الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية في العراق

كريم الهزاع

2009 / 2 / 5
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


«الديمقراطية».. مفردة واحدة، لكنها تحتاج إلى كثير من الشرح والتفاسير المتعددة، سؤال الديمقراطية ذو شؤون وشجون كثيرة.

موقع البي. بي. سي BBC بلغته العربية طرح سؤالا في السياق نفسه، وتحديداً فيما يخص الحالة العراقية .. هل « تجذرت» الديمقراطية في العراق ؟ .. وطبعاً هذا السؤال كبير جدا ومن المبكر طرحه... فالديمقراطية في العراق مازالت تحبو، ولكن ليس هناك مانع من قراءة المشهد السياسي الاجتماعي هناك، أو عدم عمل مقاربة لذلك الحراك بحجة أن الديمقراطية في العراق ناقصة أو متعثرة، لذا أقول: علينا ألا نضع العربة أمام الحصان، وعلينا إضاءة شمعة بدلاً من أن نلعن الظلام. لذا أتمنى كل الخير للشعب العراقي الذي ذاق الأمرّين في السنوات الأخيرة، وأول خطوة في هذا المشوار يجب القيام بها هي إبعاد رجال الدين عن العملية الانتخابية بشكل مطلق، حيث الديمقراطية بدعة عند رجال الدين، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

والدين معوق رئيس للحراك الديمقراطي، والمشكلة أن الغرب، إما لم يفهم، وإما أنه لا يريد أن يعرف أن جهات من العالم لاتحكمها إلا القبيلة والعشيرة, أو الدين.. والعراق من هذه الدول, ومن المستحيل أن يصبح كالهند مثلا، إلا بعد مئات السنين, ومن يعش فليتذكر ... فالديمقراطية، ببساطة، كالنبتة التي تحتاج إلى تربة مناسبة لنموها، فإن وجدتها نمت وازدهرت، وإن لم تجدها ذبلت وانهارت،

ولكي لا أكون متناقضاً في الطرح، ما أردته هو أن القطيعة المعرفية التي يعانيها عالمنا العربي في الجانب الديمقراطي وحقوق الإنسان، بحاجة إلى أبجديات وثقافة لم تتأصل بعد في مجتمعاتنا، ولم تسمح لها أغلب السلطات السياسية بالتنفس بالشكل الصحيح، حيث إن السلطة السياسية غالباً ما تراهن على تحالفاتها مع التيار الديني، الذي يستطيع أن يحتوي الغوغاء ويقدمها كقرابين للسلطة. ومع هذا علينا إلا نظل مكتوفي الأيدي ونندب حظنا، حيث إننا «إذا لم نتغير .. سننقرض»، كما كتبت تالا من الأردن في إجابتها عن السؤال، عندما يضع العراقي ورقة الانتخاب في الصندوق ... فإنه يضع معها سكينا في قلب الإرهاب... ويزرع وردة في بستان العراق.

نعم، العراق الآن بلد عربي ديمقراطي يتوجه أبناؤه إلى صندوقة الاقتراع ليختاروا بملء إرادتهم من يحكمهم، بغض النظر عن الذين تم انتخابهم سابقا، والذين سينتخبون لاحقا، وبغض النظر عن التوجهات والأحزاب والانتماءات. الشيء الواضح الذي لا لبس فيه، أن العراقيين أثبتوا أن الديمقراطية والانتخابات الحقيقية، ولو كانت ناشئة ونامية، هي ممكنة التطبيق في الوطن العربي المحكوم من قبل ديكتاتوريات عسكرية، فيها مؤسسات تطبل للقائد الضرورة، وتلمع صورة الدكتاتورية.

على الأقل شعب العراق لديه الآن قدرة على التغيير، ونتمنى له أن يستغلها من اجل التغيير إلى الأفضل. والذين ينتقدون التجربة العراقية ينطبق عليهم المثل القائل ، « الذي لا يطال العنب يقول عنه حامض». لذا دعونا نعطي العراقيين فرصة لكي يرتبوا بها بيتهم بعيدا عن شعاراتنا.. حتى لو وضعوا الكنب في المطبخ والغاز في الصالون والسرير في الكوريدور .. وبعيداً عن شعارات قناة الجزيرة التي استيقظت منزعجة من الأخبار القادمة من العراق، أخبار لا تعجبها... بحثت عن أخبار «المقاومين الشرفاء بأجسادهم المفخخة»، فلم تسمع لهم صوتا. احتارت، بحثت عن أحد المراسلين في أحد المراكز، ووضعت خبرا بالشريط الأحمر العريض...السلطات تمنع مواطنين من الإدلاء بأصواتهم !!! ما زالت المحطة منزعجة من أخبار العراق، وما زالت تبحث عن أصوات «المقاومين الشرفاء»!! هي لن تسمعهم، حيث أن شرفاء العراق أسكتوهم، ولن تسمع لهم صوتا... فلتذهب إلى جبال تورا بورا حيث أصوات من تحبهم.

نعم، حتى هذه اللحظة لم يتم تجذير الديمقراطية في العراق، ولكن كل شي يتجذر ويتطور ويصبح أكثر فاعلية بالممارسة، وها هو العراق، على رغم كل ما لحق به، يتجه نحو انتخابات جديدة إن لم تخرّبها الأحزاب الدينية، كما فعلت من قبل، وأتمنى وأناشد كل عراقي يفكر من اجل مستقبل جديد، ألا يركض خلف الأحزاب الدينية سواء الشيعية منها أو السنية، والتي لا تختلف شيئا عن حزب البعث، حيث قامت بتحطيم العراق ومازالت تسهم في عملية التدمير والتخلف وزرع الطائفية بين صفوف الشعب. والقرار سيكون في يد الناخب ويتحمل مسؤولية ما صوت عليه. هذا هو تعليق حيدر الاطرقجي، أما مؤيد العراقي فطرح تعليقه بطريقة السؤال / الجواب : عندي سؤال بسيط لكل المنتقدين للمسيرة الديمقراطية الوليدة في العراق، ما البديل الذي تقدمونه لنا ؟ وأنا اعرف الجواب, أولا أن يعلن العراق الحرب على أميركا وكل دول أوروبا ودولة إسرائيل ( أو الكيان الصهيوني ) واليابان والدنمارك وإيران. ثم يقوم العراق بالانتظار حتى يأتي قائد ملهم على أن يكون من التيار القومي العربي حصريا، وإذا كان بعثيا فممتاز ويقرر اعتبار كل العرب الشيعة العراقيين إيرانيين وكل العرب العراقيين السنة الذين لا يوافقون على قيادته كفارا، إما الأكراد فيقتلون بالكيماوي.

ويظل سؤال الديمقراطية مفتوحا بشكل الأفق الذي تعنيه مفردة «الديمقراطية» ويحتاج إلى إجابة أكبر بشكل أو آخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة