الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العجب في نجاة من نجا

كاظم الحسن

2009 / 2 / 4
الادب والفن



-
المشهد الثقافي العراقي في حالة صدمة تكاد ان تكون اعراضه الغيبوبة في اقصى درجاتها واقلها الازدواجية بين رؤية مثالية متعالية وسلوك يضع المثقف نفسه اولا بانتهازية مفضوحة نادما على مافاته من عطايا في زمن المكارم والمغانم! وهو بذلك يفصح عن ذات مأزومة لا ترفض الظلم لذاته بل لوقعه عليها تحديدا.
- هذا الواقع بسبب اتساعه قد اضفى نوعاً من الشرعية على السلوك العام و كرس صورة نمطية مقبولة في الاوساط الثقافية والاديية والسياسية حتى اصبحت الشخصية الفهلوية هي السائدة، ساعية الى فرض وجودها متمنطقة بعدة ثقافية جاهزة مستمدة من تراث حافل بروح التكسب، يتسيده وعاظ وشعراء السلطان، ومن لا يجاريهم في طريقهم هذا بانه مغفل ولا يعرف من اين تؤكل الكتف.
-
عندما المت ببغداد احدى الكوارث وما اكثرها وصف هذا الحال الفقيه الحسن البصري بالقول: ليس العجب في هلاك من هلك، ولكن العجب في نجاة من نجا. ولو حاولنا اجراء بعض التعديلات على تلك المقولة، لفهم ما يحدث في المشهد الثقافي فانها سوف تكون كالأتي: ليس العجب في طرق باب المسؤول... بل العجب في الأمتناع عن ذلك! ما نراه في المجالس الخاصة للمثقفين من جدل ونقاش ليس في رفض الجوائز والعطايا التي تقدم لهم، بل عن المستحقين وللامستحقين لها اي انها اصبحت من الحقوق المكتسبة التي لا يمكن رفضها الا عبر المقترح الذي تقدم به الزميل احمد عبدالحسين الذي يدعو الى تكوين (جمعية اللامثقفين) ومن شروطها ان يكون العضو قد طلب شيئا من مسؤول في الماضي، وان يتعهد بعدم طلب شيء من ذلك في المستقبل، وان يرضى ان يقال عنه غير مثقف. اعتقد ان النصاب القانوني لن يكتمل لهذه الجمعية، وعليها ان تسير بذات الطريق الذي سارت عليه قمة الدوحة التي عقدت مؤخرا في قطر، حين استدعت دول غير عريية، لكي تكمل العدد، وذات الشيء يقال عن الندوات التي تستعين بما يسمى (فوج طوارئ الثقافة) لكي تكمل النصاب القانوني للندوات او الجلسات الادبية والثقافية التي لا تقدم ولائم. من الطريف ان احد التجمعات الثقافية التي اعلن عن ولادته بعد التغيير، وهو ذو توجه مدني، وبعد تشكيل هيكله الاداري ونظامه الداخلي الذي يسمح بتداول منصب الرئاسة فيه لفترة محدودة، استأثر احدهم به واعلن عن رئاسته الابدية للمنصب، وهدد باللجوء الى حكم العشيرة، في حالة اقالته او تنحيته عن المنصب الذي البسته الديمقراطية اياه، يبدو ان الاستحواذ والغنيمة هو شعار السياسي اليوم وفتاته من حصة المثقف الذي مابات يشعر بالكبرياء اوالحرج من هذا الانحدار، بل ان مسؤول كبير في وزارة الثقافة، كان قد صرح في لقاء مع احدى القنوات الفضائية، بان على المثقف ان يأخذ بالشعار الشهير(ما أخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة) وهو يريد القول (وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا) ولو أخذ بهذه الافكار المثقف فانه سوف ينفي نفسه وينافس السياسي الذي فشل اصلا في استعادة الاراضي السليبة ولم يحصل على سيناء الا من خلال المفاوضات السلمية، اما اذ كان المراد هنا هو الاستيلاء على السلطة، فالانقلابات التي شهدها العراق هي التي تتحدث عن ذلك.
- بل ان زج المثقف في الصراعات والتجاذبات السياسية سوف يعرضه الى ذات الموقف الذي عاشه المثقف في دولة رومانيا، حين خرج عمال المناجم في مظاهرة، بحثا عن المثقفين وهم يلوحون بأياديهم الغاضبة وترتسم على وجوههم الغاضبة امارات الاحباط والانتقام، بسبب اعتقادهم ان المثقف يتحمل مسؤولية تعاستهم ومصائبهم ولذلك صبوا جام غضبهم على كل من يحمل حقيبة او كتاباً او نظارات طبية.
ولقد تخلى المثقف عن تلك المظاهر في لحظة المناسبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا -ليلة في حب سيدة المسرح العربي .. تكريم الفنانة س


.. وائل شوقي.. الفنان المصري -العبقري- يبهر جمهور بينالي فينيسي




.. ستايل توك مع شيرين حمدي - لقاء مع الفنانة علا رشدي وحديث خاص


.. -ليست حرب بل إبادة-.. فنان مصري يشارك شهادة جراح أمريكي عاد




.. طلاق الفنانة نيللي كريم من لاعب الإسكواش هشام عاشور