الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليتنا ما رأينا عناترة آخر الزمان

اديب طالب

2009 / 2 / 5
كتابات ساخرة


ورد في الأثر : " اعمل لدنياك عمل امرء يظن انه يعيش أبدا ، واعمل لآخرتك عمل امرء يظن أنه يموت غدا "
قدسية التمسك بالحياة ؛ لدرجة الارتقاء الى الخلود . وحتمية الموت ، برؤيا الواقع ، قدسية خارقة . النبي محمد بن عبد الله ، كان الأكثر عمقا ودقة والأعلى بلاغة وبيانا .
عندما قال عنترة : وودت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم
جمع في بيت واحد سر الحب والحياة وسر الموت والخلود ، جدوى الحياة وحكمة الموت . عنترة كان الأكثر جمالا في المبنى وسحرا في المعنى .
هذا العظيم محمد الرسول ، وذاك عنترة الشاعر العاشق .

عناترة هذا الزمن – ولن أقول الرديىء ، كما يصر النواحون – اؤلائكم العناترة يبغون السلطة أولا ، والسلطة ثانيا ، والسلطة ثالثا ، يبغون التحكم برقاب العباد . زاد العناترة هوية " دينية " قاتلة ، هي غير ما دعى اليه محمد بن عبد الله تماما تماما ، لا سماحة عند العناترة ولا حرية ولا عدالة ولا ديمقراطية حتى ولا شورى ، هو فقط استبداد يلبس عباءة الدين والدين منه براء براء .
أخذ العناترة ما استلبوه من فشل القوميين والشيوعيين ، وصاغوه هواء وماء ودماء وارضا , وقالوا للقوم : قاوموا والا ..... ورفعوا سباباتهم مهددين ! . فاقوا عنصرية القوميين وتعصب الشيوعيين . فاقوهما شمولية ساذجة غبية .
العلة في ذلك كله ، بعد " الامة " كلها عن الحرية والحب والحياة ورضوخها واستكانتها لكلي الاستبدادين " الديني " و " السياسي " .
في حاضرنا عناترة ، عنتر – يتشرف بسكناه في ظل حبيبي قاسيون – يقول : قتلوا 1383 ، انجبت الحرات 3000 ، الانسان في نظره اما غنمة منجبة ، واما غنيمة مولودة حديثا ، وبهكذا معادلة بائسة خاسرة يقول وبصوت اكثر ارتفاعا واشد بحة : انتصرنا !
عنتر آخر ، أعلى كعبا : قتلوا جرحوا أعاقوا ، شرب الناس الدم ، أكلوا الاشلاء ، لايهم ، القادة وامقاومون باقون والمقاومة خالدة . الدليل عرس في زحمة الموت ، تكلف مليونا ونصف مليون من الدولارات ! . في حارتي – مهاجرين باش كاتب الجادة الثامنة قاسيون – اذا توفي احدهم ، تتوقف الافراح والاعراس اربعين يوما مساندة لاهل الفقيد . غزة مذبوحة من الوريد الى الوريد والعرس في الشام خمسة نجوم ! .
عنتر ثالث ، تقبل نصر غزة وقد اهداه العنتر الآخر ، وهذا يعرف جيدا ان الهدية ستوظف في مفاوضات مباشرة مع الجار الاسرائيلي وحش الجرائم ضد الانسانية ، وستوظف في ايقاد حنين جارف لحضن " الشيطان الاكبر " وستوظف ثالثة في حلم مجنون لاستقبال السفير الامريكي الجديد .
لوحة رديئة سيئة من اسوء ما رسمته السياسة المافيوزية في الشرق الاوسط ، ولا ينافسها في سوئها الا صورة الفارسي الواعد المتوعد بالقاء اليهود في المتوسط وان بقي البعض ففي البحر الميت .
عنيتر بذقن شقراء يصرخ في فضائية البوم والرعب والارهاب والجنون " الشعبي " : انتصرنا رغم أنوفكم جميعا ! .

كل العناترة وكل العنيتريين يشتمون مصر صباحا ويذهبون الى حضنها مساء ؛ يبحثون عن تسوية أي تسوية شرط ان يبقوا في غزة وشرط ان يعطوا حصة مستقلة من المال وحصة مستقلة من السياسة ولا بأس من دويلة أميرة على 360 كم مربع ، يملؤها الفقر والجوع والمرض والجهل والعتمة واشلاء النساء والاطفال . ومع من التسوية ؟ مع اسرائيل التي يرفضون الاعتراف بها علنا . اما التسوية او المفاوضة او الحوار مع " الاخوة " في رام الله فدونها الشهادة او النصر على محمود عباس . وفوق كل هذه الهزلة ......... انتصرنا .
ماذا تريد اسرائيل وايران والجار " الممانع " أكثر من ذلك ؟

بان كي مون في حوار مع «الحياة سكان غزة يسودهم شعور بأنه تم التخلي عنهم وبأنهم تُركوا من دون حماية». «أكثر ما يحتاجون إليه هو ان يعاد ضم غزة الى الضفة الغربية وأن تنجح عملية السلام
اين العناترة من بان كي مون ؟ لماذا لا ننتخبه باجماع العرب والمسلمين رئيسا ابديا لفلسطين ؟

من اقوال العناترة المأثورة ما يلي :"أننا قد اخترنا طريق المقاومة حتى لو تم إبادتنا"،:"لن نستمع لأى صوت يتحدث عن السلام والتفاوض، فلقد إختار شعبنا طريق المقاومة".
اين ذهبت اقوال العناترة ؟

> ...ل تحوله امرا واقعا فكيف سيقاوم العناترة ؟

لماذا لم يعط العناترة نفس الاهمية البالغة لتوفير الادوية والمعدات الاسعافية لمشافي غزة والتي اعطوها لتوفير السلاح " المقاوم " عبر الانفاق ؟

لاتكتبوا اسماء الشهداء على القبور ، فقد حولها العناترة الى ارقام في معادلة البقاء في السلطة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي