحاصلة في  حاضره ،  و
الكامنة في بنيته المتناحرة  الهشة ، و تناقضاته الكثيفة
.
و جاء انعقاد هذا المؤتمر الذي تم خلاله إقرار الملف
الحزبي المتضمن  لموضوعات الحزب ، وحلوله ومنهجه و آلية
عمله وقانونه الداخلي ،  تتويجاً لتحضيرات طويلة استمرت
عدة أشهر .
  وفي جلسته الختامية، انتخب المؤتمر رئيس مجلس الإدارة
السياسي للحزب( ليقوده و يمثله و يتحدث باسمه )، وهيئاته
القيادية المختلفة وفق ما يحدده قانونه الداخلي .
  و أكد المؤتمرون على ضرورة إصدار جريدة توصل صوت الحزب
إلى السوريين و تعبر عنه ، كما ركز المؤتمر على
الاعتبارات السياسية و الثقافية التي تجعل من العمل
السري  للحزب حاجة موضوعية  في هذه المرحلة ،  و صدر عن
المؤتمر بيانه الختامي في 1 نيسان- 2001 ، فيما يلي نصه
:

البيان الختامي للمؤتمر التأسيسي لحزب الحداثة و
الديمقراطية لسورية
يقف السوريون أمام قدرهم و فرائض حياتهم كأنما هم في
دائرة لا بداية أو نهاية لها ، فلا اتجاههم معروف و لا
موضعهم محدد ، و كأنما تمشي البلاد بقوة العطالة و بآخر
أنفاس البقاء . كذا هي سورية بعد أكثر من نصف قرن على
استقلالها ، و قد حلت سكينة مريبة على البلاد و الشعب و
كأن ما يحدث في البلاد هو شأن الآخرين ، هذا بعدما دفعت
حركية الشعب السوري قوى احتلال و استعمار متتالية هي
الأسد عنفا على مدى التاريخ .
إن السوريين مأزومون، كل شيء فيهم  يعاني أزمة ، أزمة
عقل ، أزمة قيم ، أزمة ثقافة ، أزمة اقتصاد ، أزمة حرية
و ديمقراطية ، إنهم مخدوعون ، لأن فيهم من توهم الأمان و
الرخاء رغم المخاطر التي حاقت به و تحدق به دوماً .
لقد غلف النظام الحاكم في سورية الوعي السياسي للسوريين
باليات ضبط  ذاتي قمعية عبر تسويقه لمقولات سياسية و
تعميمها إعلامياً و تربوياً ، فأصبحت مسألة نفسية ملتصقة
بذات السوريين دون أي مسافة نقدية ، و كذا فللسوريين حسب
الترويج قائد يفكر عنهم و ينجز لهم ، و يدافع عنهم و ما
عليهم سوى التسليم و النوم .. إنه التأسيس لكنسية جديدة
و معصومية جديدة ..
إن" الثورة" التي جاءت بنظام الحكم في البلاد ، لم تقطع
نهائياً مع الماضي الذي تصدت لتغييره ، ولم تتعاطى مع
مكوناته و امتداداته الحاضرة ، بنزاهة و فعالية و
مسؤولية ، في ظل ذيوع الهاجس السلطوي و الفئوي و تغليبه
على أمن و مصلحة البلاد..
إن توليد الانتماء المدني ، و الوعي الحداثي المعلمن و
الديمقراطي ، و النظام المعرفي الجديد الذي يحكم العقل
السوري و يوجهه ، كانت الأولويات التي تجاهلها نظام
الحكم ، و عمل ضدها ، و إذ به يؤسس للأصولية السياسية و
التطرف الديني في البلاد ، إن العقل الطائفي لا يزال في
سورية يحتل الشارع أو القسم الأكبر منه .
و بعد إخفاق النظام في المحافظة على اللحمة الاجتماعية
الحقيقية للشعب السوري  بصوغ هويته و تجذير مدنيته  و
انسجامه كضرورة لانبثاقه مجتمعاً عصرياً ، و بعد ارتكاسه
في مواجهة المهام المتمثلة بتحقيق البناء الوطني و تحقيق
التقدم الاقتصادي  و تحرير المرأة و إرساء نظام تربوي
يؤسس لمفاهيم الحرية و الديمقراطية و تأمين التعليم
التحريري
  بعد فشله في خلق العناصر التي تساهم في بناء مشروعية
له ، سعى النظام إلى تعميم و ترسيخ شكلا موروثاً و
تقليدياً من التراث الإسلامي ، لاستغلاله في إضفاء
الشرعية عليه ، و فرض أيديولوجيا ترقيعية متخبطة غير
متوازنة لم تعر الخصوصية السورية بتركيباتها الدينية و
الثقافية و الإثنية و السياسية أي اهتمام ، و هي لذلك لم
تجد أطراً سورية ثقافية اجتماعية  حقيقية تتبناها .
لقد أسس النظام الحاكم بقسره السوريين على توجه اختزالي
شعبوي و صيغة دوغمائية ساهمت بالإضافة إلى العوامل
السابقة في تأسيس حالة انتهازية تستغلها نخب و فئات من
أجل تسلق أجهزة التسلط و البيروقراطية .
لقد هيمن البعد الواحد  على الحال السوري ، وافرز معايير
وهمية أخذت تقدم نفسها على أنها أساس انسجام السوريين ،
و ما الشعارات الخاصة بالصراع مع إسرائيل ، و نجاح
السياسة الخارجية السورية ، التي يرددها النظام ، إلا
محاولة لتغطية التردي التاريخي  الذاتي للسوريين و
لإخفاء فشله الشامل  في كل الميادين    .
أن النظام الذي حكم البلاد بفاعلية ضعيفة ، فشل في بناء
الدولة الحديثة التي تشكل الملاذ لمواطنيها ، فعم الفقر
و البؤس وانحسر الأمل بالعدالة الاجتماعية وتجذر الفساد
و تأسس القمع ، وأصبح السوريون أشخاصاً  هامشيين مهزومين
عاطلين عن العمل ، محبطين و مستلبين ، إن الوعود
بالعدالة و الكرامة و التحرير و الحرية ، التي أطلقها
حزب البعث الحاكم تبخرت0 في ظل الفساد و الترهل و العجز
و المراوحة و السكون .
لقد فاقم نظام الحكم في سورية آثار الاستعمار السلبية و
شكل ديمومة ً تاريخية لظاهرة التهميش و الاستبداد ، و
تراكم القسر و الترويع و اللامساواة الذي يعود إلى قرون
طويلة ، فهزم السوريون في معركة وجودهم الحديث و في
سعيهم لتأكيد ذاتهم ، أنهم يعانون ضياعا معنويا و شروخاً
بنيوية تعمق هزيمتهم الداخلية و تقوي نزعات التدمير
الذاتي و الحرب الأهلية .
إننا و انطلاقاً من إيمان السوريين بأنه لم يعد ممكناً
لأي تيار سياسي و لو كان في السلطة أن يدعي امتلاكه
الحقيقة السياسية الكلية النهائية و الأخيرة ، فإننا لن
نسمح بأن يفرض تياراً سياسياً رؤيته السياسية و منظومته
الفكرية باسم الحقيقة التي يدعي امتلاكها .
إننا إذ نؤمن بأن النضال من أجل الديمقراطية و الحداثة
ليس سهلاً أو مجانياً و لا يشكل مجالاً يتاح ، أو لا
يتاح ، من قبل جهة سلطوية أو غير سلطوية ، و أن الفكر
الديمقراطي لا يمكن أن يشهد إشعاعاً حقيقياً في المجال
الثقافي و الحياة السورية إلا إذا كان مدعوماً من  قبل
تيار سياسي ديمقراطي ،
و تعبيراً عن حاجة السوريين إلى هوية مدنية تؤطر وجودهم
و تخلع عليه عنواناً، و تكون لهم حاضنا ًيحميهم في مسيرة
تقدمهم ، انبثق حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية ( كبعض
من قوى المناعة و الحركية السورية )، من عمق الحياة
السورية لكي يدشن الاتجاه التحديثي الجذري و الحقيقي في
سورية ، و ليمثل بداية أولية حقيقية لتحرير الوجود
السوري .
أن حزب الحداثة و الديمقراطية أدرك إن الأزمة السورية
بنيوية و هيكلية في الوجود السوري و ليست عرضية عابرة و
لذلك فإن الحزب ينظر إلى العوامل الاجتماعية و
الاقتصادية و السياسية و الثقافية ، بروح حداثية تسعى
إلى توليد وعي جديد يتمايز فيه الديني عن السياسي ،
سياسياً و مجتمعياً ، إن الحزب يعتبر أن النظام المعرفي
الجديد الذي يبشر به هو وحده الذي يضمن ولادة المجتمع
السوري المحرر و العقلاني و الحديث .
إن الصراع بين القديم و الجديد ، بين الحداثيين
العلمانيين والديمقراطيين و بين التقليديين السكونيين هو
الذي سيحسم المعركة التاريخية للمصير السوري ، و هو الذي
سيبدد الانتماءات التناحرية و يولد  الانتماء الجديد
للعصر الحديث و للوطن السوري الحديث .
و لذلك فإن حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية يندد و
يتعارض مع كل الجهات المراوحة و السكونية ، و يدعو إلى
مواجهة تحريرية ذاتية تقدم الصورة الحقيقية لسورية
بواقعها المأزوم بدلاً من الصورة النقية المتخيلة  ، إن
الانهيارات العميقة و الاختلالات العنيفة التي يمكن أن
تحدثها هذه المكاشفة الخطرة ، لن تثني الحزب على التمسك
بمواقفه السياسية و الفكرية  النقدية التاريخية ، إن
الحزب لن يهادن فيما يخص المواجهة الذاتية بمستوياتها
كافة كما لن يهادن في أية أولوية تطرح نفسها في معركة
التحرير السوري الحقيقي ، و الحزب متأكد أن حسم المعركة
سيحرر الوجود السوري الذي يحتضن التقدم الضروري على
الصعد كافة .
إن حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية هو استجابة
للتحديات المركبة و المتوالدة ، و هو تدخل واع و حضاري
من أجل صياغة جديدة لسورية ،  و هو إذ يعبر عن تطلعه
للديمقراطية و صيانة حقوق الإنسان و فسح الأفق للسوريين
على تعدد انتماءاتهم ( الثقافية ، الاثنية ، الدينية )
لصناعة حياتهم و إقرار سياسة البلاد ، يعتبر أن التعددية
سمة تاريخية متأصلة للسوريين و أن الهوية السورية هي صوغ
و تكون يعكس غنى التفاعل البيني و الحياة المشتركة ، إن
الاعتراف بالتعددية (....) ضرورة مجتمعية سورية ، و إن
الانتماء الأولي و الحقيقي للوطن سورية .
إن الحزب إذ يسعى لإنجاز سورية الحديثة سلمياً يعتبر أن
المواثيق الدولية بشأن حقوق الإنسان ، حاجة محلية سورية
ملحة ، و هو يهيب بكل المنظمات السياسية و الحركات  أن
تتحلى بالشعور العالي بالمسؤولية أمام الوطن و الشعب ،
فيتلاقى الجميع في سورية الحديثة العلمانية  و
الديمقراطية .
إن حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية يعتبر أن ضرورات
إنماء مؤسسات المجتمع المدني و إرساء الحريات
الديمقراطية و الحزبية و السياسية ، و احترام سيادة
القانون و التهيئة لدستور جديد و قوانين تنسجم و مبادئ
الديمقراطية ، و العمل من أجل الضبط المدني للقوات
المسلحة و الجيش لتكون درعاً للوطن و ليس للنظام ،
واتخاذ سياسات تربوية و تعليمية تجذر الوعي الحداثي و
الديمقراطية ، إن كل هذه الأولويات تشكل ضمانة حقيقية
لمستقبل السوريين و أساساً لانسجامهم و تصالحهم مع ذاتهم
.
إن عملية بناء الحداثة السورية التي يبشر بها الحزب
معقدة تفكك العقل القديم الموروث و تحلل نظامه المعرفي و
دلالاته و رموزه و تناحراته و تضاداته المرافقة و تعيد
تركيب العقل الحداثي بمسلمات ضمنية جديدة توجهه  هي من
إنتاج العقل الحداثي ذاته .
و الحزب إذ يسعى سلمياً  إلى التبشير بالحداثة السورية و
إطلاقها و الديمقراطية السورية و تجذيرها .
يعتبر أن  ما جرى في سورية ليس تداولاً سلمياً شرعياً
للسلطة ، و إنما تكريساً لعملية التوريث السياسي بما
يهدد قيم الجمهورية ، و يؤسس لحالة شاذة جديدة في
المنطقة، وما الإشارات و الإيحاءات  الإيجابية التي
رافقت تلك العملية في مراحلها المبكرة و المتأخرة إلا
محاولة لامتطاء شرعية الوعود و توظيفها مؤقتاً كعامل
لترسيخ الوجوه الجديدة على قاعدة السلطة القديمة.
أيها السوريون
لقد جهدنا بمساع و نقاشات و أبحاث واسعة أدركت سوء
الأحوال الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية وبنيويتها ،
و حللت هزيمة السوريين الذاتية ، ووصفت طبيعة السلطة
الحاكمة  ( الجديدة – القديمة ) و لا شرعيتها  و عجزها
عن تجديد نفسها دستورياً . و في إطار  عملية البحث الجاد
و المسؤول عن العلاج الثقافي و الاجتماعي و السياسي ،
اهتدينا بحس السوريين و بآفاق  حداثية   إلى تأسيس حزب
الحداثة و الديمقراطية لسورية ، حزباً سياسياً و حركة
فكرية تحديثية منفتحة تناضل سلمياً لتبث في الحياة
السورية حس النقد التاريخي و المواجهة الذاتية ، و تسعى
لتوليد وعي و عقل حداثي و نظام معرفي جديد يفرز تخلقاً
جديداً للشخص البشري في سورية وولاء للوطن السوري و
إيماناً بقيم التعددية و العلمانية و الديمقراطية و
احترام حقوق الإنسان .

                                           معاً من أجل
سورية حديثة و ديمقراطية
                                                  لجنة
الإدارة العامة لحزب الحداثة و الديمقراطية لسورية
                           نيسان   2001








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يضع شروطه لإنهاء الحرب.. ورفض قاطع لها من أوكرانيا|#غر


.. المنطقة..وتأرجح بين التهدئة والتصعيد|#غرفة_الأخبار




.. عسكريون إسرائيليون عبر وسائل إعلام عبرية يحذرون من مغبة الحر


.. سلاح جيش الاحتلال يتسبب في فقدان نطق طفل في غزة




.. مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال بعد اقتحامها بلدة