الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة القوى الدينية الطائفية بعد ان غيرت جلدها

عبد الرضا المادح
قاص وكاتب - ماجستير تكنلوجيا المكائن

2009 / 2 / 4
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


شارك الملايين من ابناء الشعب العراقي، بيوم عرس وطني في 31 / 1 / 2009 لانتخاب مجالس المحافظات، والمؤمل منها ان تلعب دوراً حقيقياً في النهوض بواقع المحافظات المتخلف، حيث فشلت مجالس المحافظات المنتهية ولايتها بتقديم اعمار حقيقي وخدمة ابناء الشعب، والسبب الرئيس بات معروفا لابناء شعبنا وهو ان معظم اعضاء تلك المجالس من العناصر غير الكفوءة والنزيهه، والتي جائت الى كراسي ( الجاه والثروة ) عبر احزابها القومية الطائفية العشائرية المتخلفة، وقد ادركت هذه الاحزاب حراجة موقفها فسارعت لتغيير جلدها، فنزلت للساحة الانتخابية باسماء تنأى بها ولو ظاهرياً عن طبيعتها وتركيبتها الحقيقية، فقائمة
"ائتلاف دولة القانون" تتشكل من حزب الدعوة والحزب المنشق منه حزب الدعوة ـ تنظيم العراق والحزب التركماني الاسلامي، اما قائمة " تيار الاحرار المستقل " فهم جماعة التيار الصدري، و"قائمة شهيد المحراب والقوى المستقلة " جماعة المجلس الاعلى، " تيار الاصلاح الوطني.." لرئيس الوزراء السابق الفاشل الجعفري، "قائمة التوافق والاصلاح " لجبهة التوافق واللاعب الرئيس فيها الحزب الاسلامي ، والعشرات من القوائم ذات الجوهر الطائفي، الديني والعشائري ولكن بأسماء رنانة..!
والملاحظ ان الاحزاب الطائفية المهيمنة على العملية السياسية، وزعت مرشحيها كمستقلين؟ على قوائم عديدة، للعودة من الشبـّاك ولتشتيت اصوات الناخبين لكي لاتذهب الى القوى العلمانية، علما ان الكثير من القوى الخيرة والتي تريد التغيير حقا، نزلت الى الساحة بمفردها وباعداد كبيرة مما اربك الناخب وفوت الفرصة لتغيير ميزان القوى في مجالس المحافظات، ولا ننسى القدرات المالية الكبيرة ( المنهوبة وكذلك القادمة من خلف الحدود ) واستخدام المال العام ووسائل الدولة الاعلامية ، واساليب شراء الذمم الرخيصة، واستغلال اسم المرجعية وتدخل رجال الدين باشكال مختلفة في ايام عاشوراء، كلها ساهمت باعادة نفس الاحزاب الى طاولة اللعب ولكن بترتيب آخر.
صرح رئيس المفوضية العليا للانتخابات فرج الحيدري، بأن نسبة المشاركة في عموم المحافظات بلغت ( 51% ) حيث شارك سبعة ملايين ونصف من اصل ( 14 مليون و900 الف ) يحق لهم التصويت في ( 14 ) محافظة ماعدا المحافظات الشمالية اربيل، دهوك والسليمانية.
مما ورد اعلاه يمكن استخلاص النتائج التالية:
1 ـ عزوف نصف ابناء الشعب العراقي ممن يحق لهم التصويت عن المشاركة، بسبب الشعور بخيبة الامل من جراء الفشل الذريع لسياسات الاحزاب المهيمنة على العملية السياسية.
2 ـ لم يصوت المواطن للاحزاب الدينية الطائفية، بل لشخصيات واسماء رنانة كرئيس الوزراء و
" دولة القانون " وغيرها، اي التعبير عن رغبة المواطن بفرض القانون وتوفير الامن من قبل حكومة مركزية قوية، كما اعتاد عليها الشعب العراقي في الحقب الماضية.
3 ـ لايزال الوعي الانتخابي متخلف عموماً، فالغالبية العظمى لاتعتمد في تصويتها للمرشحين على اساس الكفاءة والنزاهة والاخلاص لبرامج حقيقية، بل تخدعها الوعود البراقة، ناهيك عن تأثير الموروث الديني بوجوب طاعة الحاكم ورجل الدين وان كان ظالماً !
4 ـ نتائج الانتخابات تؤشر الى اندحار دعاة الاقاليم ( وقبلها فشل مشروع اقليم البصرة )، وهذا يؤكد مزاج الجماهير في الحفاظ على وحدة العراق وعدم تقسيمه على اساس اقليمي، قومي ، طائفي.
5 ـ لم تستطع القوى العلمانية تحقيق نتائج جيدة، على الرغم من المزاج العام في الشارع لصالحها قبل الانتخابات..!!
6 ـ كان مستوى اداء المفوضية العليا للانتخابات جيد جدا، وهذا يدلل على تطور العملية الانتخابية الديمقراطية في العراق.
ان الاهم في العملية الانتخابية، انها جرت في موعدها دون حوادث امنية تذكر، مما يشكل مؤشر جدّي على اندحار الارهاب في العراق، وتوق العراقيين لبناء مستقبل وطنهم على اسس سلمية حضارية.

03 02 2009









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة