الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الفاسد رأس السمكة أم ذيلها

عطا مناع

2009 / 2 / 5
القضية الفلسطينية


تزخر الساحة الفلسطينية والعربية بالاتهامات المتبادلة التي طالت كل المقدسات الوطنية والقومية ومست العصب الحساس للهوية الوطنية مما يفرض على القوى الفاعلة بمجتمعاتنا العربية الوقوف بجدية أمام هذا الانحراف الحاد الذي نخر النظام الرسمي العربي الساقط سياسيا والآيل للانهيار بنيويا بسبب سياساته المتناقضة مع مصالح الشعوب العربية وانحيازه الكامل للمرحلة الأمريكية والإسرائيلية.

لقد كشف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عن الوجه القبيح للواقع العربي والفلسطيني، وعزز الخطاب المنادي بضرورة المواجهة مع انظمه فقدت المبرر التاريخي لوجدها، وهذا ينطبق على حركات يفترض أن تنتهج سياسة تحررية مناهضة للقوى المعادية لشعوبنا العربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وتجلى عقم الأنظمة العربية المسماة بالمعتدلة ومن دار في فلكها من شرائح تراكم الغبار على شعاراتها الوطنية التي لم تعد تشفع لها مواقفها المناهضة لحركة الشعوب واستحقاقات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ببعده القومي.

وبما أن حركة الشعوب تسير إلى الإمام ولا تنتظر العجزة والمتهالكين الذين يراهنوا على الوعود السرابية للولايات المتحدة الأمريكية المتحيزة بنسبة 100 % للكيان الإسرائيلي، فالواقعية الوطنية تفرض على هذه القوى وبالتحديد الفلسطينية منها للوقوف بجدية أمام برامجها وسياساتها التي لم تعد تتماشى مع المستجدات على الساحة بعد الانكشاف الواضح لتساوقها مع السياسات المعادية التي تستغل عامل الزمن لاستكمال المخططات الصهيونية التي تستهدف الوجود الفلسطيني تاريخا ومقاومة وبشرا، وما العدوان على قطاع غزة إلا دليل عن "العقائدية العمياء" لدولة الاحتلال التي تنادي كذبا بالسلام، سلام أضاف للوجع الفلسطيني تله من جماجم أطفال فلسطين التي حولها أمراء الحرب والتبعية لمجرد مسرح للقتل المجاني بسبب غياب الموقف الموحد والبرنامج الوطني الموحد واتساع الهوة بين أبناء الشعب الواحد.

بعيداً عن القناعة الراسخة في عقول ملايين العرب والمسلمين لبعد القضية الفلسطينية العابر للحدود، وهذا ما ثبت خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، فيفترض أن يكون الأداء الفلسطيني محركا فاعلا للصراع العادل مع دولة الاحتلال، وأن تكون منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الفلسطينية بمثابة مايسترو يدير الصراع وخاصة في اللحظات التاريخية، لكن هذه وتلك فشلت في إيجاد الحلقة المفقودة والشعار الناجع في التعامل مع ألازمة مما زاد من رداءة الواقع الفلسطيني ودفع به لمزيد من الانقسام، وكانت تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بالبحث عن مرجعية بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية القشة التي قد تقصم ظهر القضية الفلسطينية.

لقد وضع مشعل إصبعه على الجرح الفلسطيني النازف منذ عقود، وكمن ألقى حجراً في الماء الآسن، حجرا حرك الغيورين عن منظمة التحرير، وأنا في هذا المقام لا اعتبر كل من يدافع عن منظمة التحرير غيور عليها وخاصة أولئك الذين لعبوا دورا في تآكلها وتفريغها من مضمونها الوطني وبعدها التاريخي واستعاضوا عنها بسلطة فاقدة القدرة على الحركة إلا بتصريح من الإسرائيلي الذي يمسك بخيوط اللعبة التي يحركها وفق مصالحة .

لم يعد كافيا أن نختبيء وراء منظمة التحرير الفلسطيني التي هي بالفعل الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، ولم يعد الشعب مقتنع بهؤلاء الذين عبثوا بمنظمة التحرير وعملوا على إلحاقها بحكومة تسيير الأعمال ورئيس وزرائها سلام فياض، ولم يعد مقبولا من القوى المعارضة وبالتحديد الحية منها السكوت على العبث بمنظمة التحرير من قبل شخوص معروفين بتبعيتهم، ولن يعفى الشعب الفلسطيني وبالتحديد الوطنيين المنحازين لمنظمة التحرير من مسئولياتهم لأنهم يشاركون في اقتراب الكارثة، لذلك المطلوب رفع الصوت عاليا بإعادة بناء منظمة التحرير على أسس وطنية والإبقاء على أسباب ديمومتها وإبعاد الفاسدين والمتنفذين عنها وخاصة الذين يسبحون في الفلك الإسرائيلي.

المشهد الفلسطيني يؤكد أن الترهل والفساد انتقل من راس السمكة لجسمها، لذلك لا بد من علاج حقيقي يعتمد استئصال الأعضاء الفاسدة وإبعادها عن المنظمة المفترض أن تدور في فلك شعبها، والمسئولية الرئيسة تقع على عاتق فصائل منظمة التحرير التي تتحمل نتائج الوضع الفلسطيني وتصريحات خالد مشعل وعلى القوى والفعاليات الحية للشعب الفلسطيني، حيث لم يعد للصمت مكان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما هو برنامجك
ابراهيم علاء الدين ( 2009 / 2 / 4 - 21:44 )
الاستاذ عطا مناع
من السهل توجيه الاوصاف من كل الاشكال لمن شاء سواء اوصاف المدح والتتوقير والاحترام والتقدير او اوصاف التسخيف والتحقير والتشهير .. والقاموس فيه من المفردات الكثير.
واعتقد ان الاهم من اهدار الجهد في التوصيف حسنا كان ام سيئا ان يتم اقتراح خطوات عملية حقيقية وان يتم اوسع حوار بين المثقفين حول هذه الخطوات .. لان البقاء في اطار التشخيص وتتوزيع المسؤوليات هنا او هناك لا يجدي وهذا الخطاب عمره 40 سنة ولم تكن له اي فائدة.
كم اتمنى ان نقرأ لحضرتك مقترحات عملية سواء تتعلق بانهاء الانقسام والانشقاق واعادة الوحدة السياسية والجغرافية، او تتعلق باصلاح منظمة الحرير الفلسطينية.
لم يعد مقبولا الخطاب العام لانه بلا جدوى ولا يقدم ولا يؤخر.
مع اطيب التحيات


2 - برنامجي وطني فلسطيني
عطا مناع ( 2009 / 2 / 5 - 07:30 )
سيدي الفاضل ابراهيم علاء الدين
الساحة الفلسطينية والعربية مثقلة بالبرامج التي لا تمت بصلة لمصالح الشعوب، وانت تسألني عن برنامجي؟؟؟؟ انا فلسطيني انتمي لمدرسة منظمة التحرير الفلسطينية التي اعتبرها ممثلا لي ولغالبية ابناء شعبي، لكن المتنفذين في المنظمة سرقوها من شعبها ، وفرغوها من محتواها واسباب استمراريتها واهدافها المتمثلة بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني بالاستناد لحق عودة الاجئين القلسطينيين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
انا في مقالتي تحدثت عن الاسباب التي دفعت بخالد مشعل للحديث عن المرجعية البديلة وليس عن النتائج، وانت تتمنى ان تقرأ لي مقترحات عملية.
لقد تطرقت انا والكثير من الكتاب للحلول، واقول لك لا انا ولا انت نملك وصفة سحرية للخلروخ من الازمة، ولكن المنهج الديمقراطي في معالجة القضايا الفلسطينية العالقة واعتماد مصالح الشعب العليا هو المخرج، وللاسف يا سيدي المشلكة ليست نظرية لان هناك اجندات ومصالح تتحكم برقابنا، المطلوب خطوات عملية للخروج من المأزق الحالي ولسنا بحاجة للكثير من الذكاء لايجاد طريق السلامة، لكن اين طرق السلامة في ظل خصخصة القضية الفلسطينية ومصادرة البرنامج الوطني.


اخر الافلام

.. حسن نصر الله يلتقي وفدا من حماس لبحث أوضاع غزة ومحادثات وقف


.. الإيرانيون يصوتون لحسم السباق الرئاسي بين جليلي وبزكشيان | #




.. وفد قيادي من حماس يستعرض خلال لقاء الأمين العام لحزب الله ال


.. مغاربة يجسدون مشاهد تمثيلية تحاكي معاناة الجوع في غزة




.. فوق السلطة 396 - سارة نتنياهو تقرأ الفنجان