الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربيع الحرية الكردي ... إرهاصات التحرير !

داود البصري

2004 / 3 / 23
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


منذ أن تأسس الإقليم الشرق أوسطي بعد تسويات الحرب الكونية الأولى الدولية لم يعان شعب وتنتهك حقوق شعب وتداس على حرياته وآماله ومستقبله سوى شعبي فلسطين وكردستان ، ففي الحالة الفلسطينة نعلم جميعا حجم ودرجة الوجع والأذى والتدمير الذي حصل ، وبات الضمير العالمي اليوم وبعد عقود طويلة من الصراعات الدموية والتضحيات الرهيبة يحاول إحتواء المشكلة عبر الوصول لحلول معينة قد لاتكون ناجعة ولكنها مؤثرة وموجودة على أية حال ، أما الشعب الكردي العريق والذي مزقته الإرادات الدولية بين دول وإمبراطوريات وممالك وأصقاع فقد إرتكبت بحقه جريمة تاريخية تعتبر من أبشع الجرائم التي أرتكبت ضد شعب من الشعوب ، فهذا الشعب النبيل المسلم في غالبيته والعريق في إنتماءاته وحضارته ، والمساهم بنشاط في كل الحضارات التي تعاقبت على المنطقة وعلى هذا الجزء من العالم القديم شاء له حظه العاثر أن يقع فريسة لأنظمة متسلطة لاتعرف معنى الحقوق ولاتسوق شعوبها إلا بعصا الإستبداد ووفق أساليب القرون السحيقة الهمجية وبوسائل عصرية في فن الإبادة والسحق والتدمير الممنهج والذي يتجاوز سحق العظام وتذويب الأجساد إلى التزوير التاريخي والمعلوماتي وإلى خلط الأوراق بشكل فج وبطريقة تظهر معها هذا الشعب الأبي النبيل الشجاع بأنه ( حصان طروادة) لتمزيق المنطقة والعالم العربي وهي واحدة من أبشع الأكاذيب التي أشاعتها العقلية الفاشية العربية خريجة المدرسة الفكرية العثمانية الطورانية العنصرية التي حاولت إستعباد الشعوب بعباءة الخلافة الإسلامية البريئة من صنوف الإستعباد والإذلال والهمجية العثمانية بشكلها الطوراني الفج ويروحيتها العنصرية البائسة ، حتى تحالف المختلفون على كل شيء على هدف واحد فقط وهو سحق الشخصية الوطنية الكردية وإبادة الشعب الذي قدم للعالم الإسلامي خير الرجال من أهل الفكر والرأي والحرب والفقه ، فبالكرد وقوتهم وبأسهم وشجاعتهم أعز الله دين المصطفى العربي ؟ وبالكرد وأصالتهم أقيمت الدول والممالك وبمساهمات حية لاينكرها التاريخ ، وبعلاقات الود والتواصل العربي أو المناطقي مع الأكراد شيدت الأسس الشاملة لصورة النهضة الحضارية الشاملة في المنطقة ، ودعوة الأكراد للإنتصاف ولنيل الحقوق لاتعني بالضرورة تقسيم الأوطان أو تحطيم الأسس المجتمعية للدول المعاصرة التي أقيمت بعد التسويات الدولية المعروفة ، بل تعني أساسا تعزيز تلك المجتمعات بعناصر قوة إضافية تكون معينا لها في خوض تحديات العصر الحضارية..! ولكن أنى لأصحاب العقول الفاشية أن يتفهموا الواقع والظروف الإقليمية والدولية؟ وكيف يتسنى لقادة الطغيان أن يفسحوا المزيد من الهواء والنور للدخول لمستوطناتهم الفاشية المتعفنة بكل أفكار الشمولية والعنصرية وإلغاء الآخرين وسحق هويتهم الحضارية والإعتبارية؟.

لقد حل عيد الربيع ( النوروز) لدى الشعوب الآرية ومنهم الشعب الكردي الشقيق والصديق ، والأكراد في أوضاع متباينة فأكراد العراق رغم ظروف البلد الصعبة وحملات الإرهاب الأصولي والفاشي يتمتعون بربيع الحرية والذي سيؤسس بعون الله لقيام عراق فيدرالي إتحادي تحرري تساهم جميع الأطياف العراقية بقيادته نحو بر الأمان وسواحل الديمقراطية والرأي الحر والمجتمع الإنفتاحي بعد عقود طويلة من الدماء والدموع والتضحيات وحملات الإبادة البعثية والتعريب القسري وهي قضية لانرضاها أنفسنا فكيف نرضاها لأشقائنا وأحبتنا من الكرد الذين تربطنا وأياهم أقوى الروابط التي لا إنفكاك منها ، وكانت نتيجة التضحيات الكردية في العراق أن هزم المشروع الفاشي وتلاشى قادة القمع من الإرهابيين البعثيين كعلي كيمياوي نحو نفايات التاريخ في إنتظار يوم محاسبتهم المشهود وحيث سيكون مصيرهم عبرة لكل الطغاة والمتجبرين والقتلة ، أما إخوتنا أكراد سوريا وهم يعيشون في ظل ظروف قهرية معروفة لاتنفع معها أصباغ الدعايات البعثية المشوهة في إخفاء حقيقتها فإنهم يقفون اليوم على أبواب تحدي حضاري وسياسي شامل وهام ، خصوصا وأن البعثيين لهم الخبرة والدراية التامة في عمليات التمويه والخداع الإعلامية ، وقلب الحقائق وخلط الأوراق وبخبرات إستخبارية وأمنية وإعلامية متراكمة مكشوفة لم تعد تنطلي على أي ساذج! فلقد جاءت الأخبار من أن السلطات السورية قد إطلقت سراح أكثر من 600 كردي معتقل شريطة أن يهتفون بشعار البعث الخالد : ( بالروح .. بالدم .. نفديك يافلان)!! ومن لم يلتزم سيكون مصيره إعادة الإعتقال!! وهي لعبة مكشوفة وسمجة تكشف عن سذاجة سياسية هائلة في التعامل مع الأمور والملفات الساخنة.. ولكن بصرف النظر عن مآل الأمور الأخير ، وبصرف النظر عن المعالجات والمقاربات السلطوية لتغطية الموقف وإحتواء فضيحة القمع الفاشي الأسود فإن الربيع الكردي لهذا العام يحمل كل معاني الإصرار على مواصلة النضال لنيل الحقوق وتصليح الصورة الشرق أوسطية الخطأ ، فلامجال بعد اليوم للصمت عن القهر والضيم ، خصوصا وأن الربيع الكردي وإحتفالاته قد إقترنت بإحتفالات العراقيين عربا وكردا وأقليات قومية أخرى بذكرى إنهيار البعث العراقي الفاشي الأسود الذي لطخ وجه الأحرار العرب والأمة العربية بالعار ، فالحرية لا تتجزأ ومن واجب أحرار الأمة العربية إن كانوا أحرارا فعلا الوقوف بجانب أشقاؤهم الكرد وهو يؤسسون ليوم حريتهم الأكبر ، وقد علمنا التاريخ دائما من أن الطغاة مجرد نكتة ثقيلة سوداء ، ومن أن الحرية هي هدف المحرومين.

والأكراد قد باتوا اليوم على موعد مع التاريخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب يقلد المشاهير ويصف بعضهم بكلمة ????


.. إيرانيون يعلقون على موت رئيسي • فرانس 24 / FRANCE 24




.. آفة التنمر تنتشر في المدارس.. ما الوسائل والطرق للحماية منها


.. مصرع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في تحطم مروحية




.. مصرع الرئيس الإيراني.. بيانات تضامن وتعازي ومواساة ومجالس عز