الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين خالد مشعل و محمود عباس : صراع التصريحات في وضع فلسطيني متلاشي

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2009 / 2 / 4
القضية الفلسطينية


ما بين الدعوة إلى إطار تنظيمي جديد؛ كبديل لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ و التي أطلقها خالد مشعل؛ و ما بين رفض التحاور مع الذين لا يعترفون بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للفلسطينيين ؛ كموقف عبر عنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ؛ تحقق إسرائيل الهدف الاستراتيجي الذي خاضت من أجله حرب غزة ؛ و تخسر القضية الفلسطينية رهانا آخر في مسارها الطويل و الشاق .
هل يمكن أن نؤكد أن حماس بأجندتها السياسية الخاطئة ؛ تعتبر عميلا موثوقا به من طرف الحكومة الإسرائيلية ؛ يحقق الأهداف الصعبة التي لم تستطع إسرائيل تحقيقها في أشد فترات النضال الفلسطيني صعوبة ؛ و من بين هذه الأهداف محاولة تصفية منظمة التحرير الفلسطينية ؛الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني في المحافل الدولية ؟
و هكذا يمكن لإسرائيل أن تتذرع منذ الآن بغياب المفاوض الممثل للشعب الفلسطيني؛ الشيء الذي يعني تأجيل المفاوضات؛ التي أطلقتها الرباعية الدولية؛ و التي تشجعها المبادرة العربية؛ حول الوضع النهائي لقضية دامت أكثر من اللازم.
لقد تأسست حماس منذ البداية لعرقلة أي مشروع فلسطيني وطني ؛ و استبداله بمشروع إسلاموي ؛ يحول الصراع من طابعه السياسي ضد مغتصب لحقوق شعب ؛ إلى صراع ذو طابع ديني يرتبط بأجندة سياسية خارجية .
و لعل هذا ليس باتهام فارغ؛ ولكنه حقيقة تثبتها الأحداث الجارية على أرض الواقع ؛ منذ الانقلاب الأخير الذي سعى إلى تأسيس إمارة إسلامية على حدود إسرائيل ؛ مما يمنحها المبرر في قتل و تشريد الآلاف من المدنيين تحت يافطة محاربة الإرهاب ؛ و مرورا بالأحداث الأخيرة التي أصبحت تطرح نتائجها أكثر من سؤال حول مصير القضية الفلسطينية .
و كلها قرائن واقعية تدفع كل متتبع للشأن الفلسطيني ؛ إلى أن يشك في هوية هذه الحركة الأصولية ؛ التي لم يجن من ورائها الشعب الفلسطيني ؛ إلا ويلات الحرب و الصراعات الداخلية ؛ التي ستأتي على آخر ما تبقى من الحلم الفلسطيني .
إن بوادر الأزمة التي برزت بجلاء على الساحة السياسية الفلسطينية ؛ رغم أن الحرب على الشعب الفلسطيني الأعزل لم تضع أوزارها بعد ؛ لتنذر بعواقب وخيمة تتهدد النضال الفلسطيني ؛ لعل أقلها استمرارية الوضع القائم ؛ عبر تحويل حلم الدولة الفلسطينية المستقلة إلى دويلات طوائف متناحرة ؛ تتحارب فيما بينها نيابة عن الاحتلال . و لعل بوادر فشل الحوار بين الفر قاء الفلسطينيين ليؤكد بالملموس استمرارية عزل الضفة عن القطاع ؛ و استمرارية سلطتين ؛ لكل سلطة أجندتها الخاصة.
لقد آن الأوان لتتوحد جميع الأجندة المتصارعة حول خيار واحد؛ يقوم على خدمة قضية الشعب الفلسطيني قبل أي شيء آخر؛ و لكي يتحقق هذا الرهان؛ فلابد من تقوية منظمة التحرير الفلسطينية كإطار تنظيمي وحيد قادر على تمثيل الشعب الفلسطيني ؛ بدل الدعوة إلى إضعافها ؛ و لعل هذا هو ما سيؤدي بشكل مباشر إلى الدخول في حوار فلسطيني يجمع كل الفصائل ؛ قصد التفكير بشكل جدي في تقوية النضال الفلسطيني الموحد ضد الكيان الصهيوني الغاشم ؛ الذي احتل الأرض ؛ و يسعى الآن إلى قتل و تشريد الإنسان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يترأس اجتماعا بمشاركة غالانت ومسؤولين آخرين


.. متحدث باسم حماس لـ-سكاي نيوز عربية-: إسرائيل ما زالت ترفض ال




.. بعد فشل الوساطات.. استمرار التصعيد بين حزب الله وإسرائيل| #غ


.. المراكب تصبح وسيلة تنقل السكان في مناطق واسعة بالهند جراء ال




.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه