الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحريق الأمريكي – الإيراني للعراق

سهر العامري

2009 / 2 / 3
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


صدر في السويد عن دار نشر فيشون ميديا كتاب جديد للكاتب سهر العامري تحت عنوان : الحريق الأمريكي - الإيراني للعراق ، وقد واكب هذا الكتاب الأحداث والفواجع التي حدثت بالعراق جراء الحرب المدمرة التي شنتها الرأسمالية الأمريكية عليه ، وبتأييد ومباركة من حكام طهران الذين سعوا بكل جهدهم ، وعن طريق عملائهم في العراق ، الى الانتقام ليس من صدام ونظامه كما يدعون ، ولكن من العراق أرضا وشعبا ، فالمجازر البشرية التي ارتكبها عملاؤهم في القاعدة وفرق الموت قلّ نظيرها ، تلك المجازر التي ما زالت مستمرة للساعة التي تكتب بها هذه الحروف .
لقد كانت إيران من بين أهم الدول التي اشتركت الى جانب أمريكا في حريق العراق الذي لا زال دخانه يتصاعد للآن وعلى مدى ست سنوات رأى فيها الشعب العراقي ما رأى من أهوال وتدمير مستمرين طالا البشر والحجر والشجر فيه ، وكان كل ذلك بحجة إسقاط النظام الدكتاتوري فيه ، وهو ذات النظام الذي وطدت أمريكا نفسها أركانه ، وعملت على طوال سني وجوده على حمايته ورعايته ، والأدل على ذلك أن وزير الدفاع الأمريكي ، رامسفيلد ، الذي قاد الحرب على العراق كان من بين أهم الشخصيات الأمريكية التي لم تنقطع زياراتها عن صدام حسين بين الحين والحين الآخر .
لقد كان باستطاعة الأمريكان أن يسقطوا صداما في أكثر من فرصة ، وكانت أفضل الفرص التي توفرت لهم هي الحرب التي أعلنتها أمريكا على صدام ونظامه حين كان يحتل الكويت ، تلك الحرب التي عرفت بحرب تحرير الكويت أو عاصفة الصحراء ، ولكن مخططي السياسية الأمريكية عدلوا عن ذلك بسبب عدم توفر ضمانات قوية للسيطرة على الناس في العراق من قوى سياسية عراقية مهمة ومؤثرة تخضع لمشيئتها وتوجهها الوجهة التي تريد ، خاصة بعد قيام انتفاضة آذار سنة 1991م تلك الانتفاضة التي عملت إيران على إشعالها ، مثلما عملت على استغلالها في تحقيق طموحاتها الجديدة القديمة في العراق ، ولهذا السبب رفع أمريكا حصارها عن قطعات مهمة من قوات الحرس الجمهوري في العراق كانت ترابط قرب مدينة البصرة ، سامحة لها بقمع المنتفضين أيّما قمع!
لكن هذه الحال تبدلت بعد هجمات الحادي عشر من شهر أيلول التي أطاحت برموز المال في العاصمة الاقتصادية الأمريكية ، نيويورك ، وعلى زمن إدارة الرئيس الأمريكي ، جورج بوش الابن ، التي عملت على تجنيد بعض القوى السياسية العراقية في مشروع حربها الجديدة ضد العراق ، ومن هنا برزت الحاجة الى إيران التي سمحت لعملائها من العراقيين والذين ينحدر أغلبهم من أصول إيرانية في الحضور الى مؤتمر لندن الذي سعت كل من أمريكا وبريطانيا وبتعاون مع إيران على عقد في عاصمة الضباب ، لندن ، وهو المؤتمر الذي استطاعت أمريكا عن طريقه تحيد الأغلب من سكان العراق ، وأعني بهم شيعته وذلك عن خلال الفتوى التي أصدرها السيد السستاني والتي حرم بموجبها التصدي للقوات الغازية ، تلك الفتوى التي أذاعها على الناس السيد مجيد الخوئي حال وصوله من لندن الى العراق في الساعات الأولى من اجتياح القوات الأمريكية وحلفائها للأرض العراقية ، وقبل أن يقتل هو بساعات قليلة من إعلانه تلك لها ، وقد رأى بعض المحللين أن ذلك تمّ وفق تنسيق تام سبق ساعات نشوب الحريق الذي لا زالت نيرانه تتصاعد للساعة في العراق .
كان دافع إيران للاشتراك مع أمريكا في مؤامرة حرق العراق هو تحطيم العراق والإضرار بالعراقيين ، محملة إياهم مسؤولية الحرب التي دارت بين الخميني وبين صدام في مطلع الثمانينيات من القرن المنصرم، وقد ظهر حب الانتقام هذا جليا ، وبوقت مبكر على لسان عملائها ممن حضروا مؤتمر لندن المشار إليه ، مثلما ذكر ذلك مسعود البرزاني ، وهو واحد من الذين حضروا ذلك المؤتمر ، وكان قد حذرهم علنا من مغبة هذا النهج الخطر ، وفي أروقة المؤتمر المذكور. ومع ذلك ما كان لإيران أن تكتفي بالانتقام من العراق والعراقيين وإنما سعت وتسعى الى الانتقام من كل بلد عربي أو منظمة عربية وقفت الى جانب العراق في تلك الحرب ، وبأساليب مكر وخداع مختلفة ، فلقد انتقمت من الكويت بتنشيط العلاقة الدبلوماسية مع صدام ونظامه ، وباستقبال العشرات من طائراته التي هربها لها وقت نشوب حرب عاصفة الصحراء الأمريكية ، وهي الحرب ذاتها التي انتقمت بها من العراق ومن صدام ونظامه ، كما أنها انتقمت كذلك من اليمن بالحوثي وحربه ضد نظام علي عبد الله صالح خدين صدام ، وانتقمت من منظمة التحرير الفلسطينية بمنظمتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين ، ولم يبق أمام الإيراني إيراني سوى مصر والسعودية والأردن ، ولكن هذه الدول على ما يظهر كانت منتبهة لمخططها الرهيب ذاك ، وقد تجسد هذا الانتباه في الموقف المصري من المجزرة الإسرائيلية التي وقعت في غزة في الآونة الأخيرة ، ومن تجاهل الملك عبد الله بن عبد العزيز لرسالة أحمدي نجاد في تفويض المملكة العربية السعودية لقيادة العالم الإسلامي في حرب ضد إسرائيل !!
أعود لأقول : إن قوى سياسية مهمة في المجتمع العراقي قد أدركت خطورة الحريق المعد للعراق من قبل أمريكا للعراق وبالتعاون مع إيران ، ولهذا رفضت بشدة المشاركة في مؤتمر لندن المشار إليه ، والذي أريد لبيادقه المشاركة في الجهد العسكري الأمريكي عند نشوب الحرب التي كانت تسعى لها إدارة جورج بوش الابن بخطى حثيثة ، وتحت ذرائع وحجج شتى ، تبين فيما بعد أن لا وجود لمثل تلك الذرائع والحجج البتة .
لقد كان في مقدمة القوى الرافضة للحرب الأمريكية - الإيرانية على العراق حزبان عراقيان هما : الحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة الإسلامية جناح المالكي بشكل خاص ، ولكنهما اشتركا طوعا - فيما بعد - بمجلس الحكم الذي صممه حاكم العراق ، بول بريمر ، بعد سقوط النظام ، ذلك السقوط الذي فتح أبواب العراق الشرقية للجمهورية الإسلامية الإيرانية! على مصراعيها فدفعت بعملائها ، خاصة أولئك الذين ينحدرون من أصول فارسية ، الى العراق ، وبأعداد غفيرة مستحكمين بمراكز السلطة في مدن جنوب ووسط العراق ، وتحت مسميات كثيرة ، والى الحد الذي عادت به تلك المدن تدار من قبل المخابرات الإيرانية وبشكل فاضح ، وصار أحمد فروزنده عميل المخابرات الإيرانية (اطلاعات) يجند العملاء في المدن والقرى العراقية ، وبحرية تامة ، مثلما صار السفير الإيراني في بغداد هو من يعين هذا ويحرم ذاك من مناصب الدولة في العراق ، مثلما صار سائق سيارة الإجرة الإيرانية ينادى من ساحة وسط مدينة كربلاء العراقية على الركاب الإيرانيين الراغبين في الذهاب الى العاصمة الإيرانية : طهران ! طهران ! طهران !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا