الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفضائيات العربية ومهمة بناء الوعي وتوجيه الرأي العام

صبيحة شبر

2009 / 2 / 5
ملف- دور الفضائيات العربية في تسويق الإعلام وبناء الوعي و توجيه الرأي العام


انتشرت الفضائيات الناطقة باللغة العربية ، انتشارا كبيرا ، بفعل القدرة على تمويلها من قبل الحكومات الغنية، التي تمتلك الثروات القومية الكبيرة، وتستطيع ان تهيمن على تك الفضائيات وتوجهها ، كما استطاع الأغنياء في العام العربي أن يسيطروا على تلك الفضائيات ،ويقوموا بتوجيه إعلامها ، وتلك الوسائل الإعلامية التي أخذت تقود الرأي العام العربي ، موجهة إياه الى ما تريد ،تأييدا لبعض السياسات ،تمتلكها الأنظمة الشمولية في العالم العربي، والتي لا تعترف بالديمقراطية وبحق الاختلاف بالرأي ، وحرية التعبير إلا اسما وبأضيق الأنواع ، استطاعت هذه الفضائيات أن تدخل معظم البيوت خالقة رأي شبه موحد، تجاه ما يجري في العالم من أحداث،, وبذلك أصبحت واحدة من أهم وأبرز وسائل إيصال المعلومات، وبناء الوعي وتوجيه الرأي العام في العالم العربي والتأثير المباشر فيه.
والملاحظ أن جل تلك الفضائيات، تقوم بتأليب الرأي العام العربي، وتوجيهه ضد أفكار تجد إنها قد تعترض طريقها في شحذ العقل بأفكار معينة / تدعو إلى الهيمنة ،والسيطرة على مقدرات الشعوب ، وهناك قلة قليلة تحرص على دقة الخبر وصدقه، وتمتعه بالحد الأدنى من المصداقية والمسؤولية ، واحترام عقل المنتقي والمشاهد ، والقليل أيضا من هذه الفضائيات، تحترم الرأي الآخر، وحق الأفراد في التعبير عن آرائهم بحرية، ولا تعرضهم للعقوبات البدنية او الاقتصادية، او التعرض لغضب الجماهير أحيانا ، او أولياء الأمور، دون ان يمتلكوا القدرة على الدفاع ،عن وجهات نظرهم الحقيقية، او حيواتهم في بعض الظروف، التي وجد المخالفون لوجه النظر السائدة ، أنفسهم وحيدين في الميدان ، متعرضين لأقسى العقوبات، التي لا تتناسب مع الكلمة التي كتبوها، او نطقوا بها ،وقد تحمل بعض الاختلاف في الرؤى والأفكار
بعض الفضائيات استطاعت ان تدافع عن الحرية، وحق الناس في التعبير عن آرائهم المختلفة ، واحترمت الرأي الآخر، ودعت الى الحوار بأسلوب عصري متمدن، يخلو من التشدد ومصادرة حق الآخرين في الرأي المختلف
للفضائيات دور كبير في إشاعة الفكر الحر، والدعوة الى الحوار الحضاري والعلمانية ، كما ان البعض الآخر منها يروّج للأفكار المتطرفة والتعصب، ومحاربة من يحمل فكرا، مختلفا عن الآخرين وإشاعة الفكر القومي الشوفيني، ونشر التمييز الديني والمذهبي والطائفي...
تسعى بعض القنوات الفضائية ،إلى أن تلعب المرأة العربية دورها الكبير، في تقدم المجتمع وتطوره ،بعيدا عن التمييز ومحاربة قدرات المرأة، واثبات كفاءتها ،ولكن من النادر ان نجد تلك الفضائيات تدعو الى تثقيف المجتمع، بحقوق النساء ونيلهن حقوقهن التي نص عليها القانون، وأثبتتها الشرائع والدساتير الدولية ، كما نجد ان القليل من الفضائيات، تعمل على جعل المرأة تصل الى المساواة الكاملة ،في جميع مجالات الحياة ، ونجد أحيانا ان بعض الفضائيات تروج للأفكار، التي تدعو الى إثبات دونية المرأة وأنها اقل أهلية من الرجل، محاولة ان تتهم الأديان، بالانتقاص من مكانة المرأة ، وجعلها سلعة تظهر في الإعلانات، والتركيز على مظهرها الخارجي ، والانتقاص من عقلها، والدعوة الى ان تكون المرأة ربة منزل فقط ، كل همها في الانهماك في الأشغال المنزلية، وتحضير الأطعمة لرب المنزل وأفراده ، دون ان تتمكن من تمتين مواهبها الإنسانية، وصقل تجربتها ، ومن النادر جدا ان تهتم الفضائيات بعقل المرأة وإنسانيتها ....
ان عالمنا اليوم بسعي الى التغيير، وإقامة حياة العدالة والديمقراطية والتطور ، وان تحترم إرادة الإنسان وسعيه المتواصل، من اجل انبثاق حياة هانئة ، تخفف من العنف، والهجوم على الآخرين والتقليل من شأنهم ، ومهمة القنوات الفضائية ،أن تلعب دورا كبيرا في إحداث هذا التغيير ، لأنه بيدها ان تؤثر على أفكار المتلقي العربي ، وتجعله يغير من بعض القناعات، التي كان يجدها كاملة الصواب ، وإذا بالأيام تثبت خطلها ، وعدم ملاءمتها للحياة الجديدة التي تحقق أحلام الإنسان..
لماذا نجد كثرة الاهتمام، بقنوات الفضائيات التي تملكها أحزاب الإسلام السياسي ؟، في نفس الوقت التي تعاني منه الأفكار العلمانية والديمقراطية بعض الابتعاد
والنأي ؟ هل وجد الناس عدم قدرة اليسار على تحقيق الأحلام، التي ناضل من اجلها الناس ، ووجدوا في الإسلام السياسي إمكانية أفضل لتحقيق تلك الآمال ؟ وهل فشلت الاشتراكية حين انهار المعسكر الاشتراكي ؟ وهل كان انهياره ذلك خطأ في الفكرة أم التطبيق ؟ ولماذا لا نجد قناة فضائية واحدة، تدعو الى الأفكار الديمقراطية واليسار ؟ لتبين للناس أسباب انهيار التجربة الاشتراكية؟ ولماذا ابتعد الكثير ممن كان مؤمنا بصلاح الأفكار اليسارية ، عن الطروحات الفكرية الديمقراطية، والتمسوا الخلاص على أيدي الإسلام السياسي ؟ وهل وجد الناس خلاصهم الفعلي في الإسلام السياسي؟ رغم انه يختلف كثيرا عن روح التسامح، التي عرف بها ديننا الحنيف، والدعوة الى التعاون مع الناس، ومساعدتهم للتخلص من العقبات التي تعترض حيواتهم ، ومن يمكن ان يوضح للإنسان العربي هذه الأمور؟ ان كانت القنوات الفضائية المعادية لليسار هي المهيمنة ؟ هل الضعف المالي هو السبب ؟ ام تراجع القدرة على التنظيم، التي عرف بها اليسار في منتصف القرن العشرين ، واستطاعت القوى الأخرى ، المناوئة لليسار من إحداث التغيير لصالحها ، وهل القدرات الحالية الضعيغة ، التي يتصف بها اليسار اليوم ، حالت بين أحلام الكثير من حملة الفكر الديمقراطي النير، وبين إحداث التغيير في حيوان الناس والجماهير الشعبية نحو الأفضل ...
وكيف يمكن إشاعة أفكار التقدم والتمدن بين الجماهير ؟ هل يكون التطور والعصرنة بالدعوة الى ارتداء الملابس الجميلة العصرية، في عين الوقت الذي تتم فيه، المحافظة على الفكر القديم الذي يرفض التقدم والتغير ، رغم ان ليس كل ما في تراثنا سيئا ، كما انه ليس كل حديث جيد ،وانه علينا دراسة الأمور ، وغربلتها بصورة صحيحة ، والتطور يجب ان يكون بالشكل والفكر معا، وبطرق صحيحة لإحداث التغيرات التي تجعلنا في مصاف الدول المتقدمة
يجدب على قوى اليسار، ان تخلق رأيا عاما مناصرا للديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان والدعوة الى نيل الحقوق وعدم التفريط بها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم سيدني اتفق معك تماما
ابو علي ( 2009 / 2 / 5 - 02:54 )
اليسار كما افهمة شخصيا هو الانحياز الكامل الشامل للحق
ولمصلحة الجماهير. ورفض الذل والخنوع وعدم السماح بانتهاك الحقوق لاي انسانطفلا ام انثى او ذكر وحق هؤلاء جميعا بالحقوق
الصحية والعمل والتعليم الخ.
لكن للاسف عند العرب يختلف المسار والاتجاة فهو من اجل تجنيد الدعم السياسي والمالى . وهنا يحضرني قول الحكيم ((جورج حبش ))حيت هتف وقال للجماهير العربية :- سنلبس الماركسية العقال العربي اذ لا يجوز الانسلاخ كليا عن تراثنا العربي والحضاريفا شروق الشمس ليس باجمل من لحظات غروبها..؟؟؟ بقي القول ان الجماهير العربية تتوق للوحدة العربية كما شوقي وتقديري للكاتبة .
صبيحة شبر


2 - قنوات ممولة
طيف ( 2009 / 2 / 5 - 09:52 )
قنوات ممولة

لنأخذ القنوات الفضائية العراقية كمثال و التي انطلقت بعد التحرير المزعوم وحلت محل القناة الحكومية العراقية التي كانت موجهة للشعب العراقي , كل قناة تعود لحزب من الاحزاب التي دخلت للعراق بعد الاحتلال واغلب هذه القنوات ممولة امريكيا او ايرانيا ولها اجندة لاتخرج عن ماترسمه سلطة الاحتلال الامريكي والمشروع الامريكي , أوسلطة الدجل الايراني لاصحاب العمائم بافساد الذوق العام والغاء العقل ونشر الفتن الطائفية ... هل فكر اليسار العراقي بأطلاق قناة عراقية تفتح الطريق لثقافة شبابية رائدة ؟.. السؤال هو من يتبرع ويموّل هذا المشروع ؟

اخر الافلام

.. قارورة مياه تصيب رأس #دجوكوفيتش بعد تأهّله


.. الداخلية العراقية تؤكد عزمها ملاحقة عصابات الجريمة المنظمة ف




.. مخاوف من تلف المواد الغذائية العالقة أمام معبر رفح بسبب استم


.. واشنطن تنتقد طريقة استخدام إسرائيل لأسلحة أميركية في غزة




.. قصف وإطلاق نار مستمر في حي الزيتون جنوب مدينة غزة