الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنهيار الإقتصاد الأمريكي ..... هل يعني إنهيار للرأسمالية

يعقوب الساهي

2009 / 2 / 5
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


لقد نال السيناتور الأمريكي "باراك أوباما" مبتغاه بفوزه بمنصب الناطق الرسمي للكونجرس الأمريكي!
إن جُلّ ماشاهدتموه على شاشات التلفاز سابقآ من حملات انتخابية وإعلامية وتصريحات قام بها المترشحون لرئاسة البيت الأبيض ماهي إلا جهود مضنية للفوز بمهمة التكلم نيابة عن أسياد الحكومة الأمريكية , حيث أن المهمة الرئيسية للفائز بزعامة البيت الأبيض هي التحدث بما كتب له في الأوراق التي يناوله إياها أعضاء الكونجرس , إي أن مهمة الرئيس هي تسخير نفسه بنفسه ليكون مجرد أداة ناطقة نيابة عن الكونجرس وما يخرج منه مقترحات و قرارات.
لقد أدهشتني حقآ وجهه نظر العالم نحو الرئيس الجديد اوباما حيث اعتبره البعض انه سيكون رجل الخلاص لسياسة أمريكا القاسية على العالم أجمع , كما اعتبره جنرالات الحرب انه سيحد من تواجد القوات الأمريكية في النقاط الحساسة في بعض دول العالم , ومن جانب آخر فقد تفاءل إخواننا العراقيين كثيرا ظنا منهم أن أوباما سيحقق لهم حلمهم بالانسحاب الأمني الفوري و السريع من العراق.
طالما ومازلنا نتساءل عن أسباب كل هذا التفاؤل ؟ هل السبب لأنه أول رئيس أمريكي ملون يحكم البيت الأبيض ؟ أم ماذا ؟
لا أريد هنا أن أحبطكم , ولكن لاتنسوا مقولة ( كلما جاءت أمة لعنة أختها ) , وأوباما بطبيعة الحال لايستطيع اتخاذ أي خطوة دون موافقة الكونجرس , والذي هو حقيقة من يمثل السياسة و الحكومة الأمريكية وليس أوباما .
لايخفى عليكم أن جميع المتنافسين للانتخابات الأمريكية يدركون جيدا ثقل الصوت اليهودي داخل المجتمع الأمريكي , كما أنهم يدركون مدى أهمية موضوع دولة إسرائيل وأن دعمها وتأيدها يكمن في سلم الأولويات قبل و بعد الفوز بالانتخابات.
من المعروف أن غالبية أعضاء الكونجرس هم يهود , كما هو معروف أن المتحكمون بالاقتصاد الأمريكي هم يهود أيضا , فما من رئيس أمريكي يترشح للرئاسة إلا بعد إعلانه لوفائه وطاعته لعمته إسرائيل , فلا تقلقوا لأن أوباما قد قام بزيارة إسرائيل في وقت سابق و طمأنها على استمرار دعم أمريكا لها , أي قال لهم ( سمعنا وأطعنا ) حاله حال باقي الرؤساء اللذين سبقوه.
في واقع الأمر لا أعتقد أن أوباما يستطيع أن يخالف أو يرفض أمرا من أوامر أرباب عمله المتمثل في الكونجرس , وإلا سيكون مصيره كمصير( جون كنيدي ).
في النهاية لايسعني القول إلا كما قال الشاعر ( طرفة بن العبد )
" ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلا . . . . ويأتيك بالأخبار من لم تزود "

أنحن نشهد على جنازة الرأسمالية وهي سائرة إلى مثواها الأخير؟!
من بين الأسباب التي أدت إلى انهيار الرأسمالية هو انهيار سوق العقارات الأمريكية , وقد بدأ ذلك عندما أخذت أسعار العقارات الأمريكية بالارتفاع تدريجيا فأدى ذلك إلى خلق المزيد من تجار العقار, فأصبحت المصارف تتنافس فيما بينها لمنح التسهيلات المالية على شكل قروض لجميع المواطنين الراغبين في شراء عقار , ليس حبا فيهم أو في مساعدتهم لامتلاك عقار و إنما طمعا للحصول على فوائد كبيرة من وراء هذه الصفقة.
وقد أدت التسهيلات البنكية اللامعقولة بإيهام تجار العقارات بوجود سيولة كبيرة و في متناول جميع المواطنين لشراء العقارات مما أدى إلى زيادة جشع التجار في رفع أسعار عقاراتهم طمعا في زيادة الربح , وظلت القروض البنكية لشراء العقارات تقدم للمواطنين بشكل هستيري وفي الجانب المقابل أخذ التجار في رفع أسعار عقاراتهم بشكل جنوني .
وظل الطرفان ( أي البنوك و تجار العقارات ) على هذا المنوال حتى جاء الوقت الذي عجز فيه الكثير من المديونين للبنوك عن تسديد أقساط القروض التي منحت لهم في السابق بطريقة غير مسئولة إطلاقا.
فتسبب ذلك بحدوث حالة من الركود نتيجة لفائض القيمة , حيث إن فائض القيمة أتى من تلك الفجوة الواسعة بين قيمة المشتري الحقيقية و القيمة الزائدة في التفاؤل النابعة عن الطمع في الربح الخيالي اللامعقول.
كما أن فائض القيمة أحدثت فجوة بسبب الإغراء و رغبة كلآ من البنوك و تجار العقار من التربح على ظهر بعضهم بعض , كما أن طمع المواطنين للعيش في بيئة برجوازية تفوق طاقتهم الحقيقية هو ما زاد الأمور سوءا من خلال التنافس الطامع ما بين البنوك من أجل اصطياد أكبر عدد ممكن من طالبي القروض.
إن ما نشهده في هذه الأيام يوحي لنا بأن الرأسمالية لربما تكون قد دمرت نفسها بنفسها نتيجة الجشع الزائد الذي كانت تتجرعه كالسم طيلة الأعوام الماضية رغبة منها للارتقاء بمستوى اقتصادي راق و لكن على حساب النيل من الطبقة الكادحة , و الوصول إلى البرجوازية التي لطالما اعتبرتها أنا المرحلة المتقدمة من الرأسمالية.
و لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما هو بديل الرأسمالية في حال وفاتها ؟
و هل ستبني الماركسية والاشتراكية الحق قلعتها على أنقاض الرأسمالية ؟












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشاركة النائب رشيد حموني في برنامج مع - الرمضاني- مساء يوم ا


.. Messages to the Tories: -Get Out- Socialist issue 1275




.. The Arab League - To Your Left: Palestine | الجامعة العربية


.. أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل




.. حزب العمال يكسب الانتخابات المحلية في بريطانيا ويخسر أصوات ا