الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعا للخراتيت

سعدون محسن ضمد

2009 / 2 / 5
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


من كان يصدق بأن العراق سيخطو أولى خطواته على سكة العافية؟ من كان يصدق أن العملية الانتخابية يمكن ان تجري دون حوادث أمنية تذكر؟
أو دون مخاوف، أو دون تحذير أو تخوين، أو تهديد من يشترك بها؟
انتهت انتخابات مجالس المحافظات وأتمنى أن تكون قد انتهت معها جميع المخاوف من تراجع العملية السياسية أو عودة العراق لهاوية الإرهاب أو فخ الطائفية ـ الذي لم نخرج منه تماماً ـ. ومع أنني لم اشترك بهذه الانتخابات لأسبابي الخاصة، إلا أنني شعرت وأنا أراقب العملية، عن كثب، بتفاؤل وفخر وسعادة، ومبرر مشاعري هو مقارنة بسيطة أجريتها شخصيا بين هذه الانتخابات وانتخابات مجلس النواب الأخيرة.
فهذه المقارنة كشفت لي عن الكثير من الانجازات يأتي بمقدمتها أن العملية انتهت ولم يجرؤ أي متطرف على الإدلاء برأيه فيها، لم يجرؤ أي جرذ ملثم على الوقوف بنهاية أي حارة أو شارع أو منعطف ليهدد الناخبين، كما لم يجرؤ أي بهلوان سياسي أو مهرج ديني على منع الناس من الانتخابات أو التشكيك بها أو الإدعاء بأنها انتخابات أميركية أو تجري وفق مقاسات ومصالح (الامبريالية والصهيونية).
وهذا يعني بأن العراق تمكن من خنق تلك الأصوات ولم يعد بإمكانها أن تدفعه للمزيد من الضياع.
عندما انتهت انتخابات مجلس النواب السابقة شتمني أحد أصدقائي المقربين بعد أن اتهمني بالخيانة عندما شاهد اللون البنفسجي في أصبعي، تلقيت الشتيمة يومها بابتسامة مرتبكة وحزينة وخائفة، لكنني كنت متأكداً إنه سيأتي اليوم الذي يمارس فيه صديقي حق التصويت. الحق الذي اعْتَبَره خيانة للدين والوطن والناس، وفعلاً جاء هذا اليوم وصديقي الآن أحد قياديي حزب سياسي لديه قوائم في الكثير من محافظات العراق، وكان قبل أيام حريصاً جداً على إقناع الناخبين بضرورة الاشتراك بالانتخابات.
هل كانت العملية الانتخابية كاملة؟ بالتأكيد لا، ليس لأن العملية السياسية العراقية مشوهة، بل لأن الكمال حالة لا يمكن أن تتحقق. وهذا الحكم ينطبق على جميع الفعاليات الاجتماعية التي تقوم بها المجتمعات، وسواء كانت هذه الفعاليات سياسية أو أمنية أو صحية أو حتى دينية. حققنا مستوى جيداً من نزاهة الانتخابات وسنسعى للارتقاء بهذا المستوى في التجارب المقبلة.
يحق لنا الآن أن نفتخر بتجربتنا السياسية. خاصة وأن الكثير من الشعوب المجاورة لا تزال ترزح تحت ثقل الخراتيت من رؤسائها أو أمرائها أو ملوكها. فعندهم الثابت هو المسؤول، أي ولي النعمة، وعندنا الثابت هو الشعب، أي الناخب.. الذي سيتعلم إن عاجلاً أو آجلاً كيف يمسك برقاب من يعطيهم ثقته ويحاسبهم على وعودهم الانتخابية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترمب يتوعد بوقف المساعدات لأوكرانيا: لن ندفع لزيلينسكي مندوب


.. هنية: حماس أبدت مرونة عالية للتوصل لاتفاق يوقف حرب غزة




.. العربية ترصد أجواء عيد الأضحى في مخيم جباليا


.. غزة صوت الإنسان..فلسطيني يروي معاناته مع النزوح وفقدان الأحب




.. القوات الإسرائيلية تركز ضرباتها على غرب رفح