الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفضائيات وسيلة عصرية لتمدن الشعوب

عماد علي

2009 / 2 / 3
ملف- دور الفضائيات العربية في تسويق الإعلام وبناء الوعي و توجيه الرأي العام


اصبحت الفضائيات الوسيلة الاعلامية المؤثرة بشكل مباشر على حياة الشعوب ، لانها دخلت الى كل بيت بما فيها تقريبا ، وتزداد يوما بعد اخر باختلاف انواعها الليبرالية و المهنية ، و العلمانية الديموقراطية التقدمية ، و الدينية العقيدية و في مقدمتها الاسلاموية السياسية .
و لكل منها اهدافها المعلومة ،و تُصرف على كل منها الاموال الطائلة التي تدخل في باب التبذير و البذخ و التي يمكن بهذه المقادير من المبالغ الخيالية مساعدة الشعوب الغارقة في الفقر و التخلف ، الا ان المصالح الذاتية تبعد الافعال و الاعمال على الارض ، و هيهات بين الفكر و العمل و التطبيق ، و كما يدعي اكثرية الغيبيين من الافكار و التي يضللون الشعوب بها و هم بعيدون عنها في الواقع .
من الواضح للجميع ، يجب ان يكون التقدم التكنولوجي في خدمة البشرية و وسيلة لتقدم الانسان نحو السعادة و العيش الرغيد و الرفاه ، على الرغم من استغلاله سلبيا ، على العكس من الاهداف الحقيقية الايجابية الجوهر التي تسهر العلماء و الخيرين من اجلها، و ينعكفون مهملين حياتهم الخاصة من اجل الاهداف العامة ، و ان كان البعض منهم ينظر الى الربح المادي فقط من زاوية التقدم العلمي التكنولوجي في هذا العصر.
ان المؤثرات المباشرة من نشر المعلومات والاساليب و التصرفات الاعلامية المنشورة عن طريق الفضائيات ، تكون لها التاثير المباشر لااراديا على حياة الاسر و الافراد بشكل جذري ، و يمكننا التمييز الواضح بين جيلين في هذا العصر نتيجة وضوح الطريق بشكل تبين في الافق من المستقبل القريب مشكلة العصر في هذه المنطقة .
الفضائيات تتسم بشكل و اخر بالتقليدية لما يطرح ، و منفصل عن الواقع و تنقسم البرامج التي تقدم على الشاشات الى الاجتماعية و الترفيهية المفرطة بحيث تُبعد كافة القيم من مضمون ما تقدم ، و منها غير منسجمة مع الواقع الذي تطرح فيه ، و منها السياسية الهادفة وفق الفكر و الايديولوجية التي تقف وراء الفضائية و المدعومة من هذه الدولة او ذاك ، او مدعومة من اجل نشر ثقافة معينة كاسهل طريقة للوصول الى عقلية المشاهد ، و كما تعتمد الليبرالية الجديدة في جميع انحاء العالم اليوم .
و ان كنا صريحين اكثر ، لابد ان نذكر ان بعض الفضائيات اصبحت وسيلة سياسية بحتة تستعمل كآلية مؤثرة في الصراعات بين الدولة و الكتل او الافكار او العقائد او الحضارات المتناقضة . نرى من الاحزاب و الافكار التي تستغل الاسلام كطريقة في الوصول الى الغايات السياسية ، و تحاول فرض الاراء و الاعتقادات من جانب واحد ، دون الاعتبار للافكار و المعتقدات الاخرى ، او مهملين الواقع السياسي الاجتماعي للمنطقة ، و الفضائية خير وسيلة لتلك الغايات .
اننا لم نشاهد في الشرق الاوسط الفضائيات المهنية كاعلام و وسيلة لتوضيح و بيان الحقائق كما هي دون اي تبرج او تلفيق ، و منها ما تدعي ذلك ، و لكنها تهدف لتحقيق مرامي و نوايا عقيدية بعضها غارقة في التخلف و الرجعية ، و تستغل اخطاء و تناقضات القوى الكبرى من اجل العقائد الرجعية . و منها ما تحاول بشكل غير مباشر و عن طريق برامج خاصة متنوعة تحقيق اهداف انية ، سوى كانت سياسية او اجتماعية او ثقافية او اقتصادية . و تنفذ تكتيكات معينة من اجل فرض اراء و افكار مصلحية ، و ورائها مصالح و صراعات دولية او حضارية او شخصية ، واكثرها ايديولوجية .
من الممكن ان تستغل الفضائيات كوسيلة مؤثرة و مباشرة لنشر الفكر و عمل الفضائية بشكل نبيل ، و من اجل خير الانسان وتقدم اجياله . الا ان اكثريتها كما نرى لحد اليوم، اما نفعية ربحية تجارية بحتة كما تريد الراسمالية و اهدافها البعيدة عن الانسانية وخصائصها ، او سياسية من اجل الصراع و نفي والغاء الاخر .
لو دققنا في فضائيات الشرق الاوسط بشكل خاص ، نرى اكثريتها حكومية و ممولة من قبل السلطات بشكل واسع و على حساب المواطن ،سوى بصرف الاموال او تحقيق اهداف السلطة بذاتها بعيدا عن حقوق المواطنين ، وتعمل من اجل التعتيم على الاخطاء و السياسيات الفردية و الفساد او التشويش على افكار و خطط المعارضة ، او من اجل تبرير ممارسات السلطة و افعالها التشددية الجائرة ، او لكتم افواه المتنافسين و باموال الشعب نفسه ، و نظرا لكلفة الفضائيات الباهضة ،لا يمكن لاية جهة او كتلة او تيار ان تمتلكها من دون مساومات لهنا او هناك ، او تنفيذ خطط و اجندة هذا و ذاك الممول بشكل مباشر او غير مباشر ، لان المهنية و الحياد لا تفيد الجهات التي تعيش على حساب الشعب ، و التجارة العامة او الراسمالية المفروضة لم تصل لمرحلة ان تتحمل جهة بسيطة كلفة فضائية لتحقيق اهدافها .
هناك من القضايا الرئيسية الهامة، و من واجب المؤسسات السياسية و المنظمات المدنية والاعلام الاهتمام بها ، و منها المجتمع المدني و سعادة الشعب ، المراة و ما يخصها ، و الطبقة العاملة و الكادحة المهمشة في الحياة .
الفضائيات من الوسائل التي يمكن ان تستغل لتساعد في خطو المجتمع نحو التمدن و التقدم و التطور المستمر ان كانت اهدافها معلنة ، و كوسيلة داعمة لتقدم المجتمع ، و مساعدة لتثبيت ركائز ترسيخ المجتمع المدني العلماني الديموقراطي في جو من الحرية ، و ساحة و وسط مساعد على الحوار وتقبل الاخر و وجود الراي و الراي الاخر ، و تقبل الراي المخالف و الاعتراف بالصحيح ، من اجل الهدف السامي الاهم وهو المساواة والتوازن في موقع الطبقات و الفئات ، و ايجاد الوسائل الضرورية لمعيشة الطبقات الفقيرة و الكادحة ، و ضمان حقوق المراة في العيش و العمل و مساواتها مع الرجل، بشكل تدريجي ،و التي تبدا بتثقيفها و رفع مستواها من كافة الجوانب و توعيتها .
من المؤسف ان الفضائيات بشكل عام ، اصبحت الوسيلة الهامة بايدي الافكار و العقائد الرجعية ، من الخيال او الغيبية ، و اصبحت آلة بيد المحتكرين و مستغلين الشعوب في المنطقة ، و لم تتمكن اليسارية و تنظيماتها من امتلاك قنوات فضائية مؤثرة لحد اليوم لاسبابها المعلومة المادية و السياسية ، و هي غائبة على الساحة الاعلامية المؤثرة ، و لذلك استغلت الساحة من قبل الراسمالية والليبرالية والاسلام السياسي و المحافظين بشكل مطلق . و هذا ما يتطلب من اعادة النظر في عمل اليسار الاعلامي من اجل مجاراة و منافسة الاخرين و الصراع مع القوى الاخرى لتحقيق الاهداف اليسارية العامة ، و هذا ما يمكن ان يفيد الطبقات الكادحة الساحقة في هذا العصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتلال يلقي مناشير في معسكر جباليا تطالب السكان بالإخلاء ا


.. مظاهرة في العاصمة الإسبانية مدريد تطالب الدول الأوروبية بالا




.. لحظة استهداف إسرائيلي بمنطقة جباليا في غزة أثناء تغطية صحفيي


.. مظاهرة لعشرات الإسرائيليين بالجليل تطالب بتنحي الحكومة لتخلي




.. أمريكا تعرض على إسرائيل معلومات استخباراتية لتحديد موقع قادة