الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اوراق الحرب بين مطرقة التحالف وسندان صدام

باسم السعيدي

2004 / 3 / 23
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


(كتبت اثناء الحرب في 4/4/2003 ولم تنشر لعد الامكان ايام صدام)
لايكفي ان نقف دقيقة صمت احتراما لارواح ضحايانا في الحرب من المدنيين الابرياء و الجنود المظلومين ..الذين سلموا عمدا وقسرا الى مطحنةحرب اقل ما يقال فيها انها معركة انتحار حتى عند اكثر القادة غباءا في التاريخ .
ليس سير هذه الطوابير الذاهبة الى موت مبهرج بالاستسلام للتكنولوجيا الحديثة بأقل حزنا من ذاك الذي على الضحايا المدنيين ، بل ربما أعظم ، وليس القياس بالعدد هنا اوهناك .. ومن يعارض في ذلك ارجو الا يقصر نظره الى رؤية طفل او شيخ او امرأة فقدوا حياتهم في هذا الآتون المحرق .
لا بل الى جيش فاقد لكل مقومات وتفاصيل تجهيزات الجيوش القادرة على أية مواجهة عسكرية ، لا أبدأ بالتسليح المتهريء القديم .. ولا أذكر فقدانه لقوة جوية تغطي تنظيماته وتجحفلاته ولا حتى انسحاباته ان تطلب الامر .. لا أذكر ذلك بل أقول ان الجندي الذي هو وقود المعركة (أية معركة) كان يستجدي ثمن سجائره في شوارع المدن ويستعطي ثمن تذكرة السفر (وقوفا لا جلوسا في الباصات) كيما يعود الى اهله في اجازته الدورية ( مشاهدات بل معايشات شخصية).. وقد يضطر الى ارتكاب السرقة من الشارع او من رفاقه أو حتى من ممتلكات أو تموين وحدته العسكرية كي يقوم بالـ( توريق )للضابط المسؤول عنه حتى يعود ليعيل عائلته من عمل يلتحق به أو ليشتري علاجا لمريض من اسرته .. أو ليشتري بنطلون (كاوبوي) لطالما تحسر وهو ينظر الى اقرانه يرتدونه بفرح لم يشعر به منذ زمن لم يعد يذكر بدايته اذ فتح عينيه على وضع وحال كهذا .
اما الضباط وهم رفعة راس كل امة فهم وان كانوا اقل مأساوية من الجنود الا ان احدهم لم يكن يتسلم راس كل شهر ما يكفيه يوما واحدا عند بقية جيوش الامم ، حال كحال أي موظف للخدمة العامة في مؤسسات الدولة الاخرى ، مما يضطرهم الى مد ايديهم الى الجنود القادرين على الـ( توريق) ، ولكن التصنيف المذكور لا يشمل ضباط الحرس الخاص والضباط الكبار والقادة والمقربين والذين هم طبعا لم يكونوا في خط المواجهة الحقيقي امام الجيوش المعادية .
أية حرب وأية مقاييس عسكرية ونفسية
اقول هؤلاء الضباط اضطرهم الوضع آنف الذكر الى التسابق والتنافس لكسب الـ (عفية) من قائد لطالما استأنس للطرب على كلمات المديح والتبجيل والتقديس لشخصه .لقد فهم جميع العراقيين سايكولوجيته هذه وأخذ الكثير منهم بالعزف على اوتارها طمعا بالـ ( عفية والعفيتان وربما ثلاثة ) في بعض الاحيان . وما أدراك ما الـ(عفية ؟؟) التي لا أظن احدا من العراقيين لا يعرف معناها !!
تبا لعبادة الفرد .
ولا اريد أن اتطرق للميليشيات المسلحة الاخرى صنيعة الوضع نفسه ..كفدائيي صدام ومقاتلي حزب البعث، فجميع العراقيين يعرفون ماهية عابدي الفرد ؟؟.
أقول في وضع كهذا وقائد كهذا وقادة جيش نسوا الامانة التي يضعها الشعب في اعناقهم ، وغابت عنهم مسؤولياتهم في وضع الشيء في موضعه .. ان لم يكن بالفعل فبالقول والنصيحة لقائد فرد ولو كلف ذلك حياته .. فحياة الشعب ومستقبل الوطن على المحك !!.. يا كلمة النصيحة الحقة هل كنت ستمنعين الكارثة ؟؟
لا اظن !! .. ولكن اقل ما يقال ان الشعب سيعرف ان له اولادا برره دفعوا حياتهم ثمنا لأمنه واستقلاله !! .. أو على الاقل سلامته ، ولكان الطاغوت أحس بوجود الشعب وأهميته ولفكر مرتين عند احلام السفهاء التي تنتابه ؟؟
أقول في وضع كهذا وقائد كهذا وقادة جيش كهؤلاء .. كانت نهاية النفق مسدودة .. والطوفان آت لا محالة .. وليرحم الله العراق .
لقد نفذ الجنود واجبهم الذي يطيقونه فشكرا لهم ..لقد سفح الدم الحرام في الشهر الحرام ..
قاتل الله عبادة الفرد
ان هذا الدم الذي سفح على تراب العراق الطاهر لم يذهب بغير فائدة ، لقد عرف الشعب بان جنوده قادرون على التضحية بدمائهم حتى في معركة خاسرة كهذه ..لكن ليست هي الفائدة ؟؟ بل ان يعي الشعب الدرس ..ويلعن الى الابد .. عبادة الفرد وتسيد الفرد على رقاب المجموع ..
انه دين لتلك الدماء في رقابنا .. فهل من سداد لهذا الدين ؟
باسم السعيدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جهود إيجاد -بديل- لحماس في غزة.. إلى أين وصلت؟| المسائية


.. السباق الرئاسي الأميركي.. تاريخ المناظرات منذ عام 1960




.. مع اشتعال جبهة الشمال.. إلى أين سيصل التصعيد بين حزب الله وإ


.. سرايا القدس: استهداف التمركزات الإسرائيلية في محيط معبر رفح




.. اندلاع حريق قرب قاعدة عوفريت الإسرائيلية في القدس