الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في دهليز الأيام

ضياء مهدي عباس

2009 / 2 / 4
الادب والفن


مهداة إلى الشاعر المبدع ((أحمد عبد الصاحب))
أحمدْ ..
أدركني يا أحمدْ
شيءٌ ما يجثو في الصدرْ
هل عمرك يا أحمدْ
تتوقع أن القلب يغادر يوماً ما صدرهْ ؟
وقبالة وجهك يجلس إذ ينحب ؟
هل عمرك أدركت الحزن الوحشيَ
وقد أدمى بمخالبه جسد القلب العاري ؟
أم تتوقع أن هنالك يا أحمدْ
من يتخاصم حتى مع نفسه
في الساعات المرّهْ ...
بل حتى في الساعات الحلوة ؟ !
* * *
أرأيت هنالك يا أحمد
بيتاً يبكي من ساكنهِ
مثل بكاء حناياي لدقات القلب ؟
لا أدري من هو منا يُتعب صاحبه ...
أنا أم قلبي ؟
لا أدري من أين وكيف تجيء النار ؟!
تعبث كالطفل بأضلع هذا الصدر ..
أرأيت هنالك أنساناً
يخرج للناس بلا رأس ؟
مع ذلك ...
يضحك .. يأكل أو يشربْ
ينطق بالحكمةْ
أو يتناسل بالفطرهْ
لا يدري كيف يُصَرِف هذا بالمرهْ
لا يدري ... لا يدري
منذ أستودع في غرفته رأسه
أرأيت هنالك يا أحمد
غابة حب تحرق
وعصافيراً تسرق ... ؟
أني في بحرِ الأحزان الكبرى أغرق
أما أوراق العشق الأخضر ...
فهي بلون أزرق ...
زرقة لون الموت ...
المتجّسد في أقبية الموتى
* * *
أرأيت هنالك يا أحمد
رجلاً يبكي موته
ويشيّع بين الناسِ جنازته ..
* * *
قل يا أحمد
من ينتشل المهدي
من بئر الأحزان
وليالي الموت ودنيا الموتى
وأنا اصرخ في دهليز الأيام
والكل ينامون ولا يوقظهم ...
صوتٌ مقتول النبرة ...
أو رعشة قلب يبكي عمرَهْ
عمرهُ المقتول بحشرجة الحسرهْ
آه . أنك وحدك تُصلى
في نارِ معاناةٍ حرى
حتى جدرانك يا قلب
لا يتردد فيهن صدى
لِمَ تصرخ يا هذا المأسور بلا جدوى ؟
ليكن صمتك أجدى من أن تطلب نجده
فالكل ينامون ولا يوقظهم ...
صوتٌ مقتول النبرةِ ...
أو رعشة قلب يبكي عمره .
* * *
أشعر يا أحمد
أن المهديَ الشاعر
صار كما يهوى سارق أحلام ماهر ...
يملأُ قلبه لا جيبه ...
يتصيّد ما يعشق من صورٍ شعرية
- هل في هذا ما يحزن ...
أو يثقل كاهل هذا القلب ؟
- أشهد :
أن مجاري الشعر ... الحلو ـ المر
النابع من أعماق النفس
هو المتسربل في أحزان الزمن المر
الساكن مستشفى الألم السري
كي يغرف ما يغرف من وجع الأحزان
لكن الأغرب ما فيه
أن المستشفى تقطنُ في روح الشاعر
وهنا يكمن سرّ الشعر
سرّ الحلو وسرّ المرّ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتبره تشهيرا خبيثا.. ترمب غاضب من فيلم سينمائي عنه


.. أعمال لكبار الأدباء العالميين.. هذه الروايات اتهم يوسف زيدان




.. الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت في مهرجان -كان- بفستان بـ-ألو


.. مهرجان كان 2024 : لقاء مع تالين أبو حنّا، الشخصية الرئيسية ف




.. مهرجان كان السينمائي: تصفيق حار لفيلم -المتدرب- الذي يتناول