الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحب وحقيقة المشاعر الإنسانية

سليم محسن نجم العبوده

2009 / 2 / 3
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


الحب تلك الغريزة التي وضعها الله في مخلوقاته للحفاظ الصنف والنسل قال الله سبحانه في كتابه الكريم (وخلقناكم من ذكر وأنثى وجعلنا بينكم مودة و رحمة ) أي كما خلق الله سبحانه الجزء المادي من الكائن إلا وهوا الجسد كمله بجزء أخر مهم ألا وهوا أشياء غير مادية لا يمكن رويتها ولا يمكن بدونها أن تكون هناك حياة بل أن فقدانا أو حدوث أي خلل فيها سيودى إلى خلل وشلل كامل لذلك المخلوق وبالتالي خلل في التواصل مع المحيط قال تعالى ( ونفخنا فيه من روحنا ) بعد أن خلق ادم من طين من المادة كرم الله ادم بان وضع فيه جزء من روحه سبحانه أن الآية الكريمة (ونفخنا فيه من روحنا ) مدعاة لئن يفخر الإنسان بنفسه وان يحترم نفسه وجنسه كونه يحمل شيئا من الله سبحانه . و في أية أخرى (ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ) وهذا دليل قاطع على أن الله سبحانه وتعالى (علم الإنسان ما لم يعلم ) ولكن ضمن حدود ثابتة وان تصورنا أنا الإنسان بلغ مراتب متقدمة من العلم ألا أنها بالحقيقة لا يمكن أن توضع بمحل مقارنه مع العلم اللاهي المطلق ، ومن الآيات الأخرى ( والنفسُ من سواها فألهمها فجورها وتقواها ) أي أن الفجور والتقوى هوا الهام من الله لا يحتاج الإنسان أن يتعلم السوء أو الخير بقدر ما هوا بحاجة إلى السيطرة عليهما بعقلة وتوظيفهما بالشكل الصحيح ،و يقال (( أن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف )) .
كانت هذه المقدمة ضرورية بشكل كبير لما أريد طرحة من فكرة حول ( الحب وحقيقة المشاعر الإنسانية) . كل ما ذكر أعلاه يوأكد أن هناك جزء من الإنسان له القدرة على تجاوز محيط الجسد أي أن يذهب ابعد من الجسد فيتفاعل مع المحيط بل انه يستقدم لك معلومات أولية حول بعض الأشياء هي أشبة ما تكون بجهاز استخبارات خاص للجسد فيحدد الهيكل الكامل منقادا بالعقل حدود التعامل المسبق مع الأخر المجهول ، و الحقيقة هي أن حتى الأناس الذين نعرفهم و نألفهم هم أغراب بالنسبة لنا ومبهمين في بعض الجزئيات إلى أن يتم ذلك التواصل .
إلى درجة أن بعض البشر لا يعتقدون بوجود كل تفاصيل الحياة التي نعرفها أي الأشخاص والدول والأصدقاء وأمور أخرى كثيرة بل أنهم يعتقدون بوجود دواتهم فقط وان هذه الأشياء المتغيرة التي يرونها تنتهي وتضمحل بمجرد أن يخرج أو يخرجوا خارج نطاق الصلة (التواصل) بل أنهم يعتقدون بما يمكننا أن نسميه (ظاهرة الظهور الآني للأحداث ) وفي لحقيقة أن مثل هذه الظاهرة موجودة عند أناس كثيرين جدا سببها خلل في بناء الكيان الحي في الجزء الغير مادي منه . وأحيانا يتطور ذلك الشعور إلى مرض حقيقي يسبب مشكلة في التواصل مع المحيط ..
إذاً الحب وبضده الكره العرفان وضده الحقد والمتضادات كثيرة أو وليس لها سبب معقول ومنطقي.؟ هذا هوا السؤال الذي سنحاول الإجابة علية معتمدين على ما تقدم :
إذا فالمشاعر والإحساس بالأخر هوا تفاعل قد يكون ايجابي أو سلبي وتكون نتيجة ذلك التفاعل هوا تحديد شكل العلاقة بالأخر ..
فإذا ما كان ذلك التفاعل ايجابيا أي حصل هناك توافق يمكن أن تكون النتيجة هي تفجير الطاقات والقدرات الكامنة . أما أذا كان التفاعل سلبيا فيحدث العكس أي لا يكون هناك أبداع من النوع الأول و أنما يكون هناك انكماش وتثبيط للفعاليات الايجابية .
وهذا ما يفسر انك أحيانا عندما تلتقي بشخص معين تنفتح قريحتك للدعابة ويفرز الأنزيم المسئول عن السعادة المسمى( تربتوفان هيدوكسيليز) الذي يتحكم بدوره في أنتاج ( السيروتونين ) فتصبح سعيدا وتكون عندك بديهة خلاقة في ابتكار الأفكار وتصبح متفائلا محبا للحياة كل هذا سببه التفاعل الايجابي . ومن المسائل المساعد على إفراز هذا الأنزيم هو تناول المواد التي تحتوي مادة ( الكافيين) الموجودة بكثرة في الشوكولاته ولا تساعد هذه المادة على إفراز أنزيم ينشط الجهاز العصبي والفعاليات الحيوية الأخرى مما يبعث على السعادة فقط وإنما يقلل من الإصابة بمرض الجلطة وارتخاء الصمامات القلبية وتهدلها .
أما بخصوص التفاعل السلبي أي انك أحيانا عندما ترى شخص أو تتعامل معه يحدث لديك انكماش في كل شي فلا تعد قادرا على الدعابة أو الابتكار أو قد تصاب باضمحلال في البديهية التي تملكها ..
الحب :
الحب هوا تفاعل ايجابي متوافق لكنه يصل إلى مرحلة متقدمة من التوافق الايجابي ألا وهي مرحلة (التكامل مع الأخر) أي أننا في التفاعل الايجابي وحتى السلبي يمكننا أن نستمر على نفس الوتيرة الحياتية التي اعتدناها بمجرد انقطاع التواصل والافتراق سواء كان افتراق مزمناً أو دائماً . ألا انه في مرحلة الحب (التفاعل الايجابي والتكامل مع الأخر) هناك مشكلة معقدة ألا وهي أن الشخص لا يستطيع القيام بفعالياته الاعتيادية عند حصول انقطاع في التواصل سواء كان ذلك الانقطاع مزمناً أو دائماً بل أن الشخص في هذه الحالة سيعاني من مشكلة الخلل في التوازن في الجانب الغير مادي من تكوين الكيان الإنساني . وبالتالي يميل دائما للبحث عن الأخر لإحداث التوازن أي أشبه ما يكون الإنسان حينها بذرة غير متوازنة الالكترونات فتبحث عن الكترونات ونيترونات تكمل غلافها الخارجي ولذلك فأن ألذره ستكون قلقه باستمرار و غير مستقرة وكذلك الإنسان المحب لا يستطيع الاستقرار ألا بوجود الجزء الأخر من المعادلة الإنسانية والذي حصل معه ذلك التوافق الروحي .
لكن في حالات معينة يصل الحب إلى مستويات خطيرة في التفاعل أي أنة يبدأ بتشكيل مظاهر غير صحية لأحد الأطراف أو لكليهما وهوا ما يمكن أن نسميه ليس توافقا بقدر ما هوا استحواذ عاطفي اجتياح الأخر وليس التكامل معه وهذا ما يطلق علية (الهيام) . وهذه المرحلة هي مرحلة مصادرة القدرات المعنوية للطرف الأخر.
ربما يكون السبب في الحب هوا خلل مسبق في البناء الغير مادي للكيان الإنساني وربما يكون الله سبحانه قد خلقنا على هيأة الأجرام السماوية والتي ثبتّ نسيجها بالمغناطيسية والكهرباء كذالك خلقنا من ذات المبدأ سبحانه وتعالى عما يصفون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج اليوم | حقوق المرأة المطلقة عربيا


.. مصر | معاناة مستمرة للمرأة المعيلة بعد الطلاق




.. إحدى الحاضرات منى الحركة


.. مسرحية حياة تروي قصص لبنانيات من مدينة بعلبك




.. سلوى جرادات وهي فلسطينية من رام الله