الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هلوكوست غزة

كامل الجباري

2009 / 2 / 5
القضية الفلسطينية


تأملات في المنطق السائد
قد يبدو، منطقيا، إن التأمل يوحي للمتلقي بالهدوء والدعة والبطرنة... ولكن إن تكون تأملاتك في وسط المجازر المستمرة ورائحة الشواء البشري وتأتي هادئة، قد يكون ذلك ضربا من المستحيل،ولكن لجوئك إلى اللا منطق في مواجهة المنطق العربي السائد الذي تعفن كثيرا وفقد كل شيء ماعدا ورقة التوت التي يراد لها إن تستر عورته بعد أن تضخمت وتغو لت وانكشفت لكل ناظر، وذلك بتفكرك على ألمك، عسى أن تحقق شيء من الهدوء وان كان خادعا.
عقود طويلة مريرة من المجازر والهزائم والتخلف وتدمير الذات الفردية والجمعية لم تستطع أبدا هز المنطق السائد في أفكارنا وسياساتنا ومجتمعنا. بيد إننا نجتر هذا المنطق ونلوكه مع كل أزمة ومع كل مجزرة،ونلوك معه الأشلاء المبعثرة المغموسة بشلالات الدم لنغط بعد ذلك في سبات عميق.
مقدماتنا هي ذاتها، وبراهيننا كذلك، فما زال الخط المستقيم هو الأقرب بين نقطتين، ومازال أفلاطون اقرب لينا من السفسطائيين .نحارب عدونا ونتبنى منطق، ولا نحصد إلا الأشلاء والدمار والتخلف.
لقد بينت الأحداث والتجارب خطل المنطق الأفلاطوني وخطره على حياتنا ومجتمعنا بل وعقمه. ويمكننا إن نطلق عليه منطق معدة البعير المعروفة بقدرتها على اجترار ما في جوفها ولوكه ثم إعادته إلى جوفها مرة أخرى.
ومن اجل الإنصاف،علينا الاعتراف بان هذا المنطق يسود العالم كله، ولكن أن تستخدمه قوى الامبريالية والهيمنة والاستبداد والتخلف،فهو شيء مفهوم، لأنه المنطق الذي يخدم مصالحها،ولكن الاستنكار والاستهجان والرفض لهذا المنطق إذا استخدمه الضحايا سيكون مشروعا حتما لأنهم ضحاياه.
الإشكال الأهم إننا جميعا ضحايا هذا المنطق،سواء كنا معتدلين او ممانعين،منبطحين أم مقاومين،فقد خذلنا شعب غزة،لأننا في الأساس قد خذلنا أنفسنا، رغم تقديرنا وإكبارنا لكل من انتصر لغزة في جميع أنحاء المعمورة.
المنطق الذي قامت عليه إسرائيل بان هلوكوست اليهود في معسكرات ألمانيا النازية يبيح لها إن تقيم دولة عن طريق سلسلة من الهولوكستات ابتداء من دير ياسين مرورا بصبرا وشاتيلا وقانا وغزة والعشرات من أمثالها، والتي لن تتوقف إلا إذا خرجنا من هذا المنطق وعرفنا إن هذا التواجد،لا يرتبط لا من قريب ولا من بعيد،بهلكوست المعسكرات النازية،ولا بوعود الرب لشعبه المختار، وان اتخذ ايدولوجيا وتعبويا هذه المنطلقات كذلك،علينا أن نفهم إن التعاطف والدعم اللا محدود، الأوربي والأمريكي /،لا علاقة له بتاتا بعقدة اوديب لدى الألمان والاورربين بسبب هولوكوست النازية،ولا بسبب إيمان المحافظين الجدد الامريكين بالحفاظ على دولة إسرائيل من اجل ظهور المخلص،فراس المال ومؤسساته ، لا يعبد سوى إلها واحدا إلا وهو المال وإفرازاته كالربح والتمركز والهيمنة فلا وجود لحقائق عارية في السياسة والحرب.
علينا إن نفهم،كذلك، لماذا تكون أعظم انتصاراتنا هي منع العدو من تحقيق أهدافه مقابل شلالات الدم الزكي المبذول في سبيل ذلك؟ ولماذا صمت الكثير منا، حكاما ومحكومين،الا ان توقفت المجزرة لنقول بعد ذلك انم احدث جريمة!!!
لماذا لا نصاب،نحن أيضا،بعقدة اوديب تجاه المجازر التي تعرض لها الفلسطينيون أكثر من ستة عقود ؟؟
لماذا نكون دائما رد فعل لفعل لا يساويه في المقدار ولا يعاكسه في الاتجاه؟؟
لماذا يتلاشى صراخنا مع انتهاء الفعل من دون أن يترك تأثيرا؟؟
سنجد الجواب حتما،عندما نفهم،إن السبب هو المنطق الأفلاطوني السائد ومؤسساته المختلفة،معتدلة وممانعة،وما تسببه من هولوكستات نعاني منها يوميا وفي كافة المجالات، فلا يمكن لمن جعل حياتنا جحيما مستداما إن يهزم هلوكوستا خارجيا لان الأمر،ببساطة،إن كلاهما من صنف واحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا